نفى مسؤول حكومي رفيع المستوى وجود اتفاق بين دول «الإيقاد» ينص على إرسال قوات مشتركة أو آحادية إلى دولة جنوب السودان، في الوقت الذي بدأ فيه وسطاء «الإيقاد» في التحضير لجولة مباحثات مباشرة جديدة بين طرفي النزاع بدولة جنوب السودان، ففيما أظهرت أوراق شكاوى ومقترحات ومسودات تفاوضية بين الطرفين في أديس أبابا أحداثاً مأساوية وعمليات قتل بشعة إبان الاشتباكات الدائرة بدولة الجنوب، جزمت دولة جنوب السودان بعدم علمها بالأسباب الحقيقية لإلغاء قمة «الإيقاد»، بينما وافق البرلمان الكيني على تبني قرار بإرسال حوالى «5500» جندي إلى جوبا. وكشفت في ذات الأثناء مصادر مطلعة مقتل «740» جندياً يوغندياً في دولة جنوب السودان وإصابة «472» آخرين في الاشتباكات التي تدور مع قوات مشار، في وقت نفت فيه جوبا سيطرة قوات الفريق قديت على مدينة بور من جديد، إلا أن قديت نفسه قال ل «الإنتباهة» أمس إن المدينة تشهد حرباً بدأت قبل ثلاثة أيام، وإن قواته تسيطر على أجزاء واسعة منها، بينما تنحصر قوات الجيش الشعبي بالقرب من مطار المدينة، وأكد في تلك الأثناء الفريق قارويج قاركوث سيطرة قواته على مدينة ملكال، وأضاف قائلاً: «كل ما يقال عن فقدنا السيطرة على ملكال أكاذيب». تضليل واشتراط وفي سياق ذلك أعلن الرئيس سلفا كير ميارديت استعداده للتوقيع على اتفاق وقف العدائيات دون توقيع جناح مشار عليه، لافتاً إلى أن جميع المتورطين في جرائم ضد الإنسانية سيقدمون للعدالة، وعبر سلفا كير في لقاء له أمس مع سفراء بلاده بالخارج عن رفضه مشاركة نائبه السابق في الانتخابات المقبلة، وقال للسفراء الذين تم استدعاؤهم لمقابلة الرئيس بجوبا إن مشار لن يشارك في الانتخابات التي ستجرى في عام 2015م بسبب ضلوعه في قتل المدنيين، وأردف قائلاً: «إن الذين ارتكبوا جرائم قتل المدنيين جرى اعتقالهم، وأنا أرفض مثل هذا السلوك، وأي شخص قام بهذا السلوك على أساس مناصرتي، عليه معرفة أنه سيدمر شخصيتي، ولن أقبل به». واتهم ميارديت دولاً لم يسمها بتضليل الرأي العام العالمي حول الحرب الدائرة، من خلال تصوير الصراع الدائر في بلاده على أنه قائم على أساس إثني بين قبيلتي الدينكا التي ينتمي إليها والنوير التي ينحدر منها مشار، وقال إن التمرد أحدث دماراً بالغاً للمدن الرئيسة في بور وملكال وبانتيو، وكرر استعداده لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين بعد اكتمال الإجراءات القانونية ضدهم والاستماع لتقرير وزير العدل في حكومته. وبالمقابل قللت مجموعة مشار من تصريحات سلفا كير وعدتها استهلاكاً سياسياً، وشددت على أن قواتها مازالت تسيطر على مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل. واتهم المتحدث باسم مجموعة مشار المفاوضة بأديس أبابا يوهانس موسى فوك الرئيس سلفا كير بأنه هو من ارتكب جرائم ضد المدنيين، ويرعى مليشيا خاصة به. موافقة برلمان كينيا وفي سياق متصل كشفت وزيرة الخارجية الكينية عن موافقة برلمان بلادها على إرسال قوة عسكرية قوامها «5500» جندي إلى جنوب السودان لوضع حدٍّ للقتال هناك، وقالت وزيرة الخارجية الكينية أمينة محمد للصحافيين إن مجلس الأمن في منظمة «الإيقاد» كذلك، تبنى قراراً يسمح بإرسال «5500» جندي إلى جنوب السودان. تفاصيل زيارة وفي السياق نفسه قام رئيس هيئة الأركان اليوغندية الجنرال كاتومبا وامالا يرافقه قائد القوات الخاصة اليوغندية العميد موهوزي كاينيرو غابا، قاما بزيارة إلى دولة جنوب السودان، والتقيا رئيس الأركان الجنوبي الجنرال جيمس هوث ماي قبل أن يزورا مدينة بور. محاولة اغتيال أكد نائب رئيس دولة جنوب السودان المعزول الدكتور رياك مشار أنه مصر مع على مواصلة القتال ضد سلفا كير ميارديت، وقال مشار في تصريحات صحفية لصحافيين نقلها حسابه على «تويتر» في مكان بالجنوب لم يكشف عنه، إنه اضطر للتمرد مع جماعته، وأن الأمر سينتهي بخلع سلفا كير من السلطة، مشيراً إلى أنه مع مجموعته المعتقلة في جوبا لم يكن يدور بخلدهم أي تمرد وإنما تقديم طرح سياسي وإجراء إصلاحات في البلاد. وختم مشار تصريحاته بأنه وقواته سوف يسيرون إلى جوبا لإنهاء حكم سلفا كير. وطالب مشار يوغندا بسحب كل قواتها بدعوى أن طائرات مقاتلة يوغندية حاولت قتله، وشكك في حيادية ««الإيقاد»» بوصفها وسيطاً. وفي ذات السياق أشار مشار إلى أنه ليست لديه مشكلة مع كمبالا، لكن تدخل القوات اليوغندية ودعمها لجيش سلفا كير عقد المسألة.