قال موسليني « كلما ذكرت كلمة ثقافة تحسست مسدسي» هذا لأنه وبإحساس الطغاة يدرك تماماً دور العملية الثقافية وأثرها في تغيير المجتمعات، أما حكومة ولاية كسلا فتعرف جيدًا أهمية الثقافة والسياحة وأثرهما في عكس هوية المجتمع الكسلاوي بتعدده وبتاريخه وبحاضره وبمستقبله فأولت الأمر ما يستحقه من عناية واهتمام وأسندت أمر ذلك لوزارة الثقافة والإعلام والسياحة بعد أن انتقت كادرًا فاعلاً متخصصاً برئاسة الأستاذة أميرة حامد كفو وزيرة الثقافة والإعلام والسياحة التي أحدثت فارقاً كبيراً في أداء الوزارة من خلال برامج وأنشطة أسهمت في تحريك الساحة الثقافية والأدبية والسياحة بولاية كسلا التي تزخر بمقومات مهولة كانت تنتظر التوظيف الأمثل لتتبوأ الولاية مكانتها الرائدة في خارطة العمل الثقافي والإبداعي والسياحي، فنظمت العديد من البرامج الكبيرة التي يشهد بها الجميع ولعل أبرزها تجربة المهرجان الثقافي السياحي الأول الذي عقد في السادس من نوفمبر من العام الماضي فقد أسهم وبشكل فاعل في إعادة الحياة للشارع الكسلاوي وأخرج كوامن إبداعية جديدة وحقق قدرًا كبيراً من عكس تراث وثقافة المجتمع الكسلاوي المتعدد بقبائله ومكوناته وأدى إلى تغيير الكثير من المفاهيم السياحية والترفيهية لمجتمع كسلا وضيوف الولاية الأمر الذي جعل حكومة الولاية ووزارة الثقافة والإعلام والسياحة تتواثق لتجعله مهرجاناً دورياً وسنوياً. وذلك بعد أن وضح جلياً دور المهرجانات في التنمية الإدارية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وتعزيز الموارد السياحية للولاية، علاوة على أنها تسهم في الحراك المجتمعي الطبيعي والمنطقي والمنطلق من أصول وقواعد وثوابت الأمة وقضاياها المتمثلة في السعي للتواصل والتعارف وربط نسيج مجتمع الولاية بتعدد لغاته ولهجاته وقبائله بباقي المنظومات الاجتماعية الموجودة في الوطن الكبير وأن المهرجانات تؤدي إلى تبادل الأفكار وتلاقح الثقافات وأنها تعمل على تغيير مفاهيم السياحة والترفيه حيث تصبح المهرجانات وسيلة للتثقيف وغرس القيم النبيلة والشعور بالانتماء الحضاري والمجتمعي، فتسهم في رفع المستوى الثقافي والعلمي والحضاري في المجتمع أكثر من كونها امتاعاً وترفيهاً وأن المهرجانات في حال حسن تنظيمها تزيد الحراك الثقافي والسياحي والاقتصادي بالولاية وتؤدي الدور المناط بها، ولكل مهرجان نكهته الخاصة بتنوع الشخصيات والمثقفين من داخل الولاية وخارجها وهنا تكون اللوحة الجميلة في مزج كل الألوان واللغات واللهجات والاختلاف الفكري والثقافي وخاصة تلك الشخصيات الكسلاوية التي يعرفها كل من في السودان فقد صارت نجوماً في سماء الثقافة والأدب وتعرف بأنها من ولاية كسلا في المقام الأول وهذا ما يميز مهرجان ولاية كسلا النكهة الكسلاوية الخالصة الممزوجة بكل مكونات الوطن. وهذه الأيام تكمل ولاية كسلا ترتيباتها لانطلاقة فعاليات المهرجان الثقافي السياحي الثاني المزمع عقده في نهاية الشهر الجاري والذي يجيء تحت شعار «كسلا درة الشرق» .... مستصحبةً تجربة المهرجان الأول، وأشارت الأستاذة أميرة حامد كفو وزيرة الثقاقة والإعلام والسياحة إلى اكتمال الترتيبات كافة لإقامة المهرجان بكل محاوره وأهدافه مبينةً أن المهرجان سيستمر حتى نوفمبر المقبل. وأضافت أن المهرجان سيسهم في تعزيز الحس الثقافي والسياحي في الولاية بصورة خاصة والبلاد على وجه العموم وذلك عبر إقامة شراكة وتعاون الولاية ووزارة الثقافة والسياحة الاتحادية، مؤكدةً أن الوزارة تعمل من خلال المهرجان الثاني لعكس السمات المميزة لإنسان الولاية والترويج للإمكانات الثقافية والسياحية التي تتمتع بها الولاية حتى يخرج المهرجان بصورة مشرقة تليق وسمعة الولاية، وقالت إن المهرجان الثاني سيعمل على الدفع في طرح مشروعي كسلا مدينتي وكسلا درة الجمال بجانب الأهداف الأساسية في عكس الجوانب السياحية والثقافية والإبداعية بالولاية. ونبقى موعودين بتظاهرة ثقافية وإبداعية كبرى في مقبل الأيام تسهم في زيادة الحراك في الساحة وتسمو وتغذي الروح وتروِّح عنها وتخفف عليها من كبد الحياة الذي لا ينتهي.