طالب القيادي في حزب المؤتمر الشعبي المحبوب عبد السلام، بتنحي الأمين العام للحزب حسن الترابي وعدَّه المسؤول الأول عن حالة الجمود التي يعيشها الحزب بعزوفه عن الدَّعوة للمؤتمر العام وأي مساعٍ لإصلاح الحزب. وقال المحبوب في إحدى مذكراته: «الأعراف السياسية المعاصرة تؤكد أن من اقترف خطأً كبيراً في السياسة ويعترف به، يعمُد رأساً إلى الاعتذار والاعتزال، وهو ما لم يقع عند تأسيس المؤتمر الشعبي رغم اعتراف قادته في ندوات عامة بالأخطاء التي واكبت الحركة منذ تأسيسها». وأشار المحبوب في المذكرة إلى دور الحركة الإسلامية في انقلاب 1989م الذي جاء حينها بالعميد عمر البشير إلى السلطة، والذي اعترف الترابي مرات عديدة بدوره فيه، وأقرَّ بأنه خطأ وقع فيه حزب الجبهة القومية الإسلامية الذي تحول فيما بعد إلى المؤتمر الوطني. وأضاف المحبوب أن استمرار تلك القيادة التالدة أعاق إلى حد كبير مشروع المراجعة الشاملة لسائر كسب الحركة الإسلامية من التأسيس إلى الانقلاب. وراى أن استمرار القيادة كان في منحى آخر أشد خطراً لاستمرار أصول الخطاب القديم. وتطرق المحبوب في مذكرته إلى حاجة الحزب الإسلامي المعارض لتجديد أفكاره وطرح رؤية سياسية جديدة لبناء الدولة الإسلامية تبتكر وسائل جديدة لتحقيقها، خاصة أن التجارب التي مرت بها أحزاب إسلامية أخرى في تركيا وتونس ومصر تزيد اليوم أكثر من أي وقت مضى من الحاجة لمراجعة المنهج الذي يتبعه الحزب. وخلص المحبوب إلى أن شخصنة الخلاف بين الترابي وتلاميذه أصحاب مذكرة العشرة التي قادت إلى عزله من الحزب والزج به في السجن لاحقاً، قادت الترابي لتجميد الحراك الفكري داخل حزبه وتبديل قياداته خوفاً من حدوث تقارب بين الشعبي والوطني، لأنه يرغب في الانتقام منهم. وكان المحبوب قد عبَّر في العام المنصرم عن الحاجة لتوحيد القوى الإسلامية والعمل على تصحيح المسار الحالي للمؤتمر الوطني. ومن جهته رفض نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي عبد الله حسن أحمد، رؤية المحبوب النقدية للترابي، مؤكداً أن الشعبي لا يشعر بأية عقدة ذنب حيال تغيير 1989م حتى يعمد إلى الاعتذار، فالوضع حينها استلزم الانقلاب حسب قوله. ورأى أن سياسة النظام وإخفاقاته لا يمكن أن تحسب على المؤتمر الشعبي حتى وإن تكلست قياداته رافضة أي تغيير. ويضيف أن ربط العمل السياسي بالعمر لا يبدو منطقياً طالما أن السياسي قادر على التفكير والحركة. وقال مستشهداً: «لا يمكن أن نقول إن المهدي يجب أن يتخلى عن الحزب لأنه كبر وشاخ، كذلك حال الترابي والميرغني». ورفض عبد الله تحميل الترابي مسؤولية تأخر عقد المؤتمر العام للحزب لسنوات طويلة، وقال إن العوائق المالية هي التي تمنع التئامه، منوهاً بأن أجهزة الحزب تجتمع بما تيسر من معينات مالية وتتخذ قراراتها دورياً، وربط إجراء أي إصلاح في الحزب بتغيير النظام السياسي الحاكم.