تحيات حارة وتهانئ مستحقة نزجيها إلى الإخوة والأخوات في إدارة قناة الشروق الفضائية السُّودانية، شمس السُّودان التي لا تغيب، وقد استطاعت فعلاً القناة أن تحقق دلالة هذا الشعار الجميل الذي اختير بعناية لغوية ودلالية عالية جداً، ولذا يُعتبر اليوم من أقوى وأجمل الشعارات التي تزين جيد القنوات الفضائية العالمية.. نعم لقد وفقت القناة بنسبة كبيرة في مدلول هذا الشعار وانطلقت بقوة نحو العالمية بعد أن تجاوزت المنافسة المحلية والإقليمية بنجاح مبكر، رغم حداثة ميلادها ولكن يبدو أن ميلادها جاء تحت ظروف صحية ونفسية طبيعية. هنا نخص الإخوة والأخوات في إدارة البرامج وقسم البرامج بتحية تقديرية وتحفيزية معنوية خاصة، لجهودهم ومثابرتهم الجيّدة التي جعلت القناة كل فترة تجود على مشاهديها ببرامج جديدة متنوعة يتوفر فيها قدر كبير ومعقول من الاحترافية والمهنية التي هي سر النجاح والتفوق اليوم في صناعة الإعلام وحجز مساحات أوسع وأرحب في نفوس المتلقين لهذه الرسالة الإعلامية من مصدرها، حيث ما عادت اليوم مظاهر «البهرجة» والإثارة الفارغة من المضمون الفكري والوجداني مقنعة لأحدٍ ما من الناس لكي «يتسمّر» لفترة طويلة أمام الشاشة يهدر وقتاً مهماً خصصه للترفيه المرشَّد وتنمية مهاراته وزيادة وعيه الثقافي والعلمي دون أن يجد هذه المادة المطلوبة. إن فوز قناة الشروق بجائرة «مونديال» القاهرة للإذاعة والتلفزيون الذي تقيمه جامعة الدول العربية يمثل تبييضًا لوجه السودان الإعلامي في المحافل والمهرجانات الإقليمية والدولية، وهو تبييض مشرق يستحق الإشادة والتكريم ليمثل مدخلاً للتنافس الشريف بين وسائل إعلامنا المقروءة والمسموعة والمرئية حتى تحقق مطلوبات العالمية والاحترافية والمهنية الأكاديمية التي تعنى بالجودة وتحسين الأداء والوصول إلى مركز الجذب والإثارة العلمية الموضوعية التي تحمل المشاهد والمتلقي على المتابعة والإعلان وإدمان المتابعة إذا وجد فعلاً ما يشفي غليله ويروي صبيبه ويغذي عقله ويلهم وجدانه. إن فوز برنامجي المحطة الوسطى ورحيق الأمكنة بجائزتين في هذا «المونديال» المهم لا يشرف القناة وإدارة البرامج فيها فحسب، بل يشرف الإعلام السوداني كله ويشرف أهل السودان جميعاً، لأن الذين أعدوا هذه المادة الإعلامية ورسموا نهجها والتخطيط لها ثم إخراجها إلى الفضاء وتقديمها هم إعلاميون وصحفيون وإداريون وفنيون سودانيون، إذاً هي نكهة سودانية خالصة لكنها شبّعت وجدان وفكر لذوات سودانية وغير سودانية «لجنة التحكيم» وهذا هو المطلوب الأول في الرسالة الإعلامية: الإقناع والجذب والتأثير الذي تجاوز البيئة المحلية إلى نطاق أرحب وأشمل، وتلك خطوة مباركة طيبة مشت نحوها قناة الشروق. ليس برنامجا رحيق الأمكنة والمحطة الوسطى وحدهما الأجمل والأروع في قناة الشروق، ولكن حسب تقديري الشخصي هناك برامج أخرى أيضاً فيها كثير من المهنية وقوة التأثير على المشاهد مثل برنامج «الشروق مرت من هنا» التفاعلي الاجتماعي، و«أوتار الحنين» الذي يربط وجدان أبناء السودان في بلاد المهجر بوطنهم ويربط أسرهم بهم، وبرنامج «لقاءات» الذي يجمع بين الفكر والسياسة والدبلوماسية، وبرنامج «العيادة» الجديد الذي يهتم بحياة الناس وصحتهم وكذلك «المجلة الثقافية» وما يرد فيها من معلومات ثقافية متنوعة، بل إن طريقة تقديم نشرة الأخبار فيها كثير من الإبداع والتطوير مع حضور صوتي ولغة جسد جيدة ووعي فكري وثبات غير مصنوع يتميز به الإخوة والأخوات الذين يقدمون نشرات الأخبار بالقناة وقدرتهم الجيدة على صياغة أسئلة الحوار واختيار مناسبات وموضوعات المداخلات والحوار. إن الجدير بالذكر هنا الإشارة إلى أهمية إطلاق الحريات الصحفية والإعلامية وفق القانون حتى تسهم في إخراج مواقف حقيقية وموضوعية تتناول قضايا الأمة والمجتمع بموضوعية وحسن نية بغرض الإصلاح والبناء وتنمية حركة التنوير والإرشاد المستمرة وذلك لقوة أثر الإعلام اليوم في حياة الناس. والله لقد هزتني وشرفتني نبرة مقدم حفل التكريم في مونديال القاهرة للإذاعة والتلفزيون الثاني بالقاهرة حين قال «الشروق السودان» من بين عشرات الإذاعات والقنوات الفضائية من «16» دولة عربية هزتني هذه العبارة «الشروق السودان» أن يسطع اسم السودان من خلال قناة الشروق في هذا المهرجان المشاهد الذي تابعه مئات الآلاف لحظة التكريم، إن تكريم أي أحد من أبناء هذا البلد هو في الواقع تكريم لهذا الشعب بأسره، فتحية مرة أخرى للإخوة والأخوات في قناة الشروق على هذا الإنجاز المشرف ومزيداً من التقدم والترقي والاحترافية التي تنور أفواه أهل السودان وترفع رؤوسهم عزة وشموخاً، ونأمل من القنوات الأخرى والإذاعات في بلادنا أن تحذو حذو الشروق شمس السودان التي لن تغيب إن شاء الله بعد اليوم، وأخص بكل صراحة القناة الفضائية السودانية الأم التي تراجعت كثيراً وصارت بكل صراحة لا تشفي غليل الصادي ولا أدري ما سبب هذا التراجع المخيف.