لم تكن ظاهرة تهريب الآثار بالغريبة في المجتمعات العربية، وانما هي عمليات اجرامية قديمة تمارسها فئات معينة وعصابات متخصصة في سرقة آثار البلاد، ومن المؤسف ان يكون ذاك المجرم ينتمي الى الدولة التي قام بتهريب آثارها دون النظر الى دواخله الانتمائية للوطن والخوف على تاريخه، بل كانت الأغراض الربحية أقوى والعرق الإجرامي الذي يسري بدمه أقوى من أن يكون غيوراً على الممتلكات والحضارات القديمة التي تخص بلاده، وتفاقمت ظاهرة تهريب الآثار في الآونة الأخيرة، مما دعا السلطات إلى القيام بجهود اضافية لمراقبة الحدود وطرق العبور المختلفة وتأمين المناطق الأثرية والمتاحف ومناطق التعدين لمكافحته تهريب الآثار التي تعتبر من أكثر أنواع التهريب التي تؤثر على البلاد لما يمكن أن يعرضها إلى حالة اندثار لتاريخها وحضارتها، وانتشرت هذه الظاهرة في السودان نسبة لمساحته الشاسعة وتحده عدة دول ذات قبائل حدودية مشتركة، ولا توجد اية فواصل حدودية بينهما سواء أكانت طبيعية او صناعية، هذا فضلاً عن بوابة البحر الاحمر التي يقدر طولها بحوالى «700» كيلومتر. وهذا النوع يعتبر من أخطر الأنواع إضراراً بأمن البلاد والمواطن، اذ ان قلة الرقابة الحدودية الكاملة وقرب القرى الحدودية لتلك القبائل المشتركة ووعورة الاماكن الحدودية وموروثات التهريب بين بعض القبائل الحدودية، جميعها تعتبر من محفزات الارهاب والاعمال الارهابية بين الدول ودخول الاشخاص والجماعات غير المرغوب وعرضة لتهريب بمختلف انواعه بما فيها الآثار. ودونت الشرطة العديد من البلاغات، وتكمنت من القبض على عدد من عصابات التهريب التي تمارس مختلف الطرق والوسائل في ارتكابها للجريمة. نماذج ضبطيات تهريب الآثار: ومن النماذج التي يمكن طرحها ما قامت به شرطة مكافحة التهريب بولاية نهر النيل من ايقاف متهم قادم من منطقة العبيدية بحوزته آثار، وقال مصدر ل «الإنتباهة» إن الشرطة اشتبهت في المتهم وقامت بتفتيش اغراضه وضبطت بحوزته اشكالاً وأحجاماً مختلفة من التماثيل الأثرية وعشر قطع معدنية عملة سودانية، وعقد من الخيزران، بالإضافة الى قطع حجرية في شكل إنسان، وبدورها اتخذت الشرطة الإجراءات القانونية وتم اقتياد المتهم الى قسم الشرطة، وخلال التحري معه أفاد أن هذه الآثار عثر عليها خلال تنقيبه للذهب بمنطقة العبيدية، وسبق أن تم القبض على أجنبية في مطار الخرطوم ضبط بحوزتها على صحن أثري ذي قيمة تاريخية كبيرة للسودان محاوله تهريه للخارج. تاريخ الآثار: وترجع الاكتشافات الأثرية القديمة الى أساس المعرفة بتاريخ السودان القديم في العصور الحجرية، وما أظهرته الحفريات الأثرية في ما يتعلق بتاريخ السودان منذ حوالى عام 3100 ق. م إلى 2000 ق. م، أى بداية العصر التاريخي في هذه البلاد. كما أن من أهم مصادر تاريخ السودان ما تركه قدماء المصريين في مصر عن السودان، أما عن الفترة التي تمتد من القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن الرابع الميلادي، فتأتي أخبارها من الكتابات التي تركها السودانيون على جدار معابدهم، ومما وُجد من معلومات في الأهرامات التي بناها ملوك نبتة ومروي. ولا سبيل إلى كتابة تاريخ واضح عن السودان ما بين القرن الرابع والرابع عشر الميلاديين باللجوء إلى الآثار للحصول على المعلومات اللازمة من المخلفات الأثرية للديانات والكنائس والمساكن. وبجانب الآثار هنالك عدة كتابات لكُتاب رومان وإغريق وعرب، إلا أن معظمها يعتمد على الإشارة والتلميح. الآثار ملك للدولة: «الآثار لا تقدر بثمن ولا يحق بيعها، وانما قيمتها الحقيقية في الاحتفاظ بها»، هذه العبارة بداية لحديث الباحث في علم التاريخ والآثار البروفيسور عمر الزاكي ل «الإنتباهة»، وقال إن هناك عصابات تخصصت في سرقة الآثار بغرض الكسب المادي دون المعرفة بقيمتها الحقيقية وما تعنيه لتاريخ البلاد، بالاضافة الى ان جهات الاختصاص عملت على حماية الآثار ومواقع التعدين بالولايات، ولكن هذا لا يمنع قيام اللصوص بسرقتها لأن الحماية ليست «مائة بالمائة»، ويمكن للعصابة أن تتحين الفرصة المناسبة للقيام بعملية السرقة، وسبق أن تمت سرقة المتحف القومي، وبعدها تم تشديد الحراسة عليه. وقال ان قانون الآثار ينص في اول بنوده على ان الآثار ملك للدولة، ومنها تأتي التشريعات الاخرى التي تنص على ان كل مواطن وجد قطعة أثرية اثناء عملية التنقيب يجب عليه ألا يحركه من مكانه حتي يبلغ السلطات لفحص المكان ووضعه من ضمن المواقع الاثرية. واضاف الزاكي ان الدولة عملت على تشجيع عملية التسليم وذلك بتعويض المواطن الذي يجد قطعة أثرية من ذهب او فضة او اي نوع من انواع المعادن بمقابل مبلغ مالي بقيمته. وطالب بضرورة رفع وعي المواطن بأهمية الآثار وقيمتها التاريخية للبلاد، لذا يجب المحافظة عليها حتى لا يتم تهريبها للخارج، بالإضافة الى تعريف المواطنين بالتاريخ والحضارة وتأمين جهات الاقاليم والمواقع الاثرية والمتاحف، وقال ان العقوبات موجودة في قانون الآثار، وتناول فيه كل قضايا التهريب خاصة الآثار، الأمر الذي يعرف بأنه طمع في الثراء وعدم الوعي، وان اولئك المجرمين ليس لهم ضمير ولا روح وطنية. وتطرق بروف الزاكي الى ان الكثير من آثار البلاد تم تهريبها الى الدول الاخرى في وقت الاستعمار، وتمت استعادة بعضها بشكل ودي، لافتاً الى ان المتحف القومي بالقاهرة يضم أقدم اللوحات التي تحكي تاريخ السودان. توجيه التهمة لمتهمين ضبطت ذخيرة داخل منزل أحدهما الخرطوم: إخلاص سعدية وجهت محكمة جنايات الخرطوم شمال برئاسة القاضى عادل موسى تهماً تحت المواد«9 - 18 -19 -26 -44» المتعلقة بالأسلحة والذخيرة واستبعدت المواد «5-6» من قانون مكافحة الارهاب فى قضية اثنين من المتهمين ضبطت ذخيرة قوامها «1845» طلقة كلاشنكوف داخل منزل المتهم الاول وقد كشف المبلغ ويتبع الى إحدى الجهات الأمنية أمام المحكمة بداية المتابعة للمتهم الأول الذى وردت معلومة بتعامله فى الأسلحة والذخائر وجاءتنا إفادة بالقبض عليه بمنطقة الشكينيبة وهو يقود عربته البوكس وبموجب أمر التفتيش تحركنا لمنزله فأرشدنا الى مكان الذخيرة التي كانت مخبأة في باطن الأرض داخل أكياس.