أعلن الدكتور/ عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم خلال الأسبوع المنصرم تشكيلة حكومته الولائية بتسمية جميع الوزراء والمعتمدين الذين ينوي الاستعانة بهم لمجابهة تحديات المرحلة المقبلة من عمر هذه الولاية الكبرى، وقال في المؤتمر الصّحفي الذي عقده بهذه المناسبة إن حقيبة الشؤون الهندسية قد تم إسنادها للمهندس/ أبو عبيدة محمد دج وحين سأله الصَّحافيون عن غياب هذا الوزير عن حضور المؤتمر الصّحفي الذي حشد له الوالي كل طاقم حكومته الجديدة قال الخضر إن المهندس (دج) لديه عهدة بصندوق تنمية الشرق وسوف يباشر عمله بوزارة الشؤون الهندسية بعد الفراغ من عملية التسليم والتسلم لتلك العهدة. جرى كل هذا الكلام في الأسبوع المنصرم فظن بعض الزملاء أن المهندس/ أبو عبيدة سوف يغادر موقعه في الصندوق ليستلم مهامه الجديدة كوزير للشؤون الهندسية بولاية الخرطوم ثم اتسعت دائرة (الربكة) حين تسربت ترشيحات لبعض الأسماء لكيما يخلف أحدهم المهندس (دج) في إدارة صندوق تنمية الشرق وغابت في أتون هذه الضجة معالم الحقيقة الناصعة وبرزت أسئلة كثيرة أبرزها على الإطلاق لماذا يصر والي الخرطوم على انتظار مقدم وزير لا يزال حتى تاريخ اليوم الخميس الموافق لليوم السادس والعشرين من ديسمبر الجاري يمارس صلاحياته كوزير دولة برئاسة الجمهورية مديراً تنفيذياً لصندوق تنمية الشرق بل لم تصدر الرئاسة قراراً بإعفائه من منصبه فبم يفسر المشتغلون بالشأن السياسي إصرار والي الخرطوم على إسناد حقيبة الشؤون الهندسية له وهو لم يغادر موقعه القديم بعد؟! والسبب ببساطة أن والي الخرطوم الذي وعد ناخبيه في الانتخابات السابقة بتوفير خدمات المياه والكهرباء لقرى وأطراف الولاية يدرك الآن أن الانتخابات القادمة قد أقبلت دون أن ينجز من وعده السابق كثير شيء لذلك يسعى سعياً حثيثاً لكيما يحصل على عصا سحرية وهو يعلم أن هذه العصا لا تتوافر إلا لدى المهندس/ أبو عبيدة محمد دج، فالخضر بخبرته وحنكته السياسية يرى في الرجل الذي حاز على وسام الإنجاز من رئاسة الجمهورية خير منقذ لوعده الانتخابي وهو (أي الخضر) محق في هذا بالنظر إلى الحصاد الذي أنجزه (أبو عبيدة) في مجال الشؤون الهندسية بولايتي شمال كردفان وكسلا، فقد تنوعت المشروعات التي أنجزها بالولايتين لتغطي كل المجالات الحيوية كالماء والكهرباء والطرق والطاقة والاتصالات والمرافق العامة والخدمات الخاصة بالتعليم والصحة والزراعة والتنمية الريفية ومشروعات الثقافة والشباب والرياضة وقد استقطب في تنفيذ هذه المشروعات شركات مؤهلة ومتخصصة محلية وقطرية وعربية وعالمية ثم كان إنجازه الأكبر في تنوع تمويل هذه المشروعات من تمويل مباشر وتمويل آجل وتمويل بالصكوك الحكومية وتمويل عيني ومشاركة مجتمعية وعبر قروض واتفاقيات تجارية في إطار الحكومة الاتحادية كما استند في هذه النجاحات على توظيف كل مشروعات المنظمات العاملة غير الحكومية ومنظمات الأممالمتحدة وبرامج الأممالمتحدة الإنمائية ومشروعات ديوان الزكاة وفي عهده كوزير للشؤون الهندسية بولايتي شمال كردفان وكسلا تجاوزت معدلات التنمية بالولايتين بأكثر من خمسة أضعاف وذلك بجذب دعومات إضافية من المشروعات الاتحادية غير المخصصة بجانب إنجاز بعض المشروعات في إطار قروض واتفاقيات تجارية بين حكومة السودان وبعض الدول، لقد أفقدت هذه السيرة المذهلة عن المهندس (دج) والي الخرطوم وقاره (التنظيمي) فطفق يعلن بملء فيه أن الوزير القادم للشؤون الهندسية بالولاية هو المهندس/ أبو عبيدة ونسي في غمرة هذا الطموح أن رئاسة الجمهورية لم تصدر قراراً بإعفاء (دج) من منصبه كوزير دولة برئاسة الجمهورية ومديراً تنفيذياً لصندوق تنمية الشرق بل أبقته في منصبه في إطار تقديرات رئاسة الجمهورية لمجمل الأداء الذي تم في عمل صندوق الشرق ولإكمال المشروعات التي شرع الصندوق في إنفاذها باتجاه الشرق بجانب الاستمرار في مبدأ الحياد والشفافية في التعاطي مع أموال المانحين، لكل هذه الاعتبارات أبقت الرئاسة على المهندس/ أبو عبيدة محمد دج في منصبه وزير دولة برئاسة الجمهورية مديراً تنفيذياً لصندوق الشرق. إذن الدكتور عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم في ورطة بسبب انتظاره لمقدم وزير لن يأتي أبداً ولكنها أي الورطة لن تطول لو صوب الدكتور نظره نحو المرشحين الآخرين عله يجد فيهم وزيرًا مناسبًا للشؤون الهندسية، فالتحديات التي تواجه الولاية في هذا المجال كبيرة جداً ولا بد من استجابة ملحة للتدهور الذي أصاب البنيات الأساسية وقطاع الخدمات نتيجة للظروف التي مرت بها ولاية الخرطوم في العام المنصرم حيث شهدت أمطارًا غير مسبوقة إضافة لعوامل النزوح نحو العاصمة وما ترتب على ذلك من آثار سالبة. ونختم بالقول إن المهندس/ أبو عبيدة محمد دج هو قلب صندوق تنمية الشرق (النابض) و(عينه) التي يرى بها فهل رأيت سيدي الوالي (عيناً للبكاء تعار)!