وضع السمنار الذي جاء تحت شعار «واقع الصحافة الاجتماعية في السودان» ونظمته أكاديمية الأمن العليا برنامج الدراسات الأمنية والإستراتيجية الدبلوم العالي والمهني رقم «4» وضع الصحافة الاجتماعية في السودان في قفص الاتهام!! فالورقة التي ناقشها عددٌ من الإعلاميين وكتاب الأعمدة وأصحاب الرأي حول واقع الصحافة الاجتماعية والتي قدمها العقيد الشاذلي حامد محمد الأستاذ بالأكاديمية جعلت الأمر يبدو تقويمه شبه مستحيل. وأكد شمو أهمية دور الصحافة الاجتماعية إذا اتبعت المنهجية والانضباط في نقل الخبر وابتعدت عن ما يخدش الحياء.. وأكد أن مشكلات الصحافة الاجتماعية ليست في السودان وحده بل في العالم كله، واستشهد ببعض الصحف المعروفة عالمياً والقديمة الضاربة في القدم التي تعرضت إلى الوقف.. وقال إن بعض الناس يعتبرون مجلس الصحافة ضعيفًا والبعض الآخر يعتبره قاسيًا، مستدركًا أن المجلس آلية لقانون ولا يصنع القانون والمجتمع هو الذي يصنع القانون منوهًا بأن قوة المجلس في قوة القانون. وأبان أن بعض الشكاوى التى تأتينا ضد الصحف لا نستطيع أن نقول ما جاء فيها حياءً، مناشداً الصحف الاجتماعية الابتعاد عن ما يخدش حياء المجتمع. الأستاذ العبيد أحمد مروح الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات والسفير بالخارجية قال إنه لم يتسع الماعون للصحافة السياسية الشاملة عندما بدأت الصحافة الاجتماعية مضيفًا أن من عيوب الصحافة السياسية أنها لم تعمل بالملاحق، وقال: لماذا يصب الناس غضبهم على الصحافة الاجتماعية وحدها؟! وقال: إن ما ينطبق على الصحافة الاجتماعية ينطبق أيضاً على السياسية، بيد أنه قال إنها أي الصحافة في السودان ما زالت تعمل برزق اليوم باليوم دون تخطيط وتشريع علمي، ولكنه لم يعفِ الصحافة الاجتماعية من العيوب فقد أكد أنها تعاني من خلل رهيب، ودعا إلى ضرورة مراعاة الثوابت الاجتماعية، وقال: لابد للصحفي من مراعاة ما يكتبه وما يقوله، وشدَّد على ضرورة الابتعاد عن الأخبار المنقولة والتي تفسد ولا تصلح. ودافع رؤساء تحرير الصحف الاجتماعية وجدي الكردي وهيثم كابو وعبدالرازق الحارث والأستاذ أحمد البلال الطيب رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم ومؤسس صحيفة الدار عن الصحافة الاجتماعية بشدة. وقالوا: يجب ألّا يُنظر إلى الصحافة الاجتماعية نظرة ضيقة وأنها ليست كلها جرائم وهي تتناول كل حياة الناس وتتلمس قضاياهم، وقالوا: ليست الصحافة الاجتماعية هي وحدها التي تتناول قضايا الإجرام بل حتى الصحافة السياسية أفردت لها مساحات. وأبانوا أن الصحافة الاجتماعية ناقشت ملفات المخدرات واستضافت الخبراء في ذلك مما قلل نسبة الجرائم في هذا الموضوع، وناقشت قضايا علم النفس والرهق النفسي وقضايا كثيرة مما كان له الأثر في الحد منها.