أماه لو أبصرتنا في معمع والقصف يرعد والدخان مثار الهام تصرخ والحديد مزمجر والموت فوق رؤوسنا دوار لرأيت من حولي يرابط إخوة ما يمموا هربًا ولم ينهاروا إخوان صدق عندما احتدم الوغى لحمى العقيدة والشريعة ثاروا أيان ما سمعوا لهيعة فارس يدعو لنيل الشهادة طاروا وتدافعوا متطلعين إلى العلا وتسابقوا نحو الفدا وتباروا صبروا لها حتى انجلت غمراتها وانفضّ من ساحاتها الكفار فمضى لعلياء الشهادة منهم نفرٌ كرام خُلَّص أخيار فهم مصابيح الهدى وضياؤه وهم إذا احتدم الدجى أقمار لهفي عليهم سارعت بهم الخطى نحو الجنان وفي النعيم تواروا أسفي على نفسي تبقت خلفهم تنتابها الأهواء والأخطارُ ألم تناوبني لفقد أحبة من نورهم تتلألأ الأنوار وأقول في نفسي يمزقني الأسى لولا الحياء لهاجني استعبار ياسيف لاتبكي عليك عيوننا إن الدموع على الفوارس عار ياتاج لاترثيك بعض حروفنا أو تنتحب لفراقك الأشعار يبكيك اخوتك الذين تعاهدوا عهدًا يوثق عقده الإصرار فبكوك حين تسلحوا بكلاشهم ورثوك إذاما استبسلوا وأغاروا ونعوك حين تجمعوا بمعسكر وتوجهوا نحو الجنوب وساروا ما عادت الدنيا لتملك لبهتم أو يسترق قلوبهم دينار ما نالت الأيتام من تصميمهم أو هدّ من إصرارهم جبّار فالغرب من إصرارهم متعجِّب والشرق من توحيدهم محتار والله بارك سعيهم فأمدهم وأعزهم بالفتح حيث أشاروا أماه هل ارتاح بعد رحيلهم يعتادني الأحباب والسمار أماه هل يهدأ فؤادي بعدهم ويروقني الترحال والتسفار وأكون موفور المطاعم متخمًا والجوع هدَّ عظامهم نار أنفي تضمخ بالشذا وأنوفهم قد مسهن من المسير غبار ورفلت في خضر الثياب وبيضها وعليهم أثر البلى أطمار أماه لوخُيِّرت بين كفافهم ونعيمنا فنعيمهم أختار أماه لا أرتضي مقامًا خلفهم إن القعود عن الجهاد صَغار لبيك داعي الله نحو الخلد إن دوّى النفير وهبّت الأنصار لبيك داعي الله في الميدان إن حمي الوطيس وزاغت الأبصار أماه لا أرتضي مقامًا خلفهم إن القعود عن الجهاد صَغار