بدأت بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا جولة جديدة من التفاوض بين طرفي النزاع بدولة جنوب السودان، برعاية دول شرق افريقيا «الايقاد» في حين يظل العائق الاساسي امام التوصل الى اتفاق وقف اطلاق النار، الافراج عن ال «11» اسيرًا المقربين من مشار، وافتتح الطرفان صباح أمس «الإثنين» جلسة جديدة من المباحثات، وصرح رئيس الوفد الحكومي مايكل ماكوي لوكالة الانباء الفرنسية بقوله: نأمل ان تكون المباحثات مثمرة ووقف الاعمال العدائية اذا لم يقرر الطرف الآخر عكس ذلك، ولم يدل وفد المتمردين بتصريح، لكن يتزامن بدء المفاوضات مع تواصل العمليات العسكرية في الدولة الجديدة حيث رصدت «الإنتباهة» محاولة اغتيال رئيس اركان الجيش الشعبي بجانب كمين نُصب لقوات حكومية في طريق «جوبا ياي» وضرب مقاتلات مجهولة للجيش الأبيض، وفيما يلي تفاصيل الأحداث بدولة جنوب السودان أمس. مفاوضات في ملهى واجهت مفاوضات السلام في أديس ابابا بين حكومة جنوب السودان والمتمردين عقبة جديدة امس «الإثنين»، إذ اعترض بعض المشاركين على عقد جلساتها في ملهى «غازلايت» الليلي في العاصمة الإثيوبية، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر مقربة من المفاوضات قولها إن بعض المشاركين غير راضين بسبب الصخب في القاعة ومساحتها الكبيرة واضاءتها الضعيفة، بالرغم من ان المفاوضات تجرى خارج اوقات عمل الملهى، وكانت المفاوضات قد انطلقت أصلاً في قاعة اخرى في فندق شيراتون بالعاصمة الإثيوبية، ولكن توجب تغيير المكان الى ملهى الملحق بالفندق نظرًا لأن القاعة الاصلية كانت محجوزة سلفًا من قبل وفد ياباني سيقدم مساعدات كبرى لاثيوبيا. ومن المقرر ان تستأنف المفاوضات اليوم «الثلاثاء»، ولكن لم يتأكد بعد ما اذا كانت ستعقد في الملهى الليلي المذكور. نجاة هوث نجا رئيس أركان الجيش الشعبى الجنرال جيمس هوث ماي من محاولة اغتيال خلال زيارته لولاية اعالى النيل، وبحسب مصادر استخبارية لصحيفة «جام ربروت» اليوغندية فان هوث اجرى اول امس الاحد زيارة الى مدينة بانتيو ثم كان متجهًا الى ملكال قبل عودته الى جوبا، حيث وقعت اشتباكات في منطقة بولينت مما اضطره للعودة الى ملكال والمغادرة الى جوبا على الفور، ونقلت مصادر عسكرية ان الجنرال هوث كان هدفًا محتملاً وان قوات مشار نصبت له كمينًا للقافلة العسكرية وتم صدها. اشتباكات طريق جوبا قتل العميد ماراش اكوون خلال توجهه من مدينة جوبا الى مدينة ياي بولاية وسط الاستوائية، وقالت مصادر ان كمينًا نصبته قوات موالية لنائب الرئيس السابق رياك مشار ادى لمقتل القافلة العسكرية التى كان يقودها العميد ماراش ودمرت معه ثلاث مركبات أخرى وكان ماراش اتجه الى ياي ليحل محل العميد المنشق بيتر توت، ولا يعرف العدد الكامل من الإصابات في الاشتباكات، لكن مسؤولاً في القوات الحكومية بدولة جنوب السودان قال قواته اشتبكت مع قوات موالية لنائب الرئيس السابق رياك مشار على طول الطريق بين «جوبا ياي» في ولاية وسط الاستوائية، وأكد المتحدث باسم الجيش الشعبي العقيد فيليب أغوير انه ليس لديه مزيد من المعلومات بشأن نتائج الاشتباكات، لكن وزير الدولة بولاية وسط الاستوائية صوبا صموئيل قال ان قوات مشار نصبت كمينًا للقوات الحكومية المتجهة من مدينة ياي الى جوبا. معارك بور كشفت مصادر استخبارية ان قوة من الجيش الشعبي ترافقها قوات يوغندية اتجهت الى مدينة بور يوم امس «الاثنين»، بينما أكدت مصادر ان طائرات مجهولة قصفت مواقع الجيش الابيض في مدينة بور، واضافت ان الطائرات استهدفت دفاعات عسكرية للجيش الابيض موجودة في وسط الحي التجارى في مدينة بور. شاهد عيان أكد الرئيس السابق لادارة شؤون الضباط بالجيش الشعبي الرائد تيثلوش دروي ان ازمة دولة جنوب السودان انه لا يمكن غض النظر عن المذابح التي وقعت ضد المدنيين النوير في جوبا، واضاف تيثلوش في مقال نشره على موقع «وورد برس» ان غالبية الجيش الشعبي تتكون من قبيلة النوير وهم تلقائيًا موالون لرياك مشار، وقال الرائد السابق بالجيش الشعبي بان قوة الجيش اليوغندي لن تخدم سلفا كير كما يعتقد، مشيرًا ان حملة المذابح التى بدأت ضد قبيلة النوير بدأها العسكريون في الجيش الشعبي، مستشهدًا بحادثة جرت في جوبا حيث عثر على 200 مدني تم اعدامهم داخل منزلهم لأنهم من النوير وان عمليات الاغتصاب التى جرت لم يسلم منها حتى الاثيوبيات حيث عثر على اثيوبية ميتة ومغتصبة في اطراف مدينة جوبا، كما قال كاتب المقال بعد ان مثل بجثتها بجانب إعدام المدنيين الجرحى في المستشفيات مؤكدًا انه كان شاهد عيان على أحد تلك الحوادث، وقارن كاتب المقال الجنوبي بأنه بينما كان اللواء أكول كور المدير العام للأمن الداخلي رغم انه من قبيلة الدينكا الا انه كان ينقذ العديد من رجال النوير من القتل، كان قائد الحرس الجمهوري اللواء ماريال وراء اصدار اوامر القتل والإعدامات التى جرت في جوبا. قائد يوغندي اصدار الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني قرارًا عسكريًا بتعيين العقيد كايانجا موهانغا قائدًا عامًا للقوات اليوغندية المشاركة في العمليات العسكرية في دولة جنوب السودان، وبحسب صحيفة «ديلي مونيتور» اليوغندية الصادرة امس ان العقيد موهانغا يعمل حاليًا قائدًا للشرطة العسكرية اليوغندية وكان قائدًا لقوات اوغندا في الصومال، من جانبه وصف المتحدث باسم الجيش اليوغندي كولونيل بادي انكوندا الضابط موهانغا بأنه قائد بارع، وفي السياق التزمت قيادات رفيعة بالجيش الشعبي بالصمت امام دخول القوات اليوغندية في البلاد حيث لم يُبدوا معارضة، خاصة ان برتكول التدخل العسكري النهائي سيوقع خلال ايام بحسب مصادر. انتقاد يوغندي انتقد رئيس جهاز المخابرات اليوغندي السابق الجنرال ديفيد سيجوزا تدخل الرئيس يوري موسفيني في الشؤون الداخلية لدولة جنوب السودان، وقال الجنرال ديفيد في بيان صادر عن منظمته «FUF» من المملكة المتحدة بان قرار موسفيني لن يساعد في حل الازمة الجارية في دولة جنوب السودان وان نهجه المتحيز لفئة لن يساعد يوغندا في حل الخلافات السياسية الجارية في جوبا. كمبالا تؤجج اجتمع رئيس الوزراء اليوغندي اماما مبابازي مع السفير البريطاني بلاكبيرن والسفيرة الهولندية ألفونس في كمبالا وقدم لهما تنويرًا بشأن تدخل بلاده في دولة جنوب السودان، وقال رئيس الوزراء للسفراء بان تدخل بلاده جاء لأنه لا ينبغي ان يسمح للارهاب الدولي بالدخول في دولة جنوب السودان، كما اننا نخشى من مصير الصومال لها، واوضح رئيس الوزراء ان القوات اليوغندية هو لاجل لانقاذ رعايا يوغندا، لكن عندما سأل السفير البريطاني رئيس الوزراء بشأن مزاعم مشار بان القوات اليوغندية قصفت مدينة بور، رد رئيس الوزراء بان وجود قوات بلاده في الجنوب ساعد في تفادي العديد من الخسائر في الارواح. وفي السياق فانه من المقرر ان تجمتع احزاب المعارضة اليوغندية مساء يوم امس «الإثنين» لمعارضة التصويت المرتقب اليوم ظهر «الثلاثاء» لنشر القوات اليوغندية في دولة جنوب السودان، المدعوم من الرئيس يوري موسفيني، وبحسب نائب رئيس كتلة المعارضة ديفيد باهاتي بانهم سيفعلون ما في وسعهم. تزايد أعداد القتلى والمصابين أعربت بعثة الأممالمتحدة فى جنوب السودان يونيميس عن قلقها إزاء تزايد أعمال العنف وأعداد القتلى والمصابين جراء الصراع الدائر بولايات الدولة الوليدة. وأفاد تقرير للبعثة الأممية لحفظ السلام بجنوب السودان وفقًا لراديو مرايا بجوبا امس الاثنين بأن الدلائل والتقديرات تشير إلى تجاوز أعداد المصابين جراء أعمال العنف الأخيرة لأكثر من ألف شخص فى الولاياتالجنوبية التى تشهد صراعًا بين القوات المتحاربة، خاصة مع استخدام الأسلحة الثقيلة فى القتال والتى خلفت ضحايا ومصابين من المدنيين. وكشف تقرير اليونيميس عن حدوث انتهاكات وجرائم وصفت بالفظيعة فى حق المدنيين والعسكريين فى مدينتى «بور» و«بانتيو» بولاية الوحدة، وكذلك فى مدينة «ملكال» بولاية أعالى النيل، لافتًا إلى رصد عمليات قتل وتعذيب وعنف جنسي وتصفية عرقية مستهدفة خلال المعارك التي شهدتها تلك المناطق. ونددت بعثة اليونيميس بجوبا فى بيانها على لسان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هيلدا جونسون بأعمال العنف التى مورست ضد المدنيين، وعدم احترام حقوق الإنسان وكرامته، ودعت جميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية فورًا، واحترام حقوق المدنيين. الفاو تحذر حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة FAO من خطر أحداث العنف أخيراً فى جنوب السودان، والتى تهدد بتفاقم الجوع والمعاناة البشرية إلى حد بعيد وقد تودى بالمكتسبات المتواضعة التى تحققت فى مجال الأمن الغذائى خلال العامين الماضيين. وقالت المنظمة إنها تسعى وشركاءها فى إطار التكتل الدولى للأمن الغذائى وحماية سبل المعيشة UNCRP إلى تأمين تمويل بمقدار 61 مليون دولار أمريكى للأنشطة الحاسمة فى مجال المساعدات الغذائية وحماية موارد الدخل. وتتركز جهود المنظمة على توريد البذور واللقاحات الحيوانية، ومعدات الصيد وغيرها من المدخلات الزراعية والتكنولوجيات والخدمات للأسر الريفية والحضرية الضعيفة التى تعطلت أنشطتها فى إنتاج الغذاء وتوليد الدخل بسبب الصراع والتشرد السكاني. وقد تدهور الوضع الإنسانى فى جنوب السودان بسرعة منذ اندلاع القتال فى منتصف ديسمبر، مما استتبع ليس فقط خسائر فى الأرواح وتشرداً سكانياً، بل أيضاً تعطّل التنمية الزراعية والأنشطة الإنسانية الحاسمة للبقاء على قيد الحياة ولسبل المعيشة بالنسبة للملايين مستقبلاً. وتبعث وطأة هذه الآثار على مختلف موارد سبل العيش في أربع من عشر ولايات بجنوب السودان على الجزع نظراً لنطاقها وخطورتها.