أعلنت الخارجية الإثيوبية انطلاق المحادثات الرسمية بين طرفي الصراع في جنوب السودان لطي صفحة الاقتتال التي وقعت بين الطرفين منتصف ديسمبر الماضي، في الوقت الذي حددت فيه وساطة الإيقاد اليوم موعدًا رسميًا لبدء المحادثات الثنائية الرسمية، وفيما عصفت الخلافات الحادة بشأن الأجندة المتاحة للحوار بين الجانبين أجرت الوساطة المشتركة للإيقاد مشاورات مكثفة مع الطرفين بمقر التفاوض بأديس أبابا أمس دون تقدم نحو المباحثات المباشرة، وتواصلت حالة الغضب بين الوفدين اللذين قامت الوساطة بفصل كل ممرات عبورهما بين بعضهما تفاديًا لوقوع مشاحنات أو مناقشات رغم إقامتهما في ذات الفندق الذي يستضيف المباحثات. تمسك ومناشدة في هذه الأثناء اقترحت جوبا البدء بمسألة وقف إطلاق النار ووقف العدائيات كأساسيات للتفاوض وانطلاق المباحثات، فيما تمسك وفد د. رياك مشار بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين من قيادات الحركة وإيجاد آلية لمراقبة وقف إطلاق النار قبل الموافقة والتوقيع عليه، وفشلت الوساطة في تقريب وجهات النظر وقامت بإصدار بيان رسمي عبرت فيه عن مناشدتها الطرفين تقديم حزمة من التنازلات بغية تقريب وجهات النظر، وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان الجمعة إن المحادثات قد بدأت. وبدأت الوساطة أمس في التمهيد لتحديد جلسات مباحثات غير مباشرة بين الطرفين عبر جمع بعض أعضاء الوفدين ببعضهما بحضور الوساطة وطرح رؤيتها لأجندة التفاوض، ومن ثم الانطلاق نحو إجراء المحادثات المباشرة. وأجرت كذلك اجتماعات منفصلة مع الوفدين بحضور مبعوثين خاصين غربيين. القتال ببور وميدانيًا قال المتحدث باسم الجيش الشعبي فيليب أقوير إن قوات الحكومة تقترب من استعادة مدينة بور، في المقابل نفت القوات الموالية لمشار بقيادة الفريق فيتر قديت اقتراب الجيش الشعبي من المدينة، وقالت إن قواتها تنتشر حول حدود المدينة مع المقاطعات الأخرى، وفي سياق ذلك أعلنت قوات مشار سيطرتها على ولاية الوحدة، وذكرت في بيان أمس أنها مازالت تسيطر على مناطق النفط بالولاية. من ناحيته أكد الفريق بيتر قديت سيطرة قواته على مدينة بور، وكشف ل «الإنتباهة» عن صد قواته لهجومين منفصلين وقعا في اليومين الماضيين من قبل قوات الجيش الشعبي، وأكد في اتصال هاتفي مع الصحيفة عبر هاتف متصل بالأقمار الاصطناعية، سيطرة قواته على الأوضاع الميدانية بولاية جونقلي، وقال إن قواته توالي عمليات تمشيط واسعة على طول الطريق بين بور وجوبا. وذكر أن قواته خاضت اشتباكات عنيفة أمس مع الجيش الشعبي بالقرب من بور ونجحت في إبعاد قوة حاولت استعادة المدينة. وقال قديت إن قواته تجاوزت منطقة مقري وسيطرت على منطقة «فان أويل»جنوب بور ومناطق أخرى هي سودان سفاري ومنقلا، وأوضح أن قواته استولت بمنطقة فان أويل على مدفع بي إم 112 و3 دبابات و«41» تاتشر، وذكر أن قواته لا يفصلها من جوبا سوى 25 كيلو مترًا. وفي السياق نفسه وقعت اشتباكات بين النوير والدينكا بالجيش الشعبي في مدينة مريدي، فضلاً عن اشتباكات أخرى بمنطقة جميزة بالقرب من منقلا، ووقعت أعمال قتالية في مقاطعة ميوم انتهت بانسحاب الجيش الشعبي الذي حاول الدخول فيها. وفي غضون ذلك هاجمت قوة من الجيش الأبيض مناطق بولاية الوحدة أمس. أكول وسيط وفي ذات السياق دعت وساطة الإيقاد شخصيات جنوبية كبيرة من ضمنها زعيم المعارضة لام أكول أجاوين للمشاركة في دفع علمية السلام بين طرفي الصراع في جنوب السودان، وشهدت العاصمة الإثيوبية أمس اجتماعات لأكول مع طاقم الوفدين كلٌّ على حدة. من جهتها قالت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا «إيقاد» في بيان أمس إنها ملتزمة بدعم جهود الوساطة إلى أن يتجاوز جنوب السودان مرحلة الانزلاق نحو حرب أهلية شاملة. وقالت مصادر في أديس أبابا إن وفدي الحكومة ومشار سيلتقيان أولاً مع مبعوثين خاصين من دول إقليمية، قبل أن تنطلق المحادثات المباشرة اليوم. خلافات حادة من جانبه قال المتحدث باسم الحركة الشعبية السابق ين ماثيو إن المحادثات تشهد خلافات حادة حول الأجندة التفاوضية، وذكر في تصريحات للصحفيين بأديس أبابا أمس أن هناك مقترحًا لوضع مصفوفة للقضايا الداخلية التي تخص الحركة الشعبية لبحثها بين الطرفين، واتهم ماثيو الرئيس سلفا كير بالانفراد بحكم الجنوب، وقال: «سلفا كير لا يشاور مؤسسات الحركة في شؤون الدولة وينفرد بالقرارات وتشكيل الحكومة»، وأضاف أن الرئيس فصل كثيرًا من قيادات الحركة التي تخالفه الرأي من وظائف حكومية وغيرها، وأبان أن القضية الأساسية التي يُنتظر أن يناقشها طرفا الصراع هي الديمقراطية داخل الحركة الشعبية. ونوه ماثيو بأن العاصمة جوبا لم تشهد انقلابًا في «15» ديسمبر بحسب ما أعلنته السلطات هناك، وقال: «لا يوجد انقلاب عسكري البتة، وما قاله سلفا كير غير صحيح»، وأردف: «هي محاولة للتخلص من الخصوم»، واستبعد في ذات الأثناء لجوء مشار إلى انقلاب بغية الوصول لكرسي الحكم وأضاف: «مشار لا يحتاج لانقلاب لحكم الجنوب».
