عادت أزمة الخبز إلى السطح مرة أخرى دون معرفة الحقيقة في ظل غياب المعلومات التي تحجبها الشركات العاملة في مجال إنتاج الدقيق، والمعلوم أن البلاد تعتمد في الإمداد على ثلاثة مطاحن رئيسة وقطعاً إذا توقف أي من هذه الشركات سوف يؤدي إلى إحداث خلل وربكة وبالتالي حدوث أزمة في الدقيق بجانب ذلك هنالك عوامل عدة ساهمت في المشكلة كتأخر استيراد الدقيق من خارج البلاد كل هذه الأسباب أدت إلى شح في السلعة بصورة متكررة.. ومن خلال الجولة التي أجرتها «الإنتباهة» داخل أسواق العاصمة أمس لمعرفة الحقيقة كشفت عن غياب في التعامل والشفافية بين أصحاب المخابز وشركات المطاحن المنتجة «سيقا وويتا وسين للغلال»، وشكا أصحاب المخابز من اتحاد المخابز ووصفوه بأنه لا يساهم في معالجة مشكلات المخابز والاهتمام فقط بمصالحهم الشخصية مما أدى ذلك إلى تحكم شركات المطاحن سيطرتها على الوضع العام في السوق، ولكن الاتحاد العام للمخابز عزا المشكلة التي طرأت بالولاية لأسباب إدارية بحتة وأنها الآن تمت السيطرة عليها حسب قول الاتحاد، ولكن نائب الأمين العام لاتحاد أصحاب المخابز عادل ميرغني نفى بشدة وجود أية أزمة أو فجوة في إمدادات القمح وتصنيع الخبز على مستوى المركز أو الولايات، وأرجع ميرغني شح الدقيق في أجزاء متفرقة من محليات ولاية الخرطوم إلى توقف الإنتاج في أحد المطاحن بالولاية البالغ عددها ثمانية مطاحن لأسباب إدارية، وقد تم حلها ابتداءً من الأمس، وكشف أن توزيع المطحن لا يتعدى ال «7%» من جملة الكمية المقررة لسكان الولاية البالغ قدرها «33» ألف جوال زنة «50» كيلو جرام من الدقيق، وقال ل «الإنتباهة» أمس إن المطاحن تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية بجانب أن اتحاد المخابز يسعى لتوفير حصة الخبز على مستوى ولاية الخرطوم وفقاً للأحجام والأوزان المتفق عليها مع سلطات الولاية، ومن خلال الجولة أوضح صاحب مخبز الريان العالمي حسب الرسول إبراهيم حسن أن الفترة الماضية شهد تعطلاً في أحد المصانع الأمر الذي أحدث خللاً ونقصاً في الدقيق، ولفت إلى أن شركات المطاحن أصبحت توزع كوتات ثابتة لأصحاب المخابز تكفي ليوم واحد فقط، وأن التوزيع يتم عبر المراكز الموجودة في وسط الأحياء خوفاً من حدوث فوضى ومشكلات بين الوكلاء والشركات، أما صاحب «مخبز عالية» التاج علي فقد كشف أن هناك أزمة في الدقيق حسب قول وكلاء الشركات، وأضاف أن هذه الأزمة وقعت خلال الأيام الماضية بعدد من المناطق مما أدى إلى تزاحم المواطنين بالمخابز، وانتقد غياب السلطات بالولاية لضبط ومتابعة الوضع الذي يعيشه المواطن، أما صاحب «مخبز الوسام البلدي» عبد الله دفع الله فقد كشف ل «الإنتباهة» أن هنالك غياباً تاماً لاتحاد أصحاب المخابز في تقديم الخدمة ومتابعة وحل المشكلات ولذلك اتجهوا للتعامل مباشرة مع شركات المطاحن التي تتم بصورة غير جيدة نتيجة لغياب دور الاتحاد للسيطرة على انسياب كميات الدقيق الذي يتم توزيعه عبر المراكز الوكلاء، وأرجع الأزمة لتوقف أحد المصانع عن العمل خلال الأيام الماضية، وأشار لقيام شركة سين للغلال بتوزيع كميات كبيرة من الدقيق على مستوى العاصمة والذي ساهم في حل المشكلة مؤكدًا توفير كميات من الدقيق بعد أن عادت شركة ويتا للعمل، كما اشتكى المواطنون من انعدام الخبز على قلته وحملوا أصحاب المخابز والاتحاد والشركات المسؤولية الكاملة لغيابها التام عن توفير الخبز للمواطن بالصورة المطلوبة.