تبدأ المفاوضات المباشرة بين الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه السابق مشار بأديس أبابا اليوم عقب خلافات كبيرة عطلت انطلاقتها طوال الأيام الماضية، في المقابل أنهى الرئيس البشير زيارة خاطفة إلى جوبا أمس التقى خلالها الرئيس سلفا كير في محادثات مغلقة. وميدانياً سجلت الاشتباكات بين الجيش الشعبي وقوات مشار انخفاضاً نسبياً وسط انهيار كبير للوضع الإنساني بعدد من الولايات التي تشهد صراعات بين الطرفين، في الوقت الذي يسيطر فيه مشار على بور وبانتيو، بينما يستعد الجيش الشعبي لاستعادة عاصمتي الولايتين. زيارة جوبا أنهى الرئيس عمر البشير زيارة إلى العاصمة جوبا أجرى خلالها مباحثات مغلقة مع الرئيس سلفا كير ميارديت أمس، وفيما بدأت بالعاصمة الإثيوبية المحادثات المباشرة للسلام بين طرفي الصراع في دولة جنوب السودان، أكد البشير أن السودان لن يسمح بأي عمل عدائي انطلاقاً من أراضيه باتجاه الجنوب. وجدَّد في الوقت نفسه التأكيد على أن السودان لا يدعم أية معارضة في أي بلد مجاور للسودان، وجزم في تصريحات صحفية مشتركة مع الرئيس سلفا كير عقب اجتماع مغلق بينهما، جزم بأن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الجنوبية، مشدداً أن القبول بتقسيم السودان لدولتين كان من أجل السلام، وقال«الحوار بنوايا حسنة هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة». وأردف «العمل المسلح لن يحل قضية». ووجه البشير الأجهزة الحكومية باستقبال اللاجئين الجنوبيين. وأعرب عن دعم السودان لحكومة دولة جنوب السودان. وذكر أن زيارته لجوبا تأتي في إطار الاهتمام بما يدور فيه، بجانب بحث ما يمكن تقديمه لإعادة الأمن والاستقرار في دولة جنوب السودان. من جهته أكد الرئيس سلفا كير بأن الأجهزة الأمنية تسيطر تماماً على الوضع الأمني في جوبا، وأبدى ترحيبه الحار بزيارة البشير في هذه المرحلة التي تشهدها دولته. وقال إن جوبا لن تفرج عن أي معتقل سياسي إلا بأمر المحكمة، واعتمد سلفا كير التفاوض مع نائبه السابق د. رياك مشار دون شروط وقال«مستعدون للتفاوض ونرفض أي شروط مسبقة»، بينما علمت «الإنتباهة» أن لقاء الرئيسين ناقش مقترحات بشأن أقصر الطرق لإيقاف إطلاق النار ووقف العدائيات بجانب سير المفاوضات بأديس أبابا، إضافة إلى الوضع الأمني في دولة جنوب السودان واستقبال السودان للاجئين الجنوبيين. واستقبل الرئيس البشير نائب رئيس دولة جنوب السودان جيمس واني إيقا بمطار جوبا الدولي. بداية رسمية وفي غضون ذلك تبدأ اليوم أولى جلسات المحادثات الرسمية المباشرة بين طرفي الصراع في دولة جنوب السودان بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا وسط مشاركة كبيرة للوسطاء الغربيين والأفارقة، في الوقت الذي وصل فيه إلى أديس أبابا أمس الفريق محمد أحمد الدابي للانضمام لوساطة إيقاد والمشاركة في المحادثات، وفيما كللت جهود جبارة لوسطاء الإيقاد في نيل موافقة الطرفين على الانخراط في جلسات مباشرة بينهما لأول مرة أمس منذ أيام من الخلافات حول الأجندة التشاورية، كشفت متابعات الصحيفة عن موافقة جوبا على إطلاق سراح المعتقلين وفق سير العملية التفاوضية، وما ستصل إليه من مراحل متقدمة. وأن لقاء الأمس بحق وقف إطلاق النار وايصال المساعدات. عودة نيال عاد إلى جوبا رئيس وفد الحكومة المفاوض نيال دينق نيال لإجراء مشاورات مع القيادة حول بعض النقاط الخاصة بالتفاوض، فيما تبدأ وساطة إيقاد زيارة إلى جوبا للالتقاء بالرئيس سلفا كير لبحث مسألة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في الأيام المقبلة وفق اتفاق محدد. شكوى مشار دفعت مجموعة مشار المفاوضة بأديس أبابا أمس بشكوى إلى الوساطة بشأن إعلان رفض جوبا إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتصريحات وزير الإعلام مكوي بأديس إبابا في مؤتمر صحفي أمس الأول، وقالت المجموعة في شكواها إن تلك القضايا والشروط والمطالب التي تدفع بها تناقش على طاولة المفاوضات وليس عبر وسائل الإعلام. اتهام الخرطوم اتهم المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير الخرطوم بالتحالف مع مشار، وقال ل«الشرق الأوسط» أن هناك تحالفاً خفياً وبصورة غير مباشرة بين الخرطوم وزعيم المتمردين، وذكر المتحدث الرسمي باسم الجيش الشعبي في تصريحات أخرى أن الحديث عن هجوم مجموعات تابعة لمشار على العاصمة جوبا أكاذيب، وأكد أن الوضع الأمني بالعاصمة تحت سيطرة السلطات الحكومية، وذكر أنه لا توجد قوات باتجاه جوبا تحاول الهجوم عليها. وأقر أقوير بوقوع اشتباكات في ياي أمس، وقال إن الاشتباكات التي وقعت في جوبا قبل يومين هي اشتباكات معزولة جاري التحقيق حولها. اشتباكات جديدة وقعت اشتباكات عنيفة شمال العاصمة جوبا أمس وقالت مصادر خاصة ل «الإنتباهة» إن دوي إطلاق النار سُمع في أجزاء واسعة من أطراف جوبا الشمالية، فيما قالت مجموعة مشار إنها تتقدم نحو العاصمة، بيد أن الجيش الشعبي نفى ذلك، وقال إن قوات مشار لا تتقدم باتجاه العاصمة وإن قواته تزحف نحو بانتيو وبور لاستردادهما في غضون اليومين المقبلين. زيارة ناجحة قال وزير الخارجية علي كرتي في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم عقب عودة الرئيس إن الزيارة أدت الغرض منها تمامًا وكانت مهمة للبلدين ولحكومة الجنوب حيث يظن الكثيرون أن جوبا غير آمنة. وأضاف كرتي أن السودان أعلن موقفًا واضحًا من الأحداث وهو يسعى للسلام بين الطرفين وهو جزء من مبادرة الإيقاد ويشارك في فريق التفاوض بين الفرقاء في اديس ابابا، لافتا إلى أن التفاوض لا يزال يراوح مكانه بسبب الاشتراطات التي يضعها مشار. موقف واضح واستطرد قائلاً «موقف السودان واضح ويقوم على الدعوة للسلام وحل الخلافات عبر التفاوض. وأكد كرتي أن الرئيس البشير نصح حكومة الجنوب بأن الدرس المستفاد من تجربة السودان مع الحرب وانتهاء المعاناة هو الوصول لاتفاقية السلام الشامل، ومن الأفضل أن تنتهي هذه الحرب باتفاق سلام طالما كانت نهاية أي حرب اتفاق سلام قبل أن تتجذر هذه الحرب وتهوي بالجنوب إلى مدارك لا يمكن التنبؤ بنهايتها أقلها هو انقسام الجنوبيين على أساس قبلي وهو ما لا يرجوه السودان. حكومة قوية وجدَّد كرتي تأكيده أن مصلحة السودان الحقيقية تتمثل في استقرار الأوضاع بالجنوب وفي وجود حكومة قوية تستطيع السيطرة على الأوضاع وقال: «لدينا مع الجنوب اتفاقيات يتطلب تنفيذها وجود حكومة قوية وقادرة على التنفيذ». ونفى كرتي أن تكون زيارة البشير إلى جوبا اليوم سرية ولم تكن استباقًا لزيارة وزير خارجية الجنوب برنابا بنجامين التي لا تزال قائمة وأسبابها مستقلة وبعيدة عن زيارة البشير. ونفى وجود مبادرة مستقلة من السودان لاحتواء النزاع في الجنوب. وقال إن السودان جزء من الإيقاد ويتحرك في إطارها.