منذ أن تولّى مالك عقار مقاليد الحكم لم يخفِ رفضه بل عدائه لرجال الدين والدعوة إلى اللّه فقد قال في خطابه الجماهيري الأول أنا لست قسيساً ولا شيخ طريقة ولا حاخام أنا رجل بتاع سياسة جيت كي أحكم والدين مكانه المسجد والكنيسة وهذا ما أثبتته الأيام والأفعال فقد جاءت الأحداث والحرب التي شنّتها الحركة مستهدفة لأهل القرآن وحملة كتاب الله فذبح ثلاثة منهم في منطقة الكدالو محلية الروصيرص وسيرت وزارة الرعاية الاجتماعية وأهل الدعوة وديوان الزكاة قافلة محمّلة بالمواد الغذائية والمساعدات المالية لثلاثة شهداء استشهدوا ذبحاً واختارهم الله من بين أربعة وعشرين حافظ قرآن كانوا هم قوام المجموعة التي اتّجهت من خلاوي مبروكة بولاية سنار، وكما قال الشيخ يوسف الرواج عند استقباله ونفر كريم من الحفظة وطلاب القرآن والشيخ أبو القاسم سليمان شيخ الخلاوي إن يوماً عظيمًا يتعاظم فيه أهل القرآن والتقوى والورع الذين حملوا القرآن في صدورهم وكانت لهم الخوارق وضعتهم في خانة المجاهدين ومالهم من خصوصية عند الله وأن القرآن يجعل صاحبه أكثر جاهزية لحماية الدين والعِرض والعقيدة بما يفيض عليهم من نور وهكذا سيكون عهد أهل القرآن مع الله والحكومة وتواصل الحديث من الشيخ أبو القاسم الذي شكر الحضور على ما قدّموه من دعم لأسر الشهداء وبقية أسر الحفظة الذين ما زال بعضهم في إثيوبيا ووصل بعضهم إلى أماكن آمنة في طريقهم إلى مبروكة، وقال إن أهل مبروكة وحفظة القرآن كان لهم دور مقدّر في جميع متحركات الجهاد في جنوب السودان مروراً بالميل أربعين حيث سميت منطقة هنالك باسم مبروكة لوجود أهل «الطاقية الخضراء» وحضورهم الكبير في الصفوف الأمامية التي كان خيرها ما حدث في الكدالو بأن تتشرّف المنطقة والحفظة بأول ثلاثة شهداء منهم والذين سيكونون دافعًا لتقديم المزيد من القوافل القرآنية التي نعتزم توصيلها حتى إثيوبيا، وأطلق الشيخ أبو القاسم سليمان دعوة قوية وتبنى تسجيل أي حزب يحمل اسم الحركة الشعبية مناشداً الحكومة ممثلة في الشيخ عمر موسى وزير الرعاية الاجتماعية بالنيل الأزرق والأستاذ عبد الله الزين حرز الله معتمد الدمازين ومعتمد الروصيرص الذين كانوا ضمن القافلة بتوصيل هذا الرفض للسلطات العليا وعلى ذات المعاني جاء حديث الشيخ إلياس جيمس مدير عام وزارة الرعاية والإرشاد بالنيل الأزرق والذي أكد أن الحركة الشعبية لتحرير السودان ما اتخذت هذا الاسم لتنفيذ أجندتها لتحرير السودان من الإسلام والمسلمين والعرب وكذلك كان حديث الشيخ مبارك عبد الرحيم البيلي أمين جمعية القرآن الكريم بالولاية محيياً مجاهدات أهل القرآن ضد أهل النفاق والكفر الذين لم يكن قدرهم بأهل القرآن بالجديد. فيما قال ممثل جامعة النيل الأزرق الضو هاشم إن منطقة الكدالو هي المنطقة الوحيدة التي لم تدخلها المسيحية صب أهلها للإسلام والقرآن وقد أدهش الحضور بحديثه السلس عن معاني كلمة «صب» ومشتقاتها ومترادفاتها مؤكداً رفضهم لتكوين حزب باسم الحركة الشعبية وفضح مدير جهاز الأمن والمخابرات بمحلية الروصيرص ممثل مدير جهاز الأمن المقدم عبد المنعم الحركة الشعبية وأفعالها ضد أهل القرآن الذين قتلتهم ذبحاً رغم امتلاكها للأسلحة؛ لأنها تعلم أن أهل القرآن لهم أسلحة أكثر فتكاً بالحركة وقال إن سلاح الصالحين هو الدعاء الذي يرعب الحركة التي ستكون نهايتها باعتدائها على أهل القرآن الذين كانت كرامتهم بأن بقيت أجسادهم عدة أيام دون أن تتغيّر أما معتمد الدمازين عبد الله الزين فقال جئنا هنا لتشجيع أهل القرآن ونشكرهم على العمل الكبير في نشر الدعوة حتى يزول ظلام الحركة الشعبية ودعا لتواصل القوافل القرآنية وأهل التصوف بجبال الأنقسنا حتى تحرم الحركة الشعبية التي تتخذ الآن من أهل القرآن في كركر ومناطق أخرى دروع بشرية بعد أن فشلت في اتخاذ أهل الولاية ذريعة لاستجلاب الدعم من الخواجات، أما وزير الرعاية الاجتماعية والإرشاد عمر موسى فقد شكر ولاية سنار على حسن صنيعها لأهل النيل الأزرق وخصّ أهل مبروكة وحفظتها لاستعدادهم للجهاد في سبيل الله وامتلاكهم لسلاح لا تمتلكه الحركة الشعبية هو سلاح الدعاء والتضرّع لذلك وجب إكرامهم وأمن على الدعوة التي انطلقت من مبروكة برفض تسجيل أي حزب باسم الحركة الشعبية فيما شكر الشيخ عمر تقلي جميع من شارك في القافلة وخص منظمة الدعوة الإسلامية بالولاية لدورها الكيبر في العمل الدعوي وتحدّث عن مناقب الشهداء وأهل القرآن وأفرد مساحة كبيرة من حديثه على الدور الكبير الذي يقوم به ديوان الزكاة بولاية النيل الأزرق في دعم الدعوة وتوفير جميع احتياجاتها وما قدّمته من دعم للشهداء خلال عملهم بمنطقة الكدالو والدعم المقدر من هذه القافلة.