مساعدة الرجل لزوجته دليل على المودة والتفاهم مع أن البعض يراها منقصة في حق الرجل، ولنا في رسول الله أسوة حسنة حيث كان يخدم أهله في داره ويساعد في إعداد الطعام ويقوم بطحن القمح مع خادمه ويصنع منه عجينًا. ولكن بعض الأزواج يترفعون عن دخول المطابخ ومشاركة زوجاتهن ويرون أن المطبخ شأن نسوي بحت، مع أنه ومع كثرة ضغوطات الحياة وجدت المرأة نفسها مجبرة على الخروج للعمل وكثيرًا ما قد تأتي إلى المنزل بمعية زوجها أو قبله بقليل مما يتطلب منه مد يد العون لها.. «الملف الاجتماعي» قام بإجراء استطلاع وسط النساء ليجبن عن السؤال «ماذا يعرف زوجك عن المطبخ؟» بداية استطلاعنا التقينا الأستاذة سوسن أستاذة بمرحلة الأساس بمحلية كرري حيث قالت في إفادتها لنا: زوجي كثيرًا ما يساعدني في أعمال المطبخ ولكن دخوله للمطبخ مشروط بعدم وجود «حد غريب» لأنه وحسب رأيه الشخصي أن دخول المطبخ للرجل في ثقافتنا الشرقية يعتبر نوعًا من «هرشة» الزوجة لزوجها. مع أنني أكثر ما أكون في حاجة لمساعدته عندما نكون «مضيوفين»، إذا كان الضيوف أخبرونا مسبقًا بمجيئهم إلينا يساعدني زوجي قدر المستطاع لكن إذا جاء الضيوف على حين غرة «بشيل شيلتي براي». «مخير الله»! هكذا ابتدرت «ن» حديثها، ثم أضافت بلهجة قوية: زوجي لا يعرف حتى موقع «كفتيرة الشاي» في المطبخ! وعندما أطلب منه طلبًا بسيطًا كأن يعد لنا قهوة مثلا يكون رده دائمًا «عليك الله تعالي لبسيني طرحة!». وكثيرًا ما أذكر له أحاديث عن سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام كيف أنه كان يساعد أهل بيته يرد بسرعة «داك الرسول!» وكأن مساعدته عليه الصلاة والسلام لأهل بيته شأن يخصه مع أنه ورد في القرآن الكريم أن لنا في رسول الله أسوة حسنة. سهير عبد الباقي سطالبة بالمستوى الرابع جامعة السودان» وهي متزوجة حديثًا قالت: مشاركة زوجي لي ومعرفته بتفاصيل المطبخ وما يدور فيه يشيع جوًا من المودة بيننا، فبحكم دراستي وعمل زوجي في أحايين كثيرًا ما نصل إلى منزلنا في آن واحد. فأقوم أنا بتجهيز الوجبة الرئيسية بينما يقوم زوجي بأعمال بسيطة كتقطيع السلطة وغسل الأطباق أحيانًا أو القيام «بتحمير» بعض المعجنات واللحوم ولكنها تجد صدىً عميقًا في نفسي. وعندما أحكي مع صديقاتي عن مساعدة زوجي لي يستغربن كثيرًا بل وبعضهن يتمنين أن يكون لهن أزواج من شاكلة زوجي وعبركم أرسل لك كل الاحترام والود. وكان لرقية رأي مغاير عن رأي «ن» حيث قالت في إفادتها: إنها لا تحبذ دخول زوجها المطبخ لسببين أولهما أنها لا تحب أن يراها زوجها وروائح الثوم والبصل تفوح منها، والسبب الثاني أن زوجها غير مرتب بالمرة خاصة في المطبخ، فعندما يقوم بإعداد كوب من الشاي لنفسه ينقلب المطبخ رأسا على عقب» وكأن وليمة طُبخت فيه، لذا أفضل أن يكون زوجي بعيدًا كل البعد عن مطبخي ولا يعرف عنه شيئًا. «رنا أسامة» أجابت عنن تساؤلنا قائلة: زوجي لا يساعدني ولا يعرف شيئًا عن المطبخ إلا في حالات خاصة كظروف الحمل والولادة أو المرض، أما ما دون ذلك فهو «يخلف رجلاً على رجل» ويتأمَّر ويشتهي أصنافًا من الطعام قد تكون متعبة جدًا في إعدادها مثلاً حين يطلب مني عمل «خدرة طبيخ» لا يكلف نفسه عناء حتى «توريقها» معي مع أنه دائم الطلب لها. رأي علم الاجتماع.. الأستاذة بدرية الأمين بكالوريس علم اجتماع قالت في إفادتها لنا في هذا الموضوع: ظروف الحياة أجبرت الكثير من النساء على الخروج للعمل بجانب دورها لأن تكون ست بيت وطباخة، إضافة إلى ذلك يجب أن تحافظ على منزلها نظيفًا ومرتبًا. فكيف لها أن تقوم بكل ذلك دون مساعدة زوجها؟، فلدى بعض الرجال قناعة تعود لتربيتهم وإلى التقاليد الاجتماعية مفادها أن أعمال المطبخ تحديدًا اختصاص حصري على النساء وهذه بالطبع ليست قاعدة ثابتة فكثير من الطهاة العالميين هم من الرجال. وهنالك دراسة أُجريت أخيرًا بجامعة أمريكية تؤكد أن مشاركة الرجال لزوجاتهم في الأعمال المنزلية عامل أساسي في خلق وتحسين جو الألفة، وقال أحد معدي تلك الدراسة: كلما شارك الرجل في الأعمال المنزلية يزداد شعور النساء بالرضا وتتوطد العلاقات العائلية. ولعل المثل والقدوة الحسنة لنا كمسلمين في نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فكان يشارك أهله أعباء المنزل إذ كان يرتق ثوبه وينظف بيته ويعين أهله في كل أمورهم على الرغم من أن لديه عددًا من الزوجات يتسارعن ويتبارين في خدمته. لكن أراد عليه الصلاة والسلام أن يرسل رسالة للرجال من خلال فعله وطريقة تعامله مع نسائه. ولكن بالمقابل هنالك نسوة يعتبرن أن المنزل هو مملكة المرأة الخاصة وبالذات المطبخ ولا يرغبن في تدخل أزواجهن.