رغم أن مصادر بمقر مفاوضات طرفي الصراع بدولة جنوب السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أكدت حدوث انفراج كبير، وتوقعات بأن الطرفين ربما وقعا مساء أمس «الخميس» اتفاق الهدنة بعد تلقي المتمردين ضمانات بالإفراج عن المعتقلين وأن باقان أموم ودينق ألور وكوستا مانيبي سيقودون المرحلة المقبلة من المفاوضات، لكن لا يزال الخوف من خرق الهدنة هو سيد الموقف، حيث اندلعت المعارك بجنوب السودان بنحو غير مسبوق في بانتيو عاصمة ولاية الوحدة، كما انسحبت القوات الحكومية لمنطقة ربكونا التي يفصل بينها وبانتيو كوبري ربكونا، وفيما يلي تفاصيل الأحداث يوم أمس بدولة جنوب السودان: البرلمان ينظر من المقرر أن يعقد برلمان دولة جنوب السودان القومي جلسة خاصة يوم الإثنين القادم لبحث إعلان الطوارئ الذي أصدره رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت. فرار السودانيين فر أكثر من «500» تاجر سوداني من ولاية الوحدة بدولة جنوب السودان أمس الأول الأربعاء حيث وصلوا إلى مدينة واو بولاية غرب بحر الغزال للبحث عن ملجأ بعد فرارهم من العنف في مدينة بانتيو، بعد اندلاع معارك بين قوات سلفا كير مع قوات مشار، ويقول خليل إبراهيم حسن بأنهم تعرضوا لهجوم خلال عملية فرارهم من بانتيو من قبل المتمردين كما أن بعضهم تم اختطافه، وقال التجار إنهم فقدوا جميع أوراقهم ووثائق السفر الخاصة بهم. الرنك تستقبل الآلاف استقبلت مدينة الرنك الحدودية بولاية أعالي النيل آلاف الفارين من مدينة ملكال حاضرة ولاية أعالي النيل والمناطق المجاورة لها جراء الاشتباكات التي وقعت بمقاطعات متفرقة بأعالي النيل في الأسبوع الثاني من انفجار الأوضاع بدولة جنوب السودان نتيجة للصراعات الدائرة بين الجيش الشعبي بجنوب السودان والقوات الموالية لنائب الرئيس السابق رياك مشار والتي امتدت إلى حاضرة ولاية أعالي النيل ملكال بعد هدوء لم يستمر طويلاً قبل أن تتجدد الاشتباكات منذ الأول من أمس بمناطق باليت ودوليب وسرعان ما انتقل إلى ملكال وسط ادعاء من أطراف الصراع بالسيطرة على ملكال، حيث أوضح عدد من الشهود بمدينة الرنك الحدودية مع ولاية النيل الأبيض السودانية أن الآلاف استقبلتهم مدينة الرنك وما زالت تستقبلهم يومياً بينهم سودانيون جراء الأحداث في ملكال منهم من عبر إلى ولاية النيل الأبيض السودانية، وأضاف الشهود أن تجدد الاشتباكات أمس الأول دفع المئات إلى الهرب من ملكال بينهم أطفال ونساء على الأقدام بعضهم تقطعت بهم السبل في الطرقات، حيث أكد الشهود الذين تحدثوا لراديو «تمازج» أن الفارين أفادوا أن هنالك العشرات تقطعت بهم السبل وهم على الأقدام في الطريق المؤدي إلى الرنك، هذا إلى جانب ارتفاع أعداد المحتمين بمقر البعثة بملكال. نازحو جونقلي كشف مدير مفوضية الإغاثة والتعمير بولاية جونقلي قابريال دينق أجاك عن أن عدد الفارين من جونقلي إلى ولاية البحيرات بمقاطعة أويريال بلغ «132» ألفاً ومائتين وسبعة وتسعين شخصاً قدموا من عدة مناطق بولاية جونقلي نتيجة للحرب الدائرة هناك، وذكر أجاك أن معظم الفارين قدموا من مقاطعات بور وتويج الشرقية ومقاطعة دووك بولاية جونقلي، مشيراً إلى النازحين بدأوا يتلقون المساعدات العينية و الغذائية من مفوضية الإغاثة والتعمير بجنوب السودان بجانب منظمات أوكسفام والصليب الأحمر الدولي ومنظمة برنامج الغذاء العالمي التابعة للأمم المتحدة ومنظمة أطباء بلا حدود السويدية التي تتبنى مسألة تنقية المياه والصحة. يوغندا تنضم قال الجيش اليوغندى إن قواته انضمت إلى جيش جنوب السودان فى حربه ضد تمرد فى أحدث دولة بالعالم. وقال الناطق العسكرى الليفتنانت كولونيل بادى أناكوندا، إن القوات اليوغندية تساعد في طرد المتمردين من بور وهي بلدة إستراتيجية بالقرب من العاصمة جوبا شهدت بعضا من أشرس الاشتباكات منذ اندلعت أعمال العنف فى جنوب السودان منتصف شهر ديسمبر الماضي. وكان مسئولون يوغنديون قد نفوا فى السابق انضمام قواتهم إلى القتال، قائلين إن القوات اليوغندية انتشرت فى جنوب السودان بالأساس لتيسير إجلاء المدنيين، ومن شأن مشاركة جيش أجنبي في الصراع في جنوب السودان أن يصعد من أزمة انبثقت عن صراع على السلطة بين الرئيس سلفا كير ورياك مشار نائب الرئيس السابق الهارب الذي يقود قوات التمرد. مجازر إثنية نددت منظمة هيومان رايتس ووتش، أمس بمجازر تتم على أساس إثني محض، وذلك في تقرير حول جنوب السودان قالت فيه إن جرائم مذهلة ارتكبت ضد مدنيين فقط، بسبب انتمائهم الإثني. وتحدثت المنظمة عن مجازر معممة بينها مجازر 16 ديسمبر في جوبا العاصمة، حيث قتل ما بين 200 و300 رجل بأيدي قوات الأمن الحكومية، التي أطلقت بشكل منهجي النار على أفراد من قبائل النوير بعد محاصرتهم في مبنى. كما جمعت المنظمة غير الحكومية معطيات حول استهداف وقتل مدنيين من إثنية الدينكا بأيدي قوات المعارضة في مناطق أخرى من البلاد. وتحدثت معلومات أخرى عن عمليات قتل استهدفت أكراداً بسبب انتمائهم، بينهم أطفال. وقال شخص يعمل بناءً في العاصمة جوبا، ويبلغ من العمر 42 عاماً لقد أخرجوا «5» من جيراني، وقتلوهم في الشارع، موردا عمليات قتل وقعت في بداية النزاع. وتحدثت هيومان رايتس ووتش عن احتمال حدوث جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ودعت إلى إجراء تحقيق دولي. رصاصات تحذيرية قال متحدث باسم الأممالمتحدة إن قوات حفظ السلام الدولية أطلقت رصاصات تحذيرية لإبعاد مسلحين عن قاعدة للأمم المتحدة في جنوب السودان بعدما أصابت أعيرة نارية المجمع مما أدى إلى مقتل مدني واحد على الأقل وإصابة عشرات كانوا يحتمون بالمكان. وقال المتحدث مارتين نيسيركى إن الواقعة حدثت أمس فى قاعدة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة فى ملكال وهى نقطة عبور رئيسة والمركز الإداري لولاية أعالي النيل. وأضاف قتلت أعيرة نارية مدنيا كان يحتمي بقاعدة الأممالمتحدة في ملكال بولاية أعالي النيل بعدما أصابت الأعيرة قاعدة الأممالمتحدة هناك أمس. ومضى قائلاً أصيب عشرات المدنيين ومسئول عسكري بالأممالمتحدة بطلقات نارية داخل القاعدة أمس وتلقوا الرعاية الطبية. وتابع: البعثة قالت إن قوات حفظ السلام أطلقت عدة أعيرة لمنع أي شخص يشارك في القتال من الاقتراب بشدة من قاعدتها وذلك لكي تحمي المدنيين. وقال نيسيركى أمس إن قوات حفظ السلام الدولية تحمى أكثر من 65 ألف مدني يحتمون بقواعد الأممالمتحدة في أنحاء البلاد. وأضاف قالت البعثة ان القتال توقف في ملكال لكن الوضع لا يزال غير مستقر. وتابع لا يزال بالإمكان سماع إطلاق نار متقطع من على مسافة من قاعدة الأممالمتحدة التي تحمى الآن نحو 20 ألف مدنى. ومضى يقول لا تزال البعثة تتحدث أيضا عن انفجارات مدوية وإطلاق نار فى محيط قاعدتها فى بور حيث تحمى 9000 مدنى داخل قاعدة الأممالمتحدة. محيط الأممالمتحدة أعلنت الأممالمتحدة، أن معارك فى محيط مخيم للأمم المتحدة فى مدينة ملكال شمال شرق جنوب السودان، أسفرت عن سقوط قتيل هو فتى، وعشرات الجرحى بينهم ضابط فى القوة الدولية. وأوضح المتحدث باسم المنظمة الدولية، مارتن نيسيركى، أن الضحايا أصيبوا برصاص طائش سقط في محيط المخيم. وأطلقت عناصر القوة الدولية عيارات نارية في الهواء مرارًا لردع المقاتلين من الاقتراب من المخيم. ونقل الجرحى لتلقي العلاج داخل المخيم الذي يأوي 20 ألف شخص يقوم بحمايتهم ألف جندى من الأممالمتحدة و110 شرطيين. ولجأ 600 مدني أيضًا إلى مخيم بنتيو «ولاية الوحدة» وتسعة آلاف إلى بور. وقال نيسيركى، إن بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان أعلنت أن المعارك توقفت في ملكال، لكن الوضع يبقى غامضا. وقالت البعثة، إنه لا تزال تسمع عيارات نارية متقطعة على مسافة من قاعدة الأممالمتحدة. تقرير دولي يعترف ذكر أحدث تقرير لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا أوتشا أن أزمة جنوب السودان تتفاقم حيث يقدر عدد النازحين بنحو 413 ألف شخص داخل البلاد منذ 15 ديسمبر في حين سعى نحو 74 ألف شخص إلى اللجوء إلى الدول المجاورة من بينهم 10 آلاف شخص إلى السودان.. ومن المتوقع أن تتزايد أعدادهم، حيث يعبر ما بين 4 إلى 5 آلاف شخص يوميا إلى يوغندا. وأضاف التقرير أن حوالى 66.500 ألف شخص يتخذون من قواعد الأممالمتحدة مأوى وتعد أكبر زيادة لأعدادهم في ملكال بولاية أعالي النيل، حيث وصل الآلاف من المدنيين إلى قاعدة الأممالمتحدة يومي 12 و13 يناير، مشيرا إلى تقديم وكالات الإغاثة الإنسانية المساعدات لنحو 200 ألف شخص متأثرا بالنزاع. وأفاد أن هناك الحاجة إلى 105 ملايين دولار للاستيفاء بالاحتياجات الفورية نتيجة للصراع الدائر بين قوات الرئيس سيلفا كير والقوات الموالية لنائبه السابق ريك مشار، مؤكدا أن الوضع الأمني المائع في العديد من المناطق بجنوب السودان يعيق العمليات الإنسانية حيث لا تقدر وكالات الإغاثة على الانتشار في كل المناطق، بينما هناك بعض المنظمات مترددة في إرسال موظفيها إلى المناطق. وقال التقرير إنه ما زال توصيل المساعدات الغذائية للنازحين المتأثرين من النزاع محدودا وهناك حاجة إلى توزيع الإمدادات الغذائية الأساسية خاصة في بور وبانتيو، حيث يحاول برنامج الأغذية العالمي الاستمرار في توصيل الأنشطة المنقذة للحياة للفئات الأكثر عرضة للخطر خاصة اللاجئين في ولايات الوحدة وأعالي النيل والمتأثرين في منطقة النزاع فى أبيي. المصابون بطلق ناري عالجت منظمة أطباء بلا حدود أكثر من مائة شخص أصيبوا بأعيرة نارية جنوب السودان، ما يعكس مدى العنف الذى تشهده البلاد. وأفادت المنظمة، أنها عالجت 116 مصابًا، خلال المعارك التى اندلعت مؤخرًا فى ملكال، عاصمة أعالى النيل، وهى إحدى الولايات الغنية بالنفط فى جنوب السودان.وقال رافاييل جورجيو، المسئول بالمنظمة، إن القتال يحد من قدرة المنظمة على الوصول إلى النازحين الذين فروا من الصراع. وأبدت المنظمة قلقها بشأن الأوضاع المعيشية لمئات الآلاف من المشردين بمختلف أرجاء البلاد. مقتل أمريكان أعلنت الولاياتالمتحدة، أنها تحقق فى مقتل اثنين من مواطنيها فى دولة جنوب السودان الذى يشهد معارك طاحنة بين القوات الحكومية ومتمردين، مجددة دعوتها للمعسكرين إلى وقف إطلاق النار. وقالت ليندا توماس- غرينفيلد مساعدة وزير الخارجية الأمريكى للشئون الأفريقية خلال جلسة للجنة الشئون الخارجية فى مجلس النواب، إن الولاياتالمتحدة أجلت من جنوب السودان 450 من مواطنيها، ودعت البقية الذين يتراوح عددهم بين 200 و300 أمريكى لمغادرة هذا البلد.وأضافت الدبلوماسية الأمريكية أن الأمريكيين اللذين قتلا من أصل سودانى، مشيرة إلى أن السلطات الأمريكية لا تزال تحقق فى ظروف مقتلهما. من جهته أكد مسئول أمريكى آخر، طالبا عدم ذكر اسمه، أن الأمريكيين لم يقتلا بسبب جنسيتهما، ومنذ منتصف ديسمبر تشهد مناطق عدة من جنوب السودان معارك طاحنة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس سالفا كير ومسلحين موالين لنائبه السابق رياك مشار، وخلفت هذه المعارك ما بين ألف وعشرة آلاف قتيل، تبعًا لاختلاف التقديرات، إضافة إلى مئات الآلاف من النازحين. قلق المشرعين عبر المشرعون الأمريكيون عن قلقهم من العنف فى جنوب السودان وتساءلوا عما إذا كان من المنطقى أن تواصل واشنطن إرسال مساعدات بمئات الملايين من الدولارات إلى هذه الديمقراطية الناشئة. وآثار القتال على مدى أربعة أسابيع والذى جرى على أساس عرقى القلق فى واشنطن من احتمال تحول الصراع إلى حرب أهلية شاملة. ووصف النائب إد رويس رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكى القتال الأخير فى جنوب السودان بأنه يثير الحنق وألقى باللوم فيه على عدم استعداد زعماء جنوب السودان لبناء دولة تشمل الجميع. وقال النائب الجمهورى فى جلسة بشأن الاضطرابات يبدو أن التهديد الأكبر لجنوب السودان بعد الاستقلال هو جنوب السودان نفسه. وعقدت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جلسة مماثلة قال خلالها مشرعون أيضا إن جنوب السودان يمكن أن يخسر المساعدات الأمريكية إذا لم تكف الحكومة والمتمردون عن العنف. وقدر مساعدون بالكونغرس المساعدات الأمريكيةلجنوب السودان بمبلغ 600 مليون دولار سنويا. ويشكك الجمهوريون الذين يهيمنون على أغلبية مقاعد مجلس النواب والديمقراطيون الذين يهيمنون على مجلس الشيوخ فى جدوى هذا الدعم حاليا. وقال النائب الديمقراطى جوان فارغاس بدأنا نسمع المزيد والمزيد فى أحيائنا بأننا بذلنا الكثير من الوقت والانتباه والمال فى هذا الوضع، والنتائج تبدو مروعة. وقال النائب الديمقراطى تيد يوهو إن من الأفضل لواشنطن أن تحذو حذو الصين التى لا تقدم تبرعات لجنوب السودان كما تفعل الولاياتالمتحدة، ولكنها رغم ذلك أكبر شريك تجارى للدولة وتملك حصصا كبيرة فى قطاع النفط هناك. وقال مسئولون أمريكيون إن إدارة الرئيس باراك أوباما تمارس ضغوطا على الطرفين وعلى جيران جنوب السودان للتوصل إلى حل سلمي للصراع.