المتتبع لخطوات رئيس البرلمان الجديد الدكتورالفاتح عز الدين منذ توليه المنصب، يلحظ خطوات واضحة وواثقة من شاب يحاول أن ينهل من معين من سبقوه من قيادات في طريق التمثيل النيابي منذ اللحظة التي قام فيها بتقبيل رأس الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر على مرأى من الإعلام والقنوات الفضائية، يرى فيه طالباً التعلم من سلفه دون تكبر أو تعالٍ، بل مكباً على التجارب المصقولة في هذا المجال، وما مبادراته بلقاء كل السابقين له في رئاسة المجلس التشريعي إلا أكبر دليل على هذه الروح المتوثبة للمعرفة والظفر بالمتاح من التجارب والمعرفة، فقد أتى بلغة جديدة استأنفها بلقاء نواب المؤتمر الشعبي داخل البرلمان، مؤكداً أنه لم يأت لإقصاء أحد حتى ولو كان من المخالفين. ووصف المراقبون الخطوة التي قام بها عز الدين بأنها ذكية، حيث أشاد بها المحلل السياسي المعروف الأستاذ عادل البلالي، واصفاً عز الدين بأنه صاحب روح وثابة لا تفتر تأخذ الخبرة من الأقدم والأوفر دراية، فهو قد ارتكز على رؤى جديدة تقوم على الاحترام وتقدير وتقييم الخبرات، حيث التقى بالأستاذ عز الدين السيد رئيس مجلس الشعب في حقبة الرئيس الأسبق جعفر نميري وكذلك التقى العقيد محمد الأمين خليفة رئيس أول برلمان انتقالي بالتعيين عقب الإنقاذ مباشرة. ويترقب مواففة الأمين العام للموتمر الشعبي الدكتور حسن عبد الله الترابي رئيس البرلمان في الحقبة من العام 1996وحتى مفاصلة الإسلاميين الشهيرة في العام 1999وهو رقم لا يمكن تجاوزه على المستوى السياسي أو البرلماني والوطني، وهو الأوفر خبرة في هذا المجال. وقد التقى سلفه الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر مقترحاً قيام كيان اجتماعي يضم البرلمانيين السابقين والحاليين بمختلف توجهاتهم وسحناتهم. والفاتح من مواليد المناقل في العام 1961 أي تعتبر تجربته خصبة ويافعة إذا ما تمت مقارنتها بسابقيه من رؤساء البرلمان رغم نيله درجة الدكتوراه في القانون الدولي وتقلده لعدة مناصب قيادية.. لكن السؤال الملح هو مدى استجابة الموتمر الشعبي لتلبية الدعوة رغم تجاوز الفاتح لكل ما طفح من تصريحات في الصحف وفي الأجهزة الإعلامية عن التعنت المستمر من قبل المؤتمر الشعبي على لسان أمينه السياسي كمال عمر عبد السلام هل يمكن أن يستجيب الدكتور الترابي للدعوة ويرضى بأن يعطي عصارة خبرته للرئيس الشاب في إطار أن البرلمان هو السلطة التشريعية والرقيب على أداء الحكومة وأنها مسؤولة أمامه، وهو صوت الشعب وأن رئيسه يفترض أنه ممثل الشعب؟ أم أن صوت كمال عمر العالي وقطعه لكل شعرة لجمع شتات القوى الوطنية سيعلو أيضاً هذه المرة، ويعتبر الدعوة نسج خيال فقط غاضاً الطرف عن تصريحات نائبه وزعيم المعارضة بالبرلمان الأستاذ إسماعيل حسين فضل الذي وصف الجلسة التي تم فيها انتخاب الفاتح عز الدين رئيساً إنما جاءت تأكيداً لقيم التدافع الديمقراطي. هل يستجيب الدكتور الترابي لطلب اللقاء مترفعاً عن صغائر العداء المستحكم بين المؤتمرين لصالح الشعب أم أن التزمت الحزبي الضيق سيقف حجر عثرة أمام القيادات الطموحة الشابة بدعوى انتمائها للطرف الآخر؟ Clojure Docs: Returns non-nil if nums are in monotonically decreasing order, otherwise false. →