انعقد بالخرطوم المؤتمر العلمي العالمي رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم استمر لمدة ثلاثة أيام من يوم الثلاثاء 13 نوفمبر 2007 الموافق 3-ذو القعدة من عام 1428 ه،، وخرج المؤتمرون بجملة توصيات تتعلق بموضوعه الذي هو مظاهر التطاول على النبي صلى الله عليه وسلم، دوافعها واستراتيجيات مواجهتها، وما ينبغي تجاهها. وحظي المؤتمر بعناية كبيرة من الحكومة السودانية وعلى رأسها الرئيس عمر البشير الذي خاطب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ورفعت التوصيات لوزارة الخارجية السودانية لمتابعة تنفيذها. هذا وقد حضر المؤتمر نحو ثمانين شيخاً من دعاة وعلماء من السودان ومن دول العالم الإسلامي، وقدمت في المؤتمر أكثر من عشرة أوراق حول محاور المؤتمر وشارك العلماء في جلسات تشاورية تبادلوا فيها الرأي حول الموضوعات المطروحة. هذا وقد نظم المؤتمر جامعة الخرطوم بالتعاون مع عدد من المنظمات والمؤسسات الدعوية والاعلامية منها منظمة النصرة العالمية ومجلة البيان وإذاعة طيبة . وصحب المؤتمر برنامج دعوي وثقافي شمل مرافق شتى. ونقدم فيما يلى عرضا مختصرا لجلسات المؤتمر وتوصياته الختامية. المشاركون وشارك في المؤتمر من السودان جمع من المشايخ والدعاة على رأسهم الأستاذ الدكتور جعفر شيخ إدريس والأستاذ الدكتور أحمد علي الإمام مستشار رئيس الجمهورية، والأستاذ الدكتور محمد عثمان صالح مدير جامعة أمدرمان الإسلامية، والأستاذ الدكتور إسماعيل حنفي عميد كلية الشريعة بجامعة أفريقيا العالمية والشيخ الدكتور عبدالحي يوسف المشرف العلمي على المؤتمر، وآخرون. ومن جملة المشاركين في المؤتمر من دول العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عبدالرحمن المحمود، والشيخ الدكتور محمد الوهيبي، والدكتور محمد العريفي، والشيخ أحمد الصويان، والشيخ محمد البيضاني، والشيخ محمد حسين يعقوب، والشيخ الأستاذ الدكتور جعفر شيخ إدريس، والشيخ رائد حليحل، والشيخ محمد حسن الددو، والشيخ محمد الثاني عمر، والدكتور باسم خفاجي، وغيرهم. جلسات المؤتمر بدأ الحفل في اليوم الأول فور مقدم السيد رئيس جمهورية السودان وفقاً للمراسم الرئاسية بعزف السلام الوطني، فما كان من فضيلة الشيخ ناصر العمر والشيخ عبدالرحمن المحمود إلا أن قاموا من أماكنهم وتوجهوا للخروج صوب البوابة في إنكار عملي ونأي عن موطن العزف وتبعهم جماعة من طلاب العلم والمشايخ وذلك على مرأى من الحضور. وعلى غير المعهود ومع أن الرئيس السوداني والقائمين على المراسم يتبعون فتوى تسوغ لهم الموسيقى العسكرية، إلا أنها لم تعزف مرة أخرى كما جرت عليه العادة في المراسم، وذلك في ختام الجلسة مما دفع بعضهم إلى القول بأن صنيع الرئيس تقدير منه لرأي المشايخ وإكرام منه للضيوف من الدعاة واعتبار لنظرهم. وقدمت خلال الجلسة الافتتاحية عدد من الكلمات، كان في مقدمتها كلمات المؤسسات والجمعيات المشاركة في تنظيمالمؤتمر، ثم كلمة الرئيس البشير. عقب جلسة الافتتاح بدأت الجلسة الثانية من المؤتمر، برئاسة أ.د الحبر يوسف نور الدائم أستاذ اللغة العربية بجامعة الخرطوم. وتضمنت الجلسة ثلاث أوراق: الورقة الأولى بعنوان: (عالم النبوة الرحب) قدمها البروفيسور جعفر شيخ إدريس، تناول فيها جوانب من خصائص النبوة. أما لورقة الثانية فكانت بعنوان: مظاهر التطاول على النبي صلى الله عليه وسلم: قدمها البروفيسور ناصر العمر المشرف العام على موقع المسلم، تناول فيها سنة التدافع بين الخير والشر وما ينال الأنبياء من جرائها، معدداً مظاهر وأنواع الأذى الذي لقيه الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم قديماً، وحديثاً. والورقة الثالثة كانت بعنوان: (بواعث التطاول على النبي صلى الله عليه وسلم): قدمها الشيخ محمد البيضاني تناول فيها سمات المشهد الغربي الراهن وضرورة فهمه في ظل تزايد حملات التطاول على النبي صلى الله عليه وسلم بروز التيارات الدينية المتطرفة وتأثيرها على مجريات السياسة العامة. وفي الجلسة الثالثة قدمت ورقتين، الأولى من الشيخ عبد الرحمن المحمود وكانت بعنوان (منزلته صلى الله عليه وسلم عند رب العالمين)، تناول فيها ما اختص به الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم من التكريم. والثانية من الشيخ د. محمد عمر الثاني - من دولة نيجيريا- وكانت بعنوان (منزلته صلى الله عليه وسلم عند أصحابه وأتباعه) تناول فيها مظاهر حب الصحابة رضوان الله عليهم للنبي صلى الله عليه وسلم. اشتمل اليوم الثاني للمؤتمر على ثلاث جلسات، الأولى تحت محور ظاهرة التطاول: بين حرية التعبير وإجلال الشريعة، اشتملت على ثلاث أوراق، والثانية تحت محور دفاع الأمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قدمت فيها ثلاث أوراق، أما الجلسة الثالثة فقد كانت تحت محور: التعريف بمشاريع الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وتضمنت ورقة واحدة.. واشتمل اليوم الثالث والأخير من أيام مؤتمر رحمة للعالمين على جلستين، اشتملت كل منهما على ورقتين علميتين، بالإضافة إلى المداخلات. التوصيات الختامية واختتم مؤتمر رحمة للعالمين أعماله بحضور الأستاذ علي كرتي وزير الدولة بوزارة الخارجية، الذي تسلم نسخة من التوصيات الختامية للمؤتمر. وقد صدر البيان الختامي متضمناً التوصيات التي خلص إليها المؤتمرون بعد مشاروات ومداولات، التي من أهمها التأكيد على ضرورة إعظام منزلة النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين، ثم العناية بالميراث النبوي من السنة، جمعاً وتحقيقاً وحفظاً وتفقها،ودعا المؤتمر في هذا الجانب إلى إقرار حصص دراسية للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى التخصص في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما دعا المؤتمر إلى التحليل الفكري لظاهرة الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم، تفعيل دور لجان الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأكد المؤتمر على دور العلماء وطلبة العلم والدعاة إلى الله تعالى. وفيما يتعلق بالغرب دعا المؤتر إلى تطوير الخطاب الدعوي الموجه للغرب إلى الغرب على مستوياته المختلفة، وركز المؤتمر على العناية بالترجمة، ومواصلة لقاءات النصرة، نشرها على كافة المستويات..ودعا المؤتمر إلى عقد لقاءات متخصصة في كل مجال يمكن به دفع مسيرة النصرة، وأشاد المؤتمر بموقف الأمة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم على مختلف الأصعدة والمستويات.ثم الالتجاء إلى الله تعالى وهو ما تحتاجه الأمة وكال فرد منها في كل وقت. لتفاصيل أوفى عن توصيات المؤتمر وجلساته والأنشطة المصاحبة له يمكن مراجعة الموقع الخاص به على العنوان التالي: http://www.nusra.meshkat.ne