لايزال صوت ثنائى العاصمة( السنى الضوى - ابراهيم ابودية ) يفرد شراعه ويبحر فى مسام وشرايين اجيال مختلفة من عشاق الغناء الرصين المحترم الذى يؤرخ لملامح زمن وسيم لملم ايامه و غاب تاركا بعض ذكرى .. بعض الألحان لعبت الصدفة والقدر الإلهي دورا كبيرا في أن يلتقي مع الفنان الراحل إبراهيم أبو دية ليكونا تجربة ثنائي العاصمة التي يعتبرها النقاد من أعظم وأنجح الثنائيات التى ظهرت فى الساحة الغنائية السودانية حتى يومنا هذا ولايذكر الناس ثنائى العاصمة الا واطل محجوب سراج ود/ على شبيكة وكلاهما فنان صاحب مدرسة شعرية متفردة وياقة من الاغنيات وين تاني نلقى الأمان وطيب شذاك- نسائم الليل- بدري سامي ولما ترجع بالسلامة والله وحدو بينا واخريات وانت حينما تسمع تلك الاغنيات ترحل الى عوالم من الجمال والصفاء واماكن وعوالم وازمنة لا تستطيع ان تعيدها او تعود اليها الا عبر الذاكرة، واجمل الاغنيات بنظرى هى تلك التى تستطيع تثير كوامن شجنك وتعينك على تخلل الزمن والعودة الى حيث تريد .. عبقرية السنى والراحل ابودية تتجلى فى ذلك التجانس الصوتى والقدرة الهائلة على التطريب الذى يستولى على حواسك ووجدانك وياخذك ويزرعك طوعا فى قلب النجوم والاختيار الموفق للكلمات وتوفيق السنى فى ابداع الحان نسخة واحدة لاتتكرر وكل اغنيات الثنائى تحمل ذات الجينات الجمالية ولا تكاد تجد فى تلك الباقة من الاغنيات واحدة مختلفة ولاتشبه السنى وابودية. تجربة ثنائى العاصمة تمثل انموذجاً مثالياً للغناء الراقى الذى يحترم احساس المستمع ويغذى مشاعره بالشعور السامى ويرسخ لمعانى رفيعة من القيم العاطفية لقد خطف الموت مبكرا الفنان الجميل ابراهيم ابوديه وترك السنى ذلك الانسان الشفاف المرهف وحيدا كثيرين ظنوا بعد رحيل فردته بان الرجل سوف ينسحب الى كواليس الفن والحياة ولكنه صمد ولا يزال رغم هالة الحزن التى تطل من عينيه حاضرا فى ساحة الفن من خلال الحانه الرائعة ووقفته الى جانب تومات الراحل محمدخيرى احمد واللائى حملن راية الثنائى لبعض الوقت، وقد كان لذلك اثر ايجابى فى نقل التجربة الى الاجيال التى فاتها ان تعاصر زمن الثنائى والقاسم المشترك بين ايمان وامانى والسنى وابوديه جمال الصوت والثنائية المبدعة ومدينة بحرى الجميلة واعتقد بان توقف التومات عن الغناء يمثل خسارة للمسرح الغنائى الشبابى الرصين والذى يعول عليه فى مكافحة فيروسات الغناء الهابط والاصوات النشاز التى تكرس لثقافة القبح والهبوط. ولكل الاصوات الجديدة اقول ارهفوا السمع لاغنيات واطلعوا على سيرة ثنائى العاصمة وتعلموا واكتشفوا سر كمياء الخلود .. رحم الله ابراهيم ابوديه ومتع السنى الضوى بالصحة والعافية ونأمل ان تجد اغنيات الثنائى حظها من البث الاذاعى والتلفزيونى وان توثق تجربتهم الغنائية وحياتهم الخاصة من قبل المهتمين بالتوثيق واتمنى ان تخصص قناة النيل الازرق حلقة من برنامج بعد الرحيل للفنان ابوديه وتجربة الثنائى . فوتو غرافيا ملونة والله وحدوا بينا البارحونا وراحو شالو من وادينا بهجتوا وانوارو بالكتير يحليلم ياحليل الراحو طال نواك وانا قلبى باكى ليل وصباحو بالضياع والحسره السنين كم راحو [email protected]