كما تناولت فى تقرير سابق فإن كهرباء نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور ظلت لأكثر من ثلاثين عاما تمضى بالحلول الاسعافية بجلب محطات لها كانت عاملة بولايات اخرى حتى وصلت لمراحل كادت تدخلها فى غرفة انعاش الظلام المتواصل، لولا الجهود التى بذلتها السلطات المختصة بإدخال وابوراتها المتعطلة لمنظومة العمل، بجانب معالجة مشكلات الوقود التى واجهت الولاية أخيراً، فكهرباء نيالا بدأت فى عام 1976م بثلاث وحدات وتطورت إلى «13» وحدة جميعها بحوالى «20» ميقاواط اذا لم تتعطل منها واحدة، وهى بذلك تغطى ربع مدينة نيالا، ولكن الحاجة الفعلية لكل المنازل الموجودة بنيالا وعددها «100» ألف منزل تحتاج ل «80» ميقاواط طبقاً لوزارة التخطيط بالولاية، ولعل الكهرباء تعتبر البوابة الاولى للنهضة الصناعية، ورغم ان نيالاالمدينة الصناعية الثانية الا انها واجهت مشكلات كبيرة ومازالت تواجهها بسبب الكهرباء التى توقف على إثرها عدد من المصانع التى كانت تعمل بنيالا كمصانع الزيوت والبلاستيك والطحينة وغيرها، والتى كانت تستوعب وقتها الآلاف من الايدى العاملة من الشباب، واسهمت تلك المصانع فى الحد من نسب البطالة التى اصبحت اليوم متفشية وبصورة كبيرة، وتراجع التيار الكهربائى طوال السنوات العشر الماضية حتى وصل بها الامر لجدولة التيار الكهربائى لشمال وجنوبالمدينة فى ساعات الليل مع انعدامها بالنهار بكل الاحياء، ولكن هناك تطمينات وبشريات بعثتها حكومة الولاية لمواطنيها بقرب انفراج الازمة باستقبالها الاسبوع الماضى محطتين تحويليتين بسعة «38» ميقافولت امبير لمعالجة مشكلات الامداد الكهربائي بالمدينة المتعلقة بعمليات توزيع التيار بدعم من الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء بلغ «27» مليار جنيه. واكد والي جنوب دارفور اللواء ركن آدم محمود جار النبي عقب وقوفه على المحطتين بنيالا ان حكومته لن تألو جهداً في مساندة القائمين على الامر لتطوير خدمات الكهرباء بالمدينة، واشار الى ان العام الجديد سيكون عاماً للتنمية والنهضة الصناعية التى تكون الكهرباء عنوان انطلاقتها. من جانبه قال وزير التخطيط العمراني والمرافق العامة بالولاية اللواء امن دكتور عيسى آدم ابكر ان المحطتين اللتين وصلت احداها رافعة من «11 الى 33» والاخرى خافضة من «33 الى 11»، وقال انها ستعالج مشكلة الاختناقات التي تحدث اثناء توزيع التيار الكهربائي الذي يضطر بموجبه المسؤولون بمحطة توزيع الكهرباء الى جدولة الامداد الكهربائي بالمدينة. واضاف اللواء عيسى ان محطتى التوزيع اللتين وصلتا ستمهدان لاستقبال الشبكة القومية للكهرباء بجانب انها تتيح لادارة الكهرباء بالمدينة امكانية اضافة توصيلات جديدة بالاحياء واستقبال اي طاقة اضافية يتم توليدها، واكد انها ستكون واحدة من وسائل معالجة القطوعات التى تحدث، واشار الى ان هناك عملاً كبيراً تم فى كهرباء نيالا بادخال كل الوابورات المتعطلة مما جعل التيار الكهربائى اليوم افضل مما سبق، وتابع قائلاً: «بوصول محطات التوزيع سنهتم بأمر التوليد» بينما اثنى مدير الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء بالولاية المهندس محمد الحافظ على المجهودات التى بذلت لايصال تلك المحطات لنيالا عبر البر رغم المخاطر والتعقيدات الموجودة في الطريق بين الخرطومونيالا، وابان أن تكلفة المحطتين تبلغ «27» مليار جنيه وسعتهما «38» ميقافولت امبير، واوضح انها تستطيع ان تستوعب كل التيار الكهربائي الذي ينتج من محطات التوليد. وأكد الحافظ أن المحطتين تمثلان نقطة تحول لشبكة كهرباء نيالا، وتابع: «محطة كهرباء نيالا منذ عام «1976م» شيء وبعد تركيب هاتين المحطتين شيء آخر»، وقال ان العمل جار لتركيب وربط الخطوط الرئيسة التى تغذى المدينة، مؤكدا ان هذه المحطات ستضع حداً للاختناقات فى التوزيع، بينما ابدى رجل الاعمال عبد الوارث الامين ارتياح قطاع الصناعات لتلك الخطوات، واشار الى ان الكهرباء اساس الصناعة، وبوصول هذه المحطات وتشغيلها ستشهد جنوب دارفور طفرة صناعية خلال العام الجديد 2014م، وعموما المواطنون استقبلوا تلك البشريات بارتياح وتفاؤل بأن تسهم هذه المحطات فى الحل النهائى لمسألة جدولة التيار الكهربائي يوم جنوبالمدينة واليوم الآخر شمالها، وان يستقر بصورة دائمة، فهل تتمكن ادارة الكهرباء من تحقيق ذلك الحلم لتبدأ مشوار التنمية الذى جعلته حكومة الولاية شعارها لهذا العام.