في أيام ماضيات كان نيال دينق نيال أحد المقربين من د. جون قرنق وقريباً منه لحد المشاركة في صنع القرار داخل مؤسسات الحركة الشعبية وأحد الذين يثق فيهم قرنق كثيراً، ورشح سابقاً لمنصب وزير الخارجية السودانية، إلا أن أموراً أخرى جرت بالحركة الشعبية قدمت ابن أبيي دينق ألور، لكنه في وقت لاحق سمي وزيراً للخارجية في حكومة جنوب السودان بعد الانفصال، وظل مشاركاً بصفة أساسية في المفاوضات بين الخرطوموجوبا، وفي المقابل شارك الفريق تعبان دينق في اجتماعات اللجان الأمنية الخاصة بالترتيبات الأمنية إبان اتفاق نيفاشا، وشارك في كثير من المفاوضات التي خاضتها جوبا مع المتمردين من أبنائها بالجيش الشعبي، ليأتي وقت يصبح فيه الحلفاء هم الفرقاء ويذهبوا الى طاولة واحدة ليس لبحث الشأن الجنوبي وإنما لترتيب وضع داخلي عاصف ودموي اندلق على دولتهم في منتصف ديمسبر الماضي مخلفاً آلاف القتلى والجرحى والمشردين واللاجئين.. وهي قصة جنوبية جديدة ليست من ضمن طاقمها الروائي الخرطوم هذه المرة، وإنما هناك ممثلون آخرون في فيلم عنف جديد بالقارة الإفريقية ذهب إلى العاصمة الإثيوبية قبل أيام بغية إخراجه عبر الوسطاء من شاشة الإنتاج الحربي الى صالة السلام وعرضه على اجنحة الوفاق الوطني الداخلي. بداية متعثرة انطلقت المحادثات بين طرفي النزاع في دولة جنوب السودان بصفة متعثرة للغاية، حيث رفض كل طرف أجندة الآخر وهدد بالانسحاب من المفاوضات تارة ولوح بالمقاطعة تارة اخرى، لكن اطرافاً اخرى قالت انها لن تقبل بفشل احدث دولة بإفريقيا خاضت سجالاً كثيفاً مع الطرفين ونجحت أمس الاول في التوفيق بينهما وقبول أجندة للمحادثات المباشرة تشمل وقف اطلاق النار ووقف العدائيات تمهيداً لخلق أرضية مناسبة لبحث الأزمة السياسية الداخلية التي تحيط بالحركة الشعبية. عناق الفرقاء تعانق رئيسا وفدي الحكومة ووفد مشار بأديس أبابا قبيل انطلاقة المؤتمر الصحفي الرئيس لوسطاء الايقاد لإعلان بدء المحادثات الرسمية بين الطرفين، وخلال مراسم انطلاق المحادثات بفندق الشيراتون في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تعانق حلفاء الأمس تعبان ونيال، فيما شكلت البداية المتعثرة للمفاوضات تقليصاً للآمال في إنهاء العنف على وجه السرعة. رفع الطوارئ دعا تعبان دينق قاي رئيس وفد مشار في أديس أبابا إبان حديثه في المؤتمر الصحفي المشترك الى إطلاق سراح السياسيين المعتقلين ورفع حالة الطوارئ التي أعلنها سلفا كير في ولايتي جونقلي والوحدة. وقال: «نطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين ومنحهم حرية التنقل وإفساح المجال السياسي لهم للانضمام إلينا هنا». ضغوط دولية يوجد في أديس أبابا هذه الأيام عشرات من المسؤولين الغربيين للمشاركة في المحادثات الجارية بين طرفي الصراع في دولة جنوب السودان، بينما تدفع قوى غربية وإقليمية باتجاه المحادثات وتقود ضغوطاً مكثفة على الجانبين لإنهاء الاقتتال، وهذه القوى تمثل ذات القوى التي دفعت سابقاً الجنوب لتكوين دولة مستقلة عن السودان، وشكلت الولاياتالمتحدة أحد أبرز الجهات الموجودة بأديس أبابا بقيادة دونالد بوث وسوزان رايس ورديج وعناصر سياسية مختصة بالشأن الجنوبي في الخارجية الأميريكية، وظل في المقابل وزير الخارجية جون كيري يجري اتصالات يومية مع الرئيس سلفا كير ونائبه السابق مشار للضغط عليهما لقبول التفاوض وتحديد الأجندة. قبول مشار أعلن وفد مشار قبوله الأجندة التي طرحتها الوساطة للمحادثات المباشرة، وقال المتحدث الرسمي باسم الوفد يوهانس موسس إنهم قبلوا الأجندة وينتظرون الوساطة لبدء المحادثات المباشرة وأبلغ «الإنتباهة» أمس عبر الهاتف أن الأجندة المقترحة للمحادثات تشمل وقف اطلاق النار ووقف العدائيات، ونوه بأن الوساطة ستجري مقابلة مع الوفد في وقت لاحق أمس، وذكر أن الوفد أرجأ مؤتمراً صحفياً إلى اليوم لتوضيح بعض النقاط. المفاوضات حيوية للشعب قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن المحادثات ذات أهمية حيوية لشعب جنوب السودان، وأضافت أن الأطراف ينبغي أن تستغلها لتحقيق تقدم سريع وملموس بشأن وقف الاشتباكات ووصول مساعدات إنسانية ووضع السجناء السياسيين. وقالت ماري هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية: «لا يمكن أن يسوى هذا النزاع عسكرياً، وتحقيق سلام دائم يتوقف على ايجاد حل للأسباب السياسية الرئيسة للنزاع»، وأضافت قائلة: «نحث حكومة جنوب السودان على الوفاء بتعهداتها والإفراج عن السجناء السياسيين على الفور، وإجراء مفاوضات ذات مغزى وبناءة يتطلب حضور كبار أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان المحتجزين حالياً في جوبا وغيرهم»، وقالت هارف إن مشاركة دونالد بوث المبعوث الأمريكي الخاص إلى جنوب السودان في المحادثات يبرز مدى التزام واشنطن الدائم بالسلام والمصالحة في جنوب السودان الموحد والديمقراطي. سيطرة ونفي قال رياك مشار إن قواته تسيطر على مناطق بغرب العاصمة جوبا، إلا أن مسؤولاً عسكرياً بالجيش الشعبي نفى ذلك، وأكد أن قوات مشار تنتشر في بور فقط. رفض وتأكيد وجوبا من جانبها أعلنت أمس عبر وزير الإعلام ماكويل مكوي في مؤتمر صحفي بأديس أبابا عن رفضها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين إلا بأمر المحكمة، وقال مكوي إن العاصمة مستقرة، والصراع الدائر الآن بدولته ليس داخل الحركة الشعبية وانما بين الحكومة والمعارضة. وذكر أن جوبا ستقبل الأجندة التفاوضية للتفاوض، وأعلن أن جوبا لن تقبل التفاوض حال عدم التزام مشار بوقف إطلاق النار. سقوط ييي ومريدي سقطت مدينتا ييي ومريدي في يد قوات موالية لمشار أمس، وانسحبت قوات سلفا كير مساء أمس من المدينتين، وأسقطت قوات مشار كذلك منطقة مبولو بالقرب من رومبيك بولاية البحيرات على الحدود مع شرق الاستوائية. استعادة بور أعلنت مصادر عسكرية بالجيش الشعبي استعادة مدينة بور يوم أمس عقب عملية قتالية ضارية مع قوات قديت، وسط انفلاتات عسكرية كبيرة بدولة جنوب السودان بالجيش الشعبي.