على مدى عامين او اكثر ظل عبد الرحمن علي الشهير بالدعيع ممكساً بحبال الصبر وهو يتعرض للظلم مرتين في الهلال بسبب عدم حصوله على حافز قيده في كشوفات الفريق، ووجود فرصته للمشاركة، اذ ظل على الدوام زبوناً لدكة البدلاء ولم يجد فرصة المشاركة في المباريات الرسمية الا في مرات قليلة تحكمت فيها ظروف الفريق. وفي ظل هذا الوضع التزم الدعيع الصمت وأطبق شفتيه في انتظار ما تجود به الاقدار رغم ان المحيطين به وعارفي موهبته ظلوا يلحون عليه بضرورة سلك الطرق التي تقوده للحصول على مستحقاته على الاقل، لكنه ظل يؤثر الصمت ولم يرفع صوته محتجاً الا مرة او مرتين عبر الحوارات الصحفية او البقاء بجدة لايام قليلة للضغط على ادارة النادي لمنحه ما يستحق. وقد كان القدر رحيماً باللاعب بعد أن قررت ادارة الامين البرير الاستغناء عن خدماته قبل موسمين لينتقل الى الاهلي شندي بإشارة من راعي الفريق صلاح ادريس الذي منح موهبته ما تستحق، وهيأ له الوضع الذي اعانه على تقديم نفسه من جديد ليصبح النجم الاول في التسجيلات في الموسم الحالي، ويفرض اسمه بوصفه لاعباً ترغب كل الاندية بما فيها ناديا الهلال والمريخ في ان يرتدي شعارها. ومع ان الكثيرين توقعوا ان يكون خروج الدعيع من القلعة الزرقاء بداية النهاية لمشواره مع الكرة على الاقل في السودان جراء ما تعرض له من ظلم واحباط ومضايقات في بعض الاوقات، الا ان صبر اللاعب وايمانه بموهبته وبقدرته على العطاء بجانب الدعم المعنوي والمادي الذي وجده من رئيس نادي الهلال الاسبق وراعي الاهلي شندي صلاح ادريس، اعاده الى الواجهة متألقاً بعد ان ظل لموسمين الحارس الاساسي للآرسنال في المسابقات الرسمية، حيث اجاد وتألق على المستوى المحلي من خلال بطولة الدوري الممتاز وفي الكونفدرالية الافريقية ايضاً مرتين على التوالي، مما أهله للانضمام الى المنتخب الوطني الذي ساعده في الظهور اكثر عبر الاعلام خصوصاً في بطولة سيكافا للمنتخبات التي نظمت أخيراً في كينيا. ويبدو الدعيع الذي يتمتع بأخلاق عالية وأدب وتهذيب نادر أكثر سعادة في الموسم الحالي وهو يفرض نفسه نجماً أولاً في فترة التسجيلات الرئيسة ومحل نزاع بين المريخ بطل الدوري وناديه الأهلي الذي أكمل معه فترته القانونية التي استمرت لعامين، وكانت حافلة بكل ما هو جميل، ليأخذ اللاعب في النهاية القرار الذي يرى انه صحيح ويقرر إعادة قيده وبقاءه في ناديه السابق ربما بسبب العلاقة المميزة بينه وبين السيد صلاح ادريس الذي كان اللاعب الاساس في ساحة التفاوض معه، وربما بسبب انه نشد الاستقرار وهو يرغب في تحقيق الافضل في الموسم الجديد خصوصاً على مستوى الكونفدرالية التي يأمل بطل شندي في الذهاب فيها بعيداً هذه المرة وتجاوز انجاز مرحلة المجموعات الذي حققه الفريق الموسم قبل الماضي، ولكن يبقى الأمر المهم ان الدعيع حقق ما انتظره سنوات وهو يجد التقييم المادي الذي يليق به، حيث ظل يلعب للهلال لموسمين بالمجان، فيما ذهب الى الاهلي شندي بعد ذلك ولم يعلم احد القيمة التي حصل عليها، لكن هذا الموسم فإن قيمة هذا اللاعب تجاوزت المليار جنيه، وهو العرض الذي قدمه نادي المريخ ورفضه اللاعب، مما يعني انه سيحصل على زيادة ربما تتجاوز المائة مليون جنيه، ووفقاً لهذا فإن صفقة اعادة الدعيع لقيده مع فريقه السابق ربما وصلت الى المليار ونصف، ومع اقتراب فترة التسجيلات من نهايتها ودخول الاندية في المرحلة الثانية وهي مرحلة الاعداد للموسم الجديد فإن حارس اهلي شندي الشاب يبقى امام تحدٍ كبير بعد ان فرض اسمه واحداً من نجوم التسجيلات، وجلس جنباً الى جنب الى جوار كاريكا ومساوي وباسيرو وسيدي بيه وان تفوق عليهم من ناحية انه كان محل تنازع بين بطلي الدوري الممتاز وصاحب المركز الثالث، وسيكون الدعيع على المحك حيث تتجه نحوه الانظار منذ بداية الموسم، وستكون قيمة الصفقة المالية حاضرة في اذهان الكثيرين، ويبقى اللاعب في ظل هذا الأمر مطالباً بتقديم الافضل والتأكيد على انه يستحق ما حصل عليه. وسيجد بلا شك الدعم من انصار الفريق الذين كانوا اكثر سعادة وهم يرونه يوقع من جديد في كشوفات الفريق.