أعلن مسؤول أمريكي انطلاق مفاوضات مباشرة بين أطراف الصراع في دولة جنوب السودان، الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه السابق د. رياك مشار تحت وساطة الإيقاد في العاصمة الإثيوبية الثلاثاء. فيما بدأت الخرطوم في إجلاء الرعايا السودانيين من بانتيو، وشرعت في الترتيب لإجلاء آخرين من ملكال. في الوقت الذي تعقد فيه قمة إفريقية بمشاركة الرئيس سلفا كير ميارديت لمناقشة آخر الترتيبات للمفاوضات التي تنطلق الثلاثاء المقبل بأديس أبابا. وفي هذه الأثناء، تشهد ولاية أعالي النيل مواجهات هي الأعنف منذ اندلاع الصراع بين سلفا كير ومشار الأسبوع الماضي، خاصة بالقرب من مدينة الرنك، بينما سقطت ملكال في يد قوات اللواء كاركوث بحسب ما انفردت به «الإنتباهة» سابقاً. إطلاق سراح المعتقلين بالمقابل، ذكرت مصادر مطلعة في جوبا أن الرئيس سلفا كير وافق على إطلاق سراح المعتقلين في المحاولة الانقلابية في مقدمتهم باقان أموم ودينق ألور ومجاك أكود. في الوقت الذي لجأت فيه أسرة حاكم ولاية أعالي النيل إلى مقر اليونميس. ووصل إلى مدينة الرنك مدير الشرطة بأعالي النيل ورئيس تشريعي ملكال، بينما وصل نائب الوالي إلى منطقة المابان أمس الأول عقب سيطرة قوات مشار على المدينة. الخرطوم جاهزة وفي الخرطوم رحب مسؤول دبلوماسي بمبادرة الإيقاد لإنهاء الصراع في جنوب السودان، وقال للصحيفة إن المبادرة من شأنها إنهاء حالة القتال الدائر بالمنطقة وعودة الاستقرار إليها. ولم يستبعد مشاركة الخرطوم في كل مراحل التفاوض بأعلى مستويات قيادة الدولة. تشكيل الوفد من جهته، أعلن نائب رئيس دولة جنوب السودان السابق رياك مشار موافقته على المشاركة في المباحثات بأديس أبابا، وأعلن في الوقت نفسه تشكيل وفد للتفاوض مع النظام في جوبا. ونقل راديو «فرانس انترناشيونال» عن مشار قوله: «نعم نحن جاهزون للمباحثات. وقد شكلت وفدي للتفاوض وفوضته صلاحياتي للتوصل إلى اتفاق». وعلمت «الإنتباهة» أن أرملة زعيم الحركة ربيكا قرنق غادرت إلى كينيا، وينتظر مغادرتها إلى أديس أبابا من هناك للمشاركة في قيادة وفد مشار المفاوض. انسحاب من بور وفي الاتجاه نفسه، ذكرت مصادر موالية لمشار أن قوات الفريق فيتر قديت انسحبت من مقاطعة بور، وجزمت بأن عملية الانسحاب قدرتها ظروف عسكرية خاصة لم تكشف عنها بيد أن مصادر أخرى وصفت الخطوة بنية قوات مشار السيطرة على مناطق محددة بأراضي النوير ومناطق أخرى بأعالي النيل تستطيع من خلالها البقاء دون التعرض لخطر القصف الجوي والاشتباكات القبلية مع القبائل الأخرى. وقالت إن الجيش الشعبي يسيطر على مدينة بور فيما تقع «11» منطقة أخرى تحت سيطرة قوات قديت، وأكدت سيطرتها على الجزءين الشمالي والشرقي للولاية بالكامل، ولفتت إلى أن القوة التي دخلت بور قدمت عبر منطقة شانبي، ونوهت إلى أن الجيش الشعبي يتمركز بالطرف الجنوبي للمدينة على جهة مطار بور. آلاف القتلى وبموازاة ذلك، ذكر منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية بجنوب السودان توبي لانزر أن عدد قتلى العنف الذين سقطوا في جنوب السودان على مدى الأيام العشرة الماضية، يرجح أن يكون قد وصل الآلاف وليس بالمئات مثلما قدرت المنظمة الأممية في وقت سابق. صفعة كبيرة وفي اتجاه ميداني حول الأوضاع بمقاطعة ملكال، قالت وكالة أنباء جنوب السودان المستقلة أن المتمردين سيطروا على ملكال في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، مؤكدة سبق «الإنتباهة» في الكشف عن سقوط ملكال، ووصفت الوكالة هذا التطور بأنه صفعة كبيرة لحكومة سلفا كير الذي لا يزال يخوض مواجهات على جبهتي ولايتي جونقلي والوحدة. ونقلت الوكالة عن مصدر من القوات الموالية لرياك مشار أن المتمردين يستعدون لإعلان حاكم جديد لولاية ملكال، بينما تمركزت قوات مشار في جميع أرجاء الولاية وسط قصف مدفعي ثقيل للجيش الشعبي شهدته المدينة. وكشفت مصادر ميدانية عن سيطرة قوات مشار على الطريقين الشرقي والغربي بالولاية خاصة طريق بانتيو الناصر ملكال. فتح المجال وفي سياق آخر، طالبت الأممالمتحدة السودان بفتح المجال للمنظمات الإنسانية بهدف تقديم المساعدات الإنسانية لمواطني جنوب السودان النازحين واللاجئين. ومن ناحية أخرى كونت وزارة الخارجية لجنة لمتابعة الأوضاع في الجنوب تضم مفوضية العون الإنساني لوضع خطة لمواجهة الأحداث من حيث تدفقات اللاجئين. ثلاث فئات توقعت وزارة الخارجية وصول ثلاث فئات من اللاجئين من مواطني الجنوب، ونازحين سودانيين على المناطق الحدودية، ومواطني الجنوب العالقين. وذكرت أن مفوضية العون الإنساني لديها خطة للتعامل مع هذه الأوضاع. وأعلنت استعدادها لتسهيل عمل المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين وتوزيعها في الجنوب والمناطق الحدودية عبر ممرات عبر السودان. مبعوث صيني وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الصين سترسل مبعوثها الخاص لإفريقيا إلى جنوب السودان للدفع لإجراء محادثات سلام بعد تصاعد أعمال العنف في البلاد. ونقل موقع وزارة الخارجية على الإنترنت عن الوزير قوله خلال زيارة للسعودية الأربعاء، إن المبعوث سيتوجه إلى جنوب السودان «قريباً» للتواصل مع كل الأطراف. ولم يذكر وانغ اسم المبعوث لكنه كان يشير على الأرجح، إلى تشونغ جيان هوا الدبلوماسي المخضرم صاحب الخبرة العميقة في الصراع بجنوب السودان. وقال وانغ: «تشعر الصين بقلق عميق إزاء تطور الوضع في جنوب السوادن». وللصين مصالح واسعة في جنوب السودان في مجال الطاقة. والصين أكبر مستثمر بالفعل في حقول النفط بجنوب السودان من خلال شركة النفط الصينية الوطنية العملاقة «سي. إن. بي. سي» وشركة سينوبك.. وأثرت أعمال العنف على إنتاج النفط الذي يمثل «98» بالمائة من عائدات حكومة جنوب السودان. واضطرت شركة النفط الصينية إلى إجلاء بعض عمالها. من جهته يعتزم الاتحاد الأوروبي إيفاد مبعوث فوراً إلى دولة جنوب السودان للمساهمة في مساعي تسوية الصراع العسكري بين الحكومة والمتمردين. اجتماع دولي اجتمع الرئيس سلفا كير ميارديت بالرئيس الكيني أوهورتو كينياتا، ورئيس وزراء إثيوبيا هيلي ماريام ديسالين، أمس، في جوبا عاصمة جنوب السودان. وتم الاتفاق على قمة إفريقية في نيروبي اليوم لبحث الأزمة. وأكد المسؤول بالخارجية الكينية كارانجا كيبيشو عقد قمة للهيئة الحكومية للتنمية «إيقاد» - في نيروبي اليوم. وقال: «نتوقع حضور الرئيس سلفا كير حيث أن القمة تتعلق به». وأوضح مسؤولون أنه لم تحدد بعد التفاصيل الدقيقة للاجتماعين. طلب أموال وفي مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، طلبت الأممالمتحدة أمس أموالاً لمواجهة الوضع الإنساني حيث فر عشرات الآلاف من المدنيين من المعارك وأعمال العنف. وقال منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان إن تسعين ألف شخص على الأقل نزحوا منذ بدء النزاع الأخير بينهم «58» ألفاً لجأوا إلى قواعد الأممالمتحدة في البلاد. كما يرجح أن يكون مئات الآلاف من الأشخاص قد فروا إلى الأدغال. وأعلنت الأممالمتحدة أن الوكالات الإنسانية التابعة لها والعاملة بجنوب السودان تحتاج إلى «166» مليون دولار لتلبية الحاجات الملحة للسكان حتى مارس المقبل. وتتمثل الحاجات في الجوانب الصحية وتوزيع المواد الغذائية إضافة إلى إدارة المراكز التي قصدها النازحون. سقوط فشودة سقطت مدينة فشودة في يد قوات موالية لمشار إضافة إلى سقوط منطقة أكوكا آخر المحطات قبل الرنك أكير، فيما أحكمت قوات مشار سيطرتها على منطقة الناصر وسمحت للسلطات الإثيوبية بإجلاء مئات من الإثيوبيين عبر «البوتات» التي وصلت للمنطقة عبر نهر السوباط أمس، وكشفت في الأثناء مصادر الصحيفة في ملكال عن تحصن الجيش الشعبي بقاعدة تقع في البر الغربي لمدينة ملكال، وأوضحت أن القيادة العامة للجيش وسوق المدينة وكل المرافق الحكومية تقع تحت سيطرة مشار. وذكرت أن اللواء قارويج كاركوث يقود القوات هناك، فيما يدير اللواء صمويل كواجواج الأمور العسكرية داخل المدينة، وأضافت أن هناك «3» مقاطعات هي مابان التي تشهد مواجهات، والرنك وملوط وفلج لم تقع تحت سيطرة قوات مشار، وأفصحت عن انضمام اللواء فول ويجنك إلى قوات مشار منشقاً من قوات باثن التي وقعت اتفاق سلام مؤخراً مع جوبا، وأكدت تسليم اللواء فول نفسه إلى قائد المنطقة اللواء كاركوث. قديت يحاصر الجيش الشعبي قالت قوات الفريق فيتر قديت إنها تحاصر الجيش الشعبي في عدد من المناطق حول مقاطعة بور، وذكرت أنها شنت هجوماً أمس على تمركزات للجيش الشعبي في الطرف الجنوبي من المدينة، ولم تكشف في الوقت نفسه عن إحصائيات حول الهجوم.