شهدت قاعة الصداقة يوم الجمعة الماضي انطلاقة فعاليات مؤتمر جهود الصحابة في نشر الإسلام في إفريقيا والذي تنظمه جامعة الخرطوم بالتعاون مع منظمة ذي النورين واتحاد علماء إفريقيا والهيئة العالمية للسنة النبوية وذلك بحضور لفيف من العلماء، وطلاب العلم المعنيين بموضوع المؤتمر وبمشاركة «60» دولة من دول: المغرب، غينيا، والسعودية، والسنغال، والأردن، ومصر، كينيا، وجزر القمر وغيرها وقد أجمع المتحدثون على أهمية المؤتمر مبينين أن الصحابة أهل حق وقد اتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم منذ بواكير الدعوة وحملوا لواءها وتركوا لنا سيرة عطرة، وحيَّا د. عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي القائمين بأمر المؤتمر والمشاركين فيه، وقال إن هناك قضايا جوهرية تحتاج لمثل هذه المؤتمرات مشيرًا إلى كثرة وسائل الإعلام التي قال إنها تحاول إخراج الأمة عن جادة الطريق بما يستوجب الرد على هذه الوسائل بمنهج العقيدة ووفق الخطاب الدعوي والدراسات الشرعية في الجامعات داعيًا إلى وحدة الصف الإسلامي حتى يتحقق حب الصحابة بيننا، فيما أكد الشيخ محمد عبد الكريم رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم أن قيام هذا المؤتمر تأخر كثيرًا في وقت كثر فيه الطعن والتطاول مِن مَن وصفهم بالأقزام تجاه الصحابة رضي الله عنهم، فيما وصف الشيخ عماد الدين بكري أبو حراز رئيس منظمة ذي النورين الخيرية الحديث عن الصحابة بأنه ذو شجون لأنهم يمثلون القدوة الحسنة مستدلاً بالآيات والأحاديث التي نهت عن إيذائهم وسبهم مبينًا أن المؤتمر من شأنه التعريف بالصحابة لجهة أنه يزيد المسلمين حبًا وتعلقًا بالصحابة فيما أشاد البروفيسور صديق حياتي مدير جامعة الخرطوم بالمؤتمرين الذين قال إنهم تجمعوا لنصرة الصحابة والدين. من الأوراق المقدمة يُذكر أن الأوراق العلمية احتوت على محاور دارت حول جهود الصحابة في نشر الإسلام في إفريقيا وقدم د. عمر بخيت المحاضر بجامعة الخرطوم ورقة تناول عبرها جهود الصحابة في نشر الإسلام في بلاد الحبشة فيما قدم أ. د. مهدي رزق الله الورقة الثانية بعنوان جهود الصحابة في نشر الإسلام في شمال إفريقيا «مصر والسودان»، أما الورقة الثالثة فكانت حول جهود الصحابة في بلاد المغرب العربي قدمها الشيخ حسن عباس من تونس، وتوالت جلسات المؤتمر لليوم الثاني الذي شهد تقديم ثلاث ورقات حيث قدم د. سعيد سيلا من مالي ورقة بعنوان الأثر العلمي والفكري، وأشار خلالها إلى دلالة محبة الصحابة في إفريقيا عبر الأسماء، واستعرض بوابات دخول الصحابة إلى إفريقيا، وأشار إلى الأثر العلمي للصحابة في انتشار المراكز فيما قدم د. محمد عثمان رئيس الرابطة الخيرية بجزر القمر ورقة أشار خلالها إلى الأثر الثقافي لتعلم اللغة العربية والخط العربي وحفظ القرآن الكريم ثم تبعه د. محمد المنصور إبراهيم رئيس قسم البحوث بجامعة عثمان بن فودي بنيجيريا، وورقة بعنوان الأثر السياسي لجهود الصحابة مستشهدًا بدولة عثمان بن فودي بنيجيريا وجهود عثمان في محبة الفساد العقدي بتعليمه الناس أمر الدين، وخلص المؤتمر ببيان ختامي جدد الإشادة بجهود الصحابة الكثر، وأثرهم في نشر عقيدة الإسلام الصافية، وقيمه السامية، في ربوع البلدان الإفريقية، وبيان نشرهم الخير فيها حيثما حلوا وأقاموا رضي الله عنهم، مع ضرورة العناية بنشر فضائلهم، والرد على الشبهات التي تتعلق بالطعن فيهم، واستخدام كل وسائل الدعوة لتحقيق ذلك وتأكيد الإجماع على عدالتهم، وفضلهم في نقل الكتاب والسنة، وأن الطعن فيهم هو طعن في أصول الدين، إلى جانب تأكيد على العلماء بضرورة المشاركة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، مع العناية بالوسائل الإعلامية الحديثة، وشبكات التواصل الاجتماعي كالتويتر والفيس بوك وغيرهما. وطالب المؤتمر بإنشاء جامعة الآل والأصحاب، التي تُعنى بنشر فضائل الصحابة وتراجمهم ومناقبهم وحقيقة علاقتهم بآل بيت رسول الله. ودعم الفضائيات والمنابر الإعلامية المتخصصة في الدفاع عن النبي وصحابته وأهل بيته، والرد على الشبهات، وإمدادهم بالمادة العلمية اللازمة لدحضها، دون أن يكون ذلك شاغلاً عن أولويات تربية الأجيال على قيم الإسلام التي اهتمّ الصحابة بنشرها والاهتمام بنشر ثقافة حب صحابة النبي، وآل بيته الأطهار، وبيان فضلهم ومنزلتهم وأثرهم في نشر العلم والدعوة إلى الله تعالى، وذلك في مختلف مراحل التعليم ومستوياته مع تأكيد دور الجامعات الإفريقية، وأهمية التواصل معها، وحث المراكز البحثية فيها على الاهتمام بالكتابة عن الصحابة وجهودهم في نشر الإسلام، ثم العمل على نشر هذه الجهود، سواء كانت رسائل جامعية، أو أبحاثًا ودراسات علمية. والتجهيز لعقد مؤتمرات أخرى لاستكمال بقية الجوانب المتعلقة بالصحابة الكرام، وشدد المؤتمر على ضرورة ترجمة أهم بحوث المؤتمر إلى اللغات الإفريقية الرئيسة، والتوصية بنشرها في الدوريات والمجلات. بإنشاء هيئة قانونية حقوقية تعنى باتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من يتهجَّم على الصحابة الكرام وآل البيت الأطهار، أو يسيء إليهم