٭ لكل شيء إذا ما تمّ نقصان.. فلا شيء على هذا الكوكب الذي نعيش فيه في حالة صلابة.. وجمود.. بل هو في حالة (سيولة) فالهيئة العربية للاستثمار لما أدخلتها شركة أقدي في نفق (الفشل) أدارت ظهرها.. وخرجت منذ عامين.. فشركة أقدي التي حسب العقد تملك (219) ألف فدان في ولاية النيل الأزرق كانت في يوم (ما) من حصة (الزراعة الآلية) فهذه الشركة التي على يديها هذه المساحة.. عجزت عن استغلال هذه المساحات.. بل دخلت في مديونية.. حسب معلوماتنا.. قد بلغت (139) مليوناً.. أي أنها شركة خاسرة.. مثلها ومثل شركات القطاع العام الخاسرة.. التي تخلصت منها الدولة.. أي أنها أصبحت مؤهلة (للخصخصة).. ولكن الشركة حاولت ترقيع ثوبها البالي.. بمحاولات عدة.. لتخرج من النفق المظلم فما قدرت فعملت على إيجار الأرض.. (إيجار باطن).. وإدخال مستثمرين أجانب.. (الشركة البرازيلية) ولكن (يا بدر لا رحنا ولا جينا) فهذا الموسم الزراعي.. بلغت المساحة المزروعة للشركة حوالى (38) ألف فدان.. من المساحة المستهدفة في خطتها الزراعية للموسم (99) ألف فدان.. وبررت تقلص مساحاتها بالأمطار فالمحصلة الإنتاجية في الذرة (22) ألف جوال.. أي بمتوسط (2) جوال للفدان في الوقت الذي بلغ فيه إنتاج بعض المزارعين في نفس المساحات (10) جوالات.. وفي زهرة الشمس أقل من (2) جوال.. إنتاجية ضعيفة.. وأما الشركة البرازيلية فليست بأحسن حال من الشركة (المالكة) عفواً المحتكرة للأرض.. فالشركة البرازيلية كانت كانت حصتها (100) ألف فدان.. من المساحة المخصصة لأقدي. ٭ وأما القطن المحور.. فحدث ولا حرج.. فبكل المقاييس هناك خسارة كبيرة على (الوطن) بأن هذه الشركة غير قادرة على استغلال هذه المساحة الكبيرة.. وخسارة على الهيئة (الأم) التي خرجت الشركة من بطنها.. فالعقد يعطي الشركة (30) عاماً.. لكن كما يبدو أنها أعوام خسارة.. أعوام تعطل وطننا من أن يكون سلة غذاء العالم العربي.. ناهيك عن العالم أجمع.. فشركة خاسرة.. وأراضي (بور) غير مستغلة.. فحال أراضي أخرى (كالهرة التي حبست.. لا هي أطعموها.. ولا هي أطلقوها تأكل من خشاش الأرض).. فالشركة المصابة بتجلط شرايين.. لم تدخل تطوراً في الزراعة.. غير تجربة الزراعة (بدون حرث).. وحتى هذه التجربة تراجعت.. والدليل ضعف الإنتاجية التي ذكرناها فالشركة لم تحدث تغييراً يذكر في رفع الإنتاجية.. ولم تقدم جديداً لمزارعي المنطقة.. ولا خدمات في المنطقة إلا نزر يسير ليس بسنوات المدة التي قضتها في المنطقة والشركة البرازيلية تملك آليات.. بينما شركة أقدي (عمدة بلا أطيان) وهنا نقف لنسأل.. ما دام هذه الشركة خاسرة وعاجزة لماذا لا تُصفى؟؟.. أظن من حق الهيئة العربية تصفية هذه الشركة المتعلقة بأكتافها وبما أن هناك قانوناً جديداً للاستثمار فأظن أنه توجب أن تغادر هذه الشركة أراضي أقدي لتفسح المجال.. لمستثمرين قادرين.. مستثمرين وطنيين أو أجانب.. وأن تمنح الولاية مساحات من أراضي الشركة.. لتوزيعها لمستثمرين.. حتى تزيد من إيراداتها.. فالمساحات التي منحت للولاية متواضعة وبسيطة. ٭ كما قلت فشركة أقدي.. قد خرجت من مولد الموسم الزراعي بدون حمص.. بينما المزارعون التقليديون.. كان موسمهم هذا العام (خريف أبو السعن جراد وصُرفة) إنتاجية عالية وخير وفير.. فالذي حصل لشركة (كنانة).. في مشروع الرهد يوم أن خسرت (كنانة) وربح المزارعون.. حصل لشركة (أقدي) فشل للشركة.. ونجاح للمزارعين.. فهذا مؤشر إلى أن قاطرتها معطوبة.. و(صواميلها) محلولة.. فحتى لا نحرث في بحر لا ساحل له.. فإن رحيل هذه الشركة ومغادرة أقدي واجب.. تمليه ظروفنا الاقتصادية.. فبلادنا أحوج ما تكون.. للاستثمار الزراعي.. لا إلى شركة تحتكر الأرض.. فالأرض لمن يفلحها.. لا لمن يحتكرها ويستأجرها لآخرين.. لا لمن يملك القدرة المالية والفنية.. فأي فدان لا يُستغل خسارة.. وتدمير للاقتصاد.. وبالجد أن شركة أقدي.. هي مشكلة بحاجة إلى حلول.. فالسكوت عنها جريمة وخطيئة أخلاقية. ٭ وأخيراً.. فالذي يسكت عن الحق.. فإنه شيطان أخرس.. أو كما قال.