بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان«يونميس» أعربت عن قلقها إزاء تزايد العنف وأعداد القتلى والمصابين جراء الصراع الدائر.. ووفقاً لراديو «مرايا» بجوبا.. أن الدلائل تشير إلى أن أكثر من «ألف» شخص قتلوا في الولاياتالجنوبية.. وأن القوات المتحاربة تستخدم الأسلحة الثقيلة في القتال مما خلف ضحايا من المدنيين.. وكشف تقرير البعثة الأممية إلى حدوث انتهاكات وجرائم فظيعة وقعت على المدنيين والعسكريين في «بور» وفي «بانتيو»و«ملكال». وقال التقرير إنه قد تم رصد عمليات قتل وتعذيب وعنف جنسي.. وتصفية «عرقية» مستهدفة خلال المعارك.. وقالت «هيلدا جونسون» الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان هناك أعمال عنف قد مورست ضد المدنيين.. وعدم احترام لحقوق الإنسان وكرامته، ودعت الممثل للمنظمة الدولية لاحترام حقوق المدنيين ووقف الأعمال العدائية فوراً.. ويذهب الرائد بالجيش الشعبي المتقاعد «دوري» في مقال نشره على موقع «وورد برس» أن هناك حملة مذابح ضد «النوير» قام بها العسكر في الجيش الشعبي.. مستشهداً بحادثة جرت في «جوبا».. حيث عثر على «200» مدني أعدمهم داخل منازلهم. وأن عمليات اغتصاب قد جرت.. فلم تسلم منها حتى الإثيوبيات حيث عثر على إثيوبية ميتة ومغتصبة في أطراف مدينة جوبا. وفي «كمبالا» رئيس الوزراء اليوغندي «أماما مبابازي» يجتمع مع السفير البريطاني «بلاك بيرن» وبالسفيرة الهولندية «الفونس» ويقدم رئيس الوزراء اليوغندي تنويراً للسفيرين.. بشأن تدخل بلاده في جنوب السودان.. المسؤول اليوغندي الكبير يبرر تدخل بلاده لمكافحة الإرهاب ويقصد بذلك جيش الرب وإنقاذ الرعايا اليوغنديين بالجنوب.. وقال إنه يتحول الجنوب إلى صومال آخر. وفي أروقة المنظمة العالمية الجدل يتواصل حول الأوضاع في الجنوب وزيادة البعثة العسكرية الأممية تأكيد للمنظمة غير كافية بل غير قادرة على احتواء الأزمة.. ومؤشرات الإيقاد التي تقود المفاوضات لا تبشر بخير فهناك عقبات عدة تعترض مسار التفاوض وتدخلات يوغندا في الشأن الجنوبي تزيد من تعقيد الأزمة وتسريبات تخرج من داخل مبنى المنظمة الدولية بالتدخل العسكري الأممي ووضع الدولة الوليدة تحت الحماية الدولية.. اتجاه قوي تقوده أمريكا والدول الغربية لوضع دولة الجنوب تحت «الوصاية».. فهذا ليس ببعيد ما دامت الحرب الدائرة تلتهم الأخضر واليابس في الجنوب وما دام المدنيون.. يتعرضون للموت.. والتعذيب.. والتشريد.. والجوع والمرض.. فهناك فهم بدأ يترسخ في عقل المجتمع الدولي بأن الحرب الدائرة هي حرب قبلية بين الدينكا والنوير.. هناك توستي و«هوتو» علماً بأن هذا الفهم خاطئ وغير صحيح.. هناك صراع سياسي.. بدليل أن الطرفين.. من حزب واحد وإن تعصبت القبيلة لطرف، لكن هناك «نوير» في صف سلفا كير «الدينكاوي» وهناك دينكا في صفوف مشار «النويراوي».. فالصراع حول السلطة واختلاف في الرؤى خلاف قديم.. يرجع إلى ما قبل الانفصال.. فالرئيس سلفا كان في جناح قرنق.. ومشار قائد مجموعة الناصر التي خرجت من الحركة الشعبية ووقعت اتقافية الخرطوم للسلام.. فالمهم.. أن الدولة الوليدة لا محالة ستصبح تحت الحماية الدولية إن لم يعد صوت العقل للأطراف المتحاربة.. وأظن أن الرئيس سلفا كير بقراره لوزير العدل بالإسراع في تقديم المعتقلين للمحاكمة إزالة لحجر كبير كان يعترض مسار التفاوض.. وبهذا القرار حفظ سلفا كير للحكومة ماء وجهها وسلك الإجراء المؤسسي الصحيح .. وفي ذات الوقت فتح نافذة للحوار.. وبقي أن تتقدم مجموعة مشار تجاه التفاوض والحوار وأن تلقي البندقية أرضاً حتى لا يكون أصحاب القبعات الزرقاء هم الجيش الذي يحمي تراب الجنوب.. وإنسانه.. فلا شيء أمام الطرفين غير وقف الحرب لأجل شعب الجنوب الواقع بين سندان «الحرب» ومطرقة «الفقر».