حققت قوات الشعب المسلحة والأجهزة الأخرى المساعدة والمجاهدون انتصارات عظيمة ومتقدمة في ولاية جنوب كردفان على ما يسمى تحالف الشر والعدوان الذي عاث فساداً وخراباً في أرجاء الولاية عامة ومحليات المنطقة الشرقية السبع خاصة، وهي محليات تلودي أبو جبيهة الرشاد قدير العباسية التضامن الليري والآن لحقت بها أبو كرشولا محلية جديدة لتصير محليات المنطقة الشرقية ثماني محليات، حيث حققت القوات المسلحة تقدماً مهماً في مسرح العمليات العسكرية على تحالف الشر والعدوان المكون من الحركة الشعبية قطاع الشمال والجبهة الثورية التي دخلت إلى بعض أجزاء الولاية مؤخراً، حيث استطاعت القوات المسلحة قهر هذا التحالف الشيطاني من خلال عمليات الصيف الساخن وهو الشعار الذي أطلقته القوات المسلحة لدحر الخارجين عن القانون والمتمردين الذين عطلوا مسيرة التنمية والنهضة في الولاية وألحقوا أضراراً بالغة تفوق التصور وما هو متداول في أجهزة الإعلام والصحافة بممتلكات مواطني الولاية وعرَّضوا أمنهم للخطر والضياع. لقد أوشكت الحياة أن تتوقف تماماً في جنوب كردفان ممثلة في النشاط التجاري والزراعي والرعوي والتعديني وحركة التواصل الاجتماعي بين مكوِّنات الولاية المختلفة، وتوقفت حركة الطلاب والتلاميذ في كثير من المدارس ومات عدد كبير من المواطنين بسبب غياب الرعاية الصحية، حيث دمرت الجبهة الثورية المدارس والمراكز الصحية ومراكز الأمن الشامل والشرطة وطلمبات الوقود والمراكز التجارية والأسواق وقطعت الطرق الواصلة بين المدن والقرى والبوادي بحجة أنها مؤسسات تابعة لحكومة المؤتمر الوطني النظام الحاكم الذي تقاتله وتهدف إلى إسقاطه بقوة السلاح والحرب من خلال سياسة الأرض المحروقة والدمار الشامل للمؤسسات والبنيات حتى ترغم النظام على الاستسلام والرضوخ لمطالبها التي تبدو غير محددة ومعلومة بدليل أن الجبهة الثورية في جنوب كردفان تركت وسائل إسقاط النظام ممثلة في مواجهة القوات المسلحة عسكرياً، وتحولت إلى جماعات إرهابية وقطاع طرق ينهبون متاجر المواطنين ومواشيهم وسرقة المحاصيل الزراعية والبستانية من زراعة المواطنين على قلتها لفشل الموسم الزراعي بسبب الاضطرابات الأمنية التي ولَّدت موجات نزوح وتشرد لا مثيل لها في تاريخ الولاية.. نعم فعلت الجبهة الثورية كل هذا وهي تحاول إيهام المواطنين أن مشكلتها مع الحكومة وليس لها أي عدوان مع المواطن، غير أن الواقع يكذب هذه الدعاوى الزائفة ويؤكد أن أضراراً عظيمة أصابت مواطني الولاية بسبب وجود قوات الجبهة الثورية وقطاع الشمال داخل الولاية، والأمثلة التي تؤكد ذلك أكثر من أن تُحصى وتُعد، ولعلَّ مواطني الولاية يدرون بكل كبيرة وصغيرة ارتكبتها الجبهة الثورية في حقهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر فقط في المنطقة الشرقية نسأل مواطني تلك الديار لقرب الأحداث منهم.. من الذي نفذ مجزرة قرية «حجير الدوم» في ريفي محلية أبو جبيهة؟ ومن الذي نفذ مجازر منطقة طاسي وهدم المساجد وأقام فيها الكنائس وأطفأ نار القرآن في المسيد؟ من الذي نفذ عمليات ذبح المواطنين ليلاً في رمضان في منطقتي المويب ومبسوط في ريفي محلية العباسية تقلي، من الذي نفذ مجزرة ذبح أربعة معلمين ليلاً في قرية كالنج في ريفي محلية رشاد؟ من الذي هاجم أسواق منطقة أم بركة أشهر سوق للصمغ العربي في محلية رشاد في وضح النهار ونهب السوق وأسر عدداً من المواطنين؟ من الذي سرق مواشي أهالي الموريب ومنطقة حجر سنينة؟ من الذي نفذ عمليات اغتيال ليلي أكثر من مرة على مواطني قرية تبسة جنوب منطقة «طوطاح» في ريفي العباسية؟ ومن هجم على سوق منطقة «قردود ناما» أكبر سوق للمواشي والإبل ومحصولي الفول السوداني والسمسم ونهبه وخربه وأحاله إلى آثار مؤلمة وشرد سكانه إلى لحظة كتابة هذا المقال؟ ومن الذي أطلق النار على سيارة «لوري» كانت تقل طلاب وتلاميذ مدارس كانوا في طريقهم إلى مدارسهم وهم من قرى أم مرحي ودار السلام وطيبة وخور الصباغ شمال الموريب؟.. ومن الذي.. ومن الذي.. كل هذه الأفعال الشنيعة ارتكبها تحالف الشر والعدوان المكون من الجبهة الثورية وقطاع الشمال ضد المدنيين والأبرياء بعيداً عن الأهداف الحكومية.. ولعل مواطني تلك المناطق المذكورة يصدقون ما نقوله وهذه مجرد أمثلة قليلة وما خفي أعظم. إن نظرية حمل السلاح بيد وحمل ورقة التفاوض بيد أخرى التي كانت تتبناها الولاية من قبل ثبت فشلها وخطلها وهي من الأسباب التي مددت التمرد والعنف داخل الولاية وتسببت في كارثة احتلال أبوكرشولا وأحداث السميح والله كريم، وقرى ريفي شمال أبوكرشولا «كالنج وهبائل والحجير ومبسوط»، وتلك النظرية نفسها شجعت دخول فلول الجبهة الثورية المطاردة من دارفور وحدود شمال كردفان مع دارفور والمطاردة من حدود جنوب السودان حيث حلت واستوت في الولاية، وقد كتبنا كثيراً ونقدنا هذه النظرية التي سارت عليها الولاية في مواجهة الحركة الشعبية قبل الانفصال وبعد الانفصال، ثم مواجهة تحالف الجبهة الثورية وقطاع الشمال بعد الانفصال.. واليوم عمليات الصيف الساخن التي أطلقتها القوات المسلحة أكدت رؤيتنا السابقة الداعية إلى أهمية فرض هيبة الدولة بقوة القانون وملاحقة دعاة الفتن وحسم المواقف بجدية بعيداً عن المزايدة والتساهل. هذه الأيام تنفس المواطنون الصعداء وانطلقت حركة الحياة بعد طرد فلول الجبهة الثورية وقطاع الشمال من تلك المناطق المذكورة وغيرها، وتحاصر الآن بعض فلولهم في المنطقة الغربية في شمال غربي الدلنج، لكن يبقى الأمر الأهم هو تحرير منطقة كاودا رأس الحية التي تقدم الدعم والتمويل لتحالف الشر والعدوان في المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية. إن ما يحسب للأخ الوالي الجديد آدم الفكي أنه انتهج نهج حوار شامل مع أبناء الولاية في الخرطوم وتواصل مع فئات كثيرة لها صلة بصناعة قرار الولاية الشعبي، الأمر الذي أدى إلى محاصرة أسباب التمرد هناك وضيق دائرة التأييد المعنوي من بعض أبناء الولاية لهذا التحالف الشرير.. بهذه المناسبة جاءت إلينا دعوة من الأخ محمد أحمد حماد من شباب منطقة الموريب المثقفين يطلب منا مناشدة روابط أبناء المنطقة بالخرطوم وروابط أبناء منطقة أم بركة الذين نزحوا هذه الأيام إلى منطقة العباسية جراء العمليات الأخيرة حيث يعيشون أوضاعاً إنسانية قاسية ويحتاجون إلى المأكل والملبس والمأوى والعلاج للأطفال وكبار السن، لذلك نطلق هذه المبادرة والمناشدة لأبناء تلك المنطقة وروابطهم بولاية الخرطوم للتداعي والتنادي لمناقشة هذه القضية العاجلة. إن عمليات الصيف الساخن التي تقودها القوات المسلحة هذه الأيام في جنوب كردفان أكدت أن القوات المسلحة قادرة على إنهاء حالة الفوضى في الولاية وإعادة الأمن والاستقرار للولاية إذا فُكَّت القيود والحسابات السياسية على تلك العمليات، واليوم الولاية بشقيها الغربي والشرقي في استقرار نسبي معتبر مقارنة بأحوالها السابقة بفضل الله تعالى، ثم بفضل القوات المسلحة التي قادت تلك العمليات الناجحة.