يشير العديد من الخبراء إلى أن أهم ما يقاس به تقدم الأمم والشعوب هو مدى اهتمام الدولة بالعملية التعليمية فيها، ولذلك لم تتقدم الدول العظمى إلا عندما توجهت نحو الاهتمام بمكونات العملية التعليمية من حيث «الكادر البشري والتدريب وغيرها»، ولا تأتي هذه المكونات إلا إذا وُضعت لها الأموال المناسبة في ميزانية الدولة السنوية، ولكن الملاحظ لدينا في الدولة السودانية أن أقل الأموال المرصودة في ميزانية الدولة هي من نصيب «وزارتي التعليم والصحة»، ليأتي الجهد الشعبي ليكون مكملاً لما انتقص من ميزانية العام لهاتين الوزارتين، وبالولاية الشمالية نجد رغم الاجتهاد من قبل الجانب الرسمي بالعملية التعليمية من حيث إكمال النقص في الكوادر وتوفير الكتاب المدرسي والإجلاس إلا أن ذلك لم يكن كافياً لتنعم كل محليات الولاية بنسبة مائة بالمائة بهذه المعينات، ومما يحمد له هو تكاتف الجهد الشعبي لإكمال ما انتقص من الجانب الحكومي يظهر ذلك في التزام العديد من الرأسمالية من أبناء الولاية بصيانة بعض المدارس بكاملها على نفقتهم الخاصة وكذلك مد العديد من المدارس بمعينات العملية التعليمية.. إلى ذلك فقد نظمت لجنة تطوير مدارس غرب السكوت بمحلية حلفا وبوحدة عبري الإدارية بالولاية الشمالية نظمت احتفالاً قدمت من خلاله الدعم والمعينات المدرسية لمدارس غرب السكوت المتمثلة في مدارس «نلوتي حميد أبوراقة قبة سليم نلوه» وتمثل الدعم في «أدوات مدرسية مواد غذائية أدوية للإسعافات الأولية صيانة المدارس وغيرها» كما اشتمل الاحتفال على تكريم المدارس والمعاشيين بالمنطقة. وأوضح ممثل المنطقة أن مدرسة «نلوتي» ما زالت تحتاج إلى عملية ترميم السور الخارجي والاهتمام بالبيئة الداخلية شاكراً جهود لجنة التطوير التي قدمت الكثير للمدرسة، من جانبه أوضح ممثل لجنة التطوير محمود شلبي أن اللجنة تهدف من خلال هذه البرامج إلي وقف نزيف التسرب الدراسي بين الأطفال بالمدارس والتي وصفها بالتعبير السائد هناك «أن مدارس السكوت جامعتها عند السنة الرابعة أساس» ما طالب الجهات المسؤولة بالاهتمام بمستشفى «قبة سليم» الذي ينقصه الكادر والمعينات كما طالب بإنشاء الطرق الفرعية، بينما أوضح ممثل المناطق الخمس كمال محمد مختار أن سبب التسرب الدراسي يرجع إلى ضيق ذات اليد الذي لا يمكن أولياء الأمور من دفع تكاليف التعليم لأكثر من ثلاثة أبناء في المراحل التعليمية، فيما أشار مدير تعليم الأساس بوحدة عبري الإدارية الأستاذ/ سليم دهب إلى أن المحاولات جارية لتحسين الوجبة المقدمة لطلاب الداخليات، مطالباً الجميع بالتكاتف ووحده الصف إلى ذلك وفي الاستطلاع الذي أجرته «الإنتباهة» مع عدد من مديري المدارس بهذه المناطق أوضح الأستاذ/ عبد الله علي مصطفى مدير تجميع مدارس «قبة سليم» أن المدرسة تحتاج إلى دعم أكبر في «الأدوات المدرسية والكتاب المدرسي والبيئة المدرسية بالإضافة إلى المواد الغذائية لطلاب الداخليات، بالإضافة إلى دعم ميز وسكن المعلمين الذي يحتاج إلى صيانة عاجلة، من جانبه أوضح مدير مدرسة «أبو راقة» الأستاذ/ عبد الله محمد عمر أن ما تعاني منه المدرسة هو الانهيار المتكرر لمباني المدرسة وأضاف«انهارت المدرسة تماما في المرة الأولى بسبب الزحف الصحراوي ثم انهارت للمرة الثانية بسبب السيول والأمطار، مضيفاً أن الصيانة بالمدرسة حالياً تمت بنسبة «50%» مطالباً الجهات الحكومية بإكمال عملية الصيانة المتبقية ودعم المدرسة بالإجلاس والكتاب المدرسي وإيجاد وسيلة حركة للتلاميذ لبعد المدرسة عن مساكنهم،,فيما أوضحت الأستاذة/ فاطمة موسى مديرة مدرسة «حميد» أن ما تعانيه منه كمديرة هو قطعها لمسافة «2» كيلو على الأقدام لتصل لمقر المدرسة رغم معاناتها من آلام «الغضروف» مطالبة بتوفير وسيلة حركة لتعينها على أداء رسالتها على الوجه الأكمل، فيما أشارت إلى عدم وجود مشكلات تذكر بمدرستها من جانبها أوضحت الاستاذة/ زهرة محمد عثمان مديرة مدرسة «نلوتي» أن من أهم المشكلات التي تواجه المدرسة هو النقص في الكتاب المدرسي بالإضافة إلى عدم اهتمام أولياء الأمور بمتابعة التلاميذ في المنازل، من جانبه استنكر الأستاذ/محمد متولي عدم اهتمام مجالس الآباء بمدرسة التجميع والاكتفاء بالمدارس قبل التجميع مطالبا بتغيير هذا المفهوم. ويرى مدير عام التعليم بمرحلة الأساس بوزارة التربية بالشمالية الأستاذ/ محمد أحمد حسين أن تضامن الجهد الشعبي مع الرسمي يؤدي إلى تكامل العملية التعليمية مشيداً بجهود لجنة تطوير مدارس غرب السكوت لما يبذلونه من جهود معلنا تبرع وزارة التربية بعدد«خمس كراتين طباشير وخمس كراتين كراسات» لمدارس المنطقة,إلى ذلك فقد أعلن معتمد محلية حلفا بالشمالية عبد الهادي جبارة عن مجانية التعليم بوحدة عبري الإدارية منذ العام الدراسي القادم وأضاف«إننا لا نستطيع رفض الرسوم المقررة من الولاية في التعليم لكننا نعلن من هنا تجميدها من العام القادم» مشيرا إلى أن أي طالب في الداخلية لن يدفع ولا مليما واحدة موضحا أن هذا ليس للاستهلاك السياسي وأنه بكامل وعيه فيما يقوله بحسب تعبيره، وأردف ذلك بالقسم المغلظ انه لن يتراجع عن ما اعلنه من بشريات)كما وعد معتمد حلفا بإكمال الطرق الداخلية بالضفه الغربية ومد خطوط الكهرباء وإصلاح محطة المياه وإنشاء المركز الصحي بالوحدة) كما قدم المعتمد دعما نقديا للأندية والخلاوي ودور المرأة بالضفة بلغ «سبعة عشر الف جنيه» ,فيما تبرع عضو المجلس الوطني عن دائرة حلفا عصام ميرغني بمبلغ «سبعة وعشرين الف جنيه» موزعة على محطة المياه ودور المرأة والمدارس الخمس والدعم الاجتماعي للأفراد)وأشاد المواطنون بغرب السكوت بجهود لجنة تطوير المدارس لما يقدمونه من دعم لهذه المدارس). عموما نشير الى أن متوسط عدد التلاميذ بالمدرسة الواحدة من الصف الأول إلى السادس بمدارس غرب السكوت يبلغ(66) تلميذا وتلميذة بمعدل ستة تلاميذ للفصل الواحد فيما يبلغ عدد تلاميذ مدارسه التجميع «بقبة سليم» من الصف السادس الى الثامن (96) تلميذاً وتلميذة.