الاثنان من اصحاب القدرات الصوتية الغنائية الخالدة، فيكفي ان الغناء في حضرتهما أصبح من نوعية الغناء غير القابل للنقد باعتباره يصدر عن صوتين بدلاً من واحد من أصحاب الأداء الصوتي. ومن عجب فقد كان الاثنان قبل رحيل المؤسس الحقيقي للمجموعة ثلاثة، فكان اسمهم ثلاثي العاصمة، فكانوا حين ظهورهم في أبريل من العام 1962م نجومًا في سماء الغناء والألحان، وذلك بفضل جهود وقدرات المؤسس لهذه المجموعة المرحوم محمد الحويج. في يوليو من العام 1964م وفي يوم هطلت فيه الأمطار بغزارة لم تحدث في تاريخ السودان منذ فيضان العام 1946م رحل الفنان محمد الحويج تاركًا الثنائي السني الضوي وإبراهيم أبودية فبقيا فترة دون الولوج لعالم الغناء. فكانت دعوات الكثيرين لهما بخوض التجربة والعمل كثنائي. في منتصف العام 1965 بدأ الاثنان بداية جادة نحو صعود مجد غنائي ما زال وسيظل مكان دراسة المهتمين بفن الغناء السوداني. ضربة بداية إنتاجهما الغنائي كانت بمدهشات كلمات مغناة، هي من نظم فطاحلة الشعر الغنائي الموجودين بالساحة آنذاك. وهم بالطبع من ارتبطت مسيرتهما بهم. فكان اولاً الشاعر الغنائي الصاعد أنذاك بسرعة الصاروخ والشاب الطبيب الصيدلاني على شبيكة، فكان ان شكل معهما ثنائية لن تكون من إنصاف القول الكتابة عنها في هذه المساحة. انهمرت شلالات الغناء من ثلاثتهم. فكان على شبيكة صانع الكلمات. اما السني الضوي فكان صاحب الألحان الخالدة وفي وجود إبراهيم أبودية الذي اضاف للسني الضوي وهجاً صوتياً مازال يرن في آذان المستمعين لهذه الألحان. خرجت من الثلاثي أغنيات رددها الكثيرون صبابة وهوى وغرامًا واشتياقًا ولوعة للحبيب والحسن المرتجاة. فكانت (لما ترجع بالسلامة) (نهر الريد الصافي) (يا هلا) وغيرها. في منحى آخر فقد كانت جميع الألحان التي تغنى بها الثنائي من ألحان السني الضوي زائداً غناء الثنائي لعدد من الشعراء الآخرين مبارك المغربي (بدر سامي علاهو) و(معاي معاي) مصطفى ركابي.