يبدو أن معتصم محمود الذي عرف طوال تاريخه في الصحافة الرياضية بالانفلات والخروج المتواصل على قيم الصحافة وأخلاقياتها، يريد أن يجرجرنا لمعارك شخصية تجاوزناها منذ سنين طويلة، ولن نعود اليها احتراماً لمهنيتنا وللمكانة الكبرى التي نحتلها وسط الرياضيين والقراء، برفضنا المطلق لصحافة الهجوم والتجني وإصرارنا على تخطي كل العقبات لمواصلة السير على طريق الصحافة الراشدة والمستنيرة التي تناقش القضايا وتطرح الأفكار وتقترح الحلول لقضايا الرياضة التي يعتبر معتصم وأمثاله هم مشكلتها الكبرى بأسلوب الشتائم والبذاءات الذي تمادوا فيه لأنهم لم يجدوا من يحسمهم ويردعهم حتى يعودوا لجادة الطريق أو يذهبوا غير مأسوف عليهم في مهنة البحث عن الحقيقة التي حولوها إلى مستنقع للأكاذيب والافتراءات لتجريح القيادات الرياضية المخالفة لهم في الرأي. إن معتصم محمود الذي كنا نطلق عليه في أيام سابقة معتصم حاقد محمود، هو آخر من يتحدث عن تقلب المواقف، حيث أشاد قبل عدة أيام برئيس الهلال الحاج عطا المنان وأطنب في الثناء عليه لتمرير صفقة العجب الفاشلة، وعندما رفض المجلس برئاسة الباشمهندس تسجيل لاعب انتهى عمره الافتراضي وجفت ينابيع موهبته وفقد القدرة على العطاء، عاد ليصف هذا الرجل المحترم بالكذب والمراوغة وضعف الشخصية، الشيء الذي يؤكد أن هدفه من مساندة تسجيل العجب ليس مصلحة الهلال، بل يريد أن يجعل منه جسراً لتصفية الحسابات مع المريخ وجماهيره في رياضة تقوم على مبادئ التنافس الرياضي الشريف ودعم العلائق وتوطيد صلات الأخوة والصداقة بين الأندية والجماهير، والتي إذا فقدتها تكون قد فقدت أهم مقومات وجودها لأداء دورها ورسالتها السامية والنبيلة. إن تقلب المواقف يعتبر صفة ملازمة لمعتصم منذ أن كان قائداً للآلة الإعلامية لصلاح إدريس، والذي شتم بسببه كل قيادات الصدارة وكال لها من السباب ما يعف اللسان عن ذكره ابتداءً من حكيم الهلال طه علي البشير الداعم الأكبر لكل مجالس النادي، والأب الروحي للهلال عوض عشيب، ومحمد حمزة الكوارتي، والخليفة مختار مكي، والنور محمد النور، واللواء إبراهيم نايل إيدام، والعميد سليمان محمد سليمان، واللواء عثمان سر الختم، واللواء المعز عتباني، وأحمد دولة، وعوض شبو، وبقية العقد المنثور من خيرة الرجال الذين قال فيهم ما لم يقله مالك في الخمر. وبعد كل حملات الهجوم التي شنها معتصم على أهل الصدارة مساندةً لصلاح إدريس ودفاعاً عنه، عاد ووجه للأرباب أقذع الشتائم وشكك في أخلاقه وسلوكه وأمواله التي قال له الأرباب عنها: لا تبصق في الأناء الذي أكلت منه.. ليتجاوز بعد ذلك كل الحدود المهنية والأخلاقية بالإساءة لأسرة صلاح الكريمة التي لا علاقة لها بخلافاته وصراعاته الإدارية.. وبعد أن تخلى عن صلاح إدريس انقلب «180» درجة ليصبح من المدافعين عن الحكيم الذي ناصبه العداء لفترة طويلة، ثم انتقل منه إلى غير رجعة للكاردينال بوصفه قائداً لحملته الإعلامية في انتخابات 2010م التي فاز فيها البرير برئاسة النادي، ليتحول بلا خجل أو حياء للعمل مع الرجل الذي سعى بكل ما أوتي من جهد لإسقاطه من أجل عيون الكاردينال الذي تركه يعاني من إحباط الهزيمة، وذهب ليدافع عن البرير بوصف كل من يخالفه أو يعارضه بالطابور الخامس والفلول والأرزقية والرجرجة والدهماء، ويتوج حملات الهجوم بقيادة حرب الاستهداف لشطب كابتن الفريق وقائده هيثم مصطفى، الأمر الذي أحدث أكبر وأخطر انقسام في تاريخ النادي، لتخرج المظاهرات وتعتصم الجماهير بالنادي، ويفقد الهلال بسبب هذا القرار الخاطئ وحدته واستقراره وإنجازاته الكروية التي تعود على تحقيقها سنوياً. ولم تقتصر تقلبات معتصم على الجانب الهلالي، حيث امتدت لنادي المريخ الذي وقف فيه بقوة مع حسن عبد السلام في حربه ضد جمال الوالي التي امتدت لعدة سنوات هاجمه فيها بعنف وشراسة على المستوى الشخصي والعام، ووصفه بأسوأ رئيس في تاريخ المريخ لفشله في تحقيق بطولات تتناسب مع أموال الدولة التي أهدرها في صفقات المحترفين المضروبة، وليس هذا هو الغريب، ولكن العجيب والمدهش هو انتقاله من حسن عبد السلام لجمال الوالي الذي تحول في نظر معتصم إلى واحد من أعظم الرؤساء وأكثرهم بذلاً وعطاءً وإنجازاً، حيث أكد في احتفال أُقيم بمنزل رئيس المريخ أنه بوصفه يسارياً لم يتوقع أن يكون أهل الاتجاه الإسلامي بمثل هذا الصفاء والتسامح الا بعد معرفته لجمال الوالي الغالي. هذا هو معتصم محمود صاحب التاريخ الأسود في الصحافة الرياضية، والذي لم يكتب فيه رأياً موضوعياً أو نقداً هادفاً، ليتهمنا بكل بجاحة وقوة عين بالعمل على إفساد الصحافة السياسية بعد أن أفسدنا الصحافة الرياضية، لمجرد أننا قد سخرنا من الكاردينال الذي هرب من تنفيذ وعده بتسجيل أسارات، بقولنا أنه قد زاغ «بمكنة مكربة جايبة موية» وهو تعبير شائع في الشارع السوداني يقال لأي شخص يزوغ من تنفيذ أمر التزم به.. وهذا التعبير عادي جداً وليست فيه إساءة أو إهانة للكاردينال كما ادعى ملك المهاترات وأستاذ الإساءات ورائد أسلوب التناول الشخصي الذي لم تسلم منه الأغلبية الغالبة من العاملين في الوسط الرياضي بمختلف مواقعهم. لو كان معتصم محمود يملك ذرة من الوفاء لما أساء يوماً لصاحب هذا القلم الذي هو صاحب فضل عليه بتعيينه بصحيفة «نجوم الرياضة» بعد فصله من صحيفة «الصحافة» السياسية التي كان يعمل بها رئيساً لقسم الأخبار، رغم معارضة بعض أعضاء مجلس الإدارة بحجة أن «الصحافة» و «نجوم الرياضة» تصدرهما شركة واحدة، ولا يجوز تعيين شخص فصل من «الصحافة» في «نجوم الرياضة»، ولكنني قاومت هذا الاتجاه بقوة حتى تمت الموافقة على تعيينه، كما عينته في صحيفة «الكابتن» الناطقة باسم الصدارة التي أساء لكل قيادي فيها، في وظيفة نائب رئيس تحرير وبمرتب لم يحصل على مثله من قبل، ولكنه زمن الجحود والنكران، والذي ليس بغريب على شخص عض كل الأيدي التي امتدت إليه بالخير الذي لا يحمل في دواخله ذرة منه!! من حق معتصم أن يكتب كما يشاء لأن هذا هو أسلوبه ونهجه منذ أن دخل هذا المجال، ولكن لو كانت هناك سلطة تدافع عن قيم المهنة وأخلاقياتها لما استطاع معتصم أن يكتب حتى على الحوائط!!