في كل يوم يؤكد مجلس إدارة الهلال برئاسة الحاج عطا المنان أنه أفضل وأعظم المجالس الهلالية في العشر سنوات الأخيرة ليس لأنه يضم مجموعة من خيرة أبناء النادي كفاءة وفكراً وإخلاصاً، ولكن لأن رجاله الذين جاءوا برغبة جادة في إخراج الهلال من أزماته المالية والإدارية قد استطاعوا في أقل من شهر أن يوحدوا مجتمع الهلال الذي مزقته الخلافات والصراعات بالإنجازات المتواصلة التي زرعت الفرح والثقة في الجماهير الزرقاء كإستعادة شعار النادي الخالد الذي سلب في عهد صلاح إدريس وفشل البرير في إعادته من الشخص الذي سجله باسمه فيما نجح رئيس النادي الحاج عطا المنان في إقناع الجهات السيادية والولائية والعدلية بعدالة قضية الهلال بقوة منطقه وصلابة موقفه لإعادة الشعار الخالد لدياره وأهله وسط الأفراح الغامرة للجماهير التي لم يفارقها الحزن والإحباط طوال السنوات الماضية بسبب الصراعات والهزائم وفقدان الهلال لكابتنه هيثم مصطفى في واحدة من أبشع صور الاستهداف لنجم أعطى الفريق «17» عاماً من عمره وكان جزاؤه الشطب والإقصاء الذي سيبقى نقطة سوداء في تاريخ ناد عرف بالوفاء والتقدير لكل من يبذل الجهد والعرق دفاعاً عن شعاره الذي استرده الريس الهمام برفعه لشعار ما ضاع حق وراءه مطالب..! وواصل رئيس الهلال إنجازاته بتنازل المهندس سيد محمد حسن صاحب شركة رويال التي شيدت برج الهلال ودخلت في نزاع قانوني مع النادي عن مديونيته البالغة «750» مليون جنيه مع وعد بتبرع كبير في شهر مارس القادم.. كما حصل الرئيس الذي أحبته الجماهير لصدقه ووضوحه وجديته على عدة تنازلات لديون مستحقة على الهلال باتصالات مباشرة مع الدائنين الذين رفضوا التفاهم مع المجالس السابقة لتعرضهم لسوء التعامل والاستفزاز وحملات الهجوم الصحفية التي جعلتهم يتعنتون في مواقفهم دفاعاً عن حقوقهم وكرامتهم التي تمرغت في أوحال الإساءات.. وهكذا انتهى مسلسل الرهن والحجز على دخول الهلال ليتحرر النادي من قدر كبير من تركة ديون المحترفين الأفارقة والمدربين الأجانب والشركات والمؤسسات التي تجاوزت العشرين ملياراً وساءت بسببها سمعة الهلال في الداخل والخارج وبعد كل هذا يتحدثون عن إنجازات لا وجود لها على أرض الواقع حيث أصبح الاستاد والنادي في حالة يرثى لها بالأوساخ المتراكمة والكراسي المحطمة والمجاري الطافحة وأرضية الملعب المحروقة والحوائط المتسخة مما اضطر المجلس لعمل إعلانات لشركات النظافة لتقديم عروضها لنظافة النادي حتى تتمكن الدار الاستشارية من إعادة تأهيل النادي والاستاد ليكون في المستوى الذي يليق بنادي الخريجين الاوائل الذين صنعوا تاريخ هذا الصرح العظيم بالمحافظة على أدبياته ومواريثه وجمال ونظافة ناديه الذي يضرب به المثل في النظام والهيبة..! خلاصة القول ان إعفاء الشركات والمؤسسات لديونها على الهلال والتي صدرت فيها أحكام قضائية كان تقديراً واحتراماً لرئيس الهلال الذي ذهب اليهم في مكاتبهم بصحبة الأستاذ علي حمدان واعتذر لهم عن تأخير الهلال في دفع استحقاقاتهم وشرح لهم الظروف التي أدت لعدم تسديد النادي للديون وأبدى استعداده لجدولة الديون بالتراضي لأن الهلال الذي تم تأسيسه للنضال ضد الاستعمار لتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة لا يمكن ان يظلم الناس ويعتدي على حقوقهم ليكون لأسلوب رئيس الهلال الراقي في التعامل أبلغ الأثر في نفوس أصحاب ومديري الشركات الذين أعلنوا عن إعفاء ديونهم تقديراً لروح هذا الرجل الطيبة وحرصه على وفاء الهلال بالتزاماته وإعادة الحقوق لأصحابها الذين ما كانوا سيلجأون لساحات القضاء لو وجدوا مثل هذا التعامل الذي يتدفق انصافاً واعترافاً بحقوق من قدموا خدماتهم للهلال والتي يفترض ان تقابل بالتقدير والاحترام..! هؤلاء الرجال تمنيتهم في مجلس إدارة الهلال لو كان هناك أشخاص تمنيتهم في مجلس الهلال هما اللواء ميرغني إدريس أحد الذين رافقوا زعيم أمة الهلال الطيب عبد الله لسنين طويلة وتشربوا بفكره ونهجه وأسلوبه ولذلك ظل من أكثر الناس وفاء له واحتراماً لتاريخه وعطائه.. وهو رجل مشهود له بالقدرات الادارية والتهذيب والتواضع وحسن التعامل مع الجميع ولإنجازاته الثرة في مجال التسجيلات.. ومولانا عصمت محمد يوسف هذا الرجل المتبتل في حب الهلال والذي اكتسب خبرات كبيرة من عمله كقاضي وأحد كبار الموظفين ببنك الخرطوم والتي تؤهله للإسهام بفكره في دفع المسيرة الهلالية نحو آفاق التطور والتقدم.. والسيد علي حمدان رجل الأعمال الشاب ورئيس مجلس إدارة صحيفة المستقلة التي تستعد للصدور خلال الشهر القادم، وهو أحد الجنود المجهولين الذين خدموا الهلال لسنين طويلة من خلال عمله كصحفي بصحف الأيام والصحافة وألوان والصحافي الدولي والملاعب والهلال وصحيفة 30 يونيو ومجلة الشباب والرياضة في عهد المرحوم احمد الحبو ولم ينقطع دعمه المادي والفكري للنادي عبر مجالس الطيب عبد الله وعبد المجيد منصور وطه علي البشير وصلاح إدريس إضافة للجهد الكبير الذي بذله في عهد المجلس الحالي في تسديد الديون وتسويات بعض اللاعبين الأجانب، بجانب دعمه الفكري والمادي الكبير، فضلاً عن عمله في العديد من لجان الاتحاد في رئاسة الدكتور كمال شداد الذي يعتبر أحد تلاميذه النجباء من خلال ملازمته له لعدة عقود وهو أحد المؤمنين بالأهلية والديمقراطية في الحركة الرياضية ومن المؤسسين لاتحاد التضامن واتحاد النقاد الرياضيين، وكان أحد قيادات معركة التغيير في انتخابات الاتحاد العام الأخيرة متأسياً بالذين عمل معهم وتأثر بفكرهم أمثال الراحل عامر جمال الدين والسفير عثمان السمحوني وسليمان دقق وعبد المنعم عبد العال حميدة ومحمد الشيخ مدني وعلي عيسى «بورتسودان» والمرحوم حسن الماحي «كسلا».. في سطور فات علينا في زحمة العمل أن نرشح بعض قدامى لاعبي الهلال للجنة الكرة حتى تتم الاستفادة من رؤيتهم الفنية أمثال الدكتور عمر النقي ومصطفى النقر والسادة وكما قلنا بالأمس هذه مقترحات قابلة للحذف والإضافة والتغيير الكامل.. السادة ابن الهلال الوفي وصاحب الخلق الرفيع والمستوى الفني المتميز في التدريب والتحليل أنصفته الجماهير بعد النجاح الكبير الذي حققه النادي في معركة التسجيلات.. أطلق بعض الزملاء على مجلس الهلال مجلس اللوردات ومجلس الملوك ومجلس الأمراء ولكنه في الحقيقة هو مجلس النبلاء، لأن النبل صفة مشتركة لكل أعضاء المجلس أصحاب القلوب البيضاء العامرة بالصفاء والنقاء والتي تحمل الحب والخير لكل الناس ولا تعرف الحقد والكراهية وتصفية الحسابات!!