عمليات النهب التى يتعرض لها التجار مراراً وتكراراً بالطرق المؤدية لولايات دارفور وما حولها، كانت بمثابة «البعبع» الذى يخيف أولئك التجار من ذهاب عرق جبينهم أدراج الرياح، وفيهم من خسر حياته جراء هذه الانتهاكات والقرصنة من قبل المتمردين وقطاع الطرق، في وقت أعلن فيه اتحاد عام غرف النقل عن استئناف حركة التجارة بولايات دارفور، وستسير وفقاً للترتيبات والخطط التأمينية التى اتفقت عليها كل الجهات المختصة، وتم تخصيص طائرات لمراقبة الأطواف التجارية المتجهة لدارفور. ويرى بعض التجار أن الخطوة التي اتخذها الاتحاد العام لغرف النقل بثت فى نفوسهم الطمأنينة وشجعت بعض التجار الذين أحجموا عن التبادل التجارى بولايات دارفور لشحذ الهمم لمعاودة التجارة التى ذاقوا من خلالها الأمرين، وقالوا إن تكثيف عمليات المراقبة الجوية للأطواف التجارية المتجهة لدارفور سيزيل الكثير من الخوف، وذلك بتأمين أنفسهم وممتلكاتهم من خلال طائرات المراقبة، وأشار الأمين العام للغرف القومية للواري والدفارات إلى انسياب حركة القوافل التجارية بولايات دارفور المختلفة، مضيفاً أن الأطواف التأمينية الجديدة زودت بآليات ومعدات تأمينية متكاملة، اضافة الى تخصيص طائرات مراقبة لضمان السلامة وتفادي ظواهر السلب والنهب التي تمارسها الحركات المسلحة الموجودة بالمنطقة ومليشياتها خلال الفترات الماضية، وفى ذات الوقت قاموا بتأمين الطرق التى تؤدى الى الضعين نيالا وطريق النهود الفاشر، اضافة الى طريق نيالاالجنينة الذى التزمت بتأمينه قوات حرس الحدود. ويرى مراقبون أن الخطوة تأخر وقتها كثيراً علماً بأن التجار أحجموا عن التبادل التجاري بسبب النهب والسرقة التى يتعرض لها هؤلاء التجار، فضلاً عن القتل والرعب الذى يمارسه قطاع الطرق ومجموعات الحركات المسلحة التى أصبحت هاجساً يؤرق التجار والمواطنين، وأضاف عدد من المواطنين فى ولاية غرب دارفور أن الاوضاع المعيشية لا تطاق، وأشاروا فى حديثهم ل «الإنتباهة» إلى أن المواد الغذائية أسعارها مرتفعة بصورة جنونية، مما يزيد معاناة المواطنين التى تضيف إليهم رهقاً آخر، وقالوا إن خطوة اتحاد عام غرف النقل بتأمين طرق التجارة خطوة موفقة ولكنها أتت متأخرة جداً، وكما يقال «أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي»، وذكروا أن كل الأوضاع الإنسانية المزرية والمأساوية فى دارفور وراءها من يحركون الأزمات لتأجيج الوضع بالمنطقة التي تعاني من فقر مدقع بالرغم من خصوبة أرضها وتمتعها بخاصية المنتجات الزراعية والبترولية التي أبادتها مليشيات الحركات المسلحة من خراب وتدمير من منعدمي الضمير. وذهب مراقبون الى ان هذه الخطوة جاءت فى وقت احوج فيه للحسم والحد من الفوضى العارمة بالمنطقة التى عانت كثيراً من الاهمال والاقصاء، ليكون تأمين طرق دارفور بالمراقبة الجوية هو أفضل الحلول لتمكين الإقليم بالتبادل التجارى لتنشيط هذا الشريان المهم الذى يعتبر من أكثر المناطق أهمية بالسودان، اضافة الى تأمين «أرض المحمل» وما حولها، وفى وقت انشغل فيه أهل السياسة بالقضايا العالقة والمهمة وفتح الحدود مع جنوب السودان، غاب عن بالهم جزء أصيل من المنطقة وتأمين خط التبادل التجارى بين مناطق دارفور. وجاءت الخطوة بمراقبة عبر طائرات متخصصة لهذا الشأن. وفي هذا الإطار تحدث الخبير الاقتصادي محمد أحمد ل «الإنتباهة» عن أهمية هذا الجانب المهم الذى يعمل على انعاش التجارة بين ولايات السودان المختلفة الذى كان يسوده الكثير من القلق والخوف لدى التجار من سلب ونهب يتعرضون له من قبل المتمردين وقطاع الطرق، وتعتبر الخطوة بمثابة فرج عن بعد ضيق كاد يفقد أهم جزء من البلاد قيمته الاقتصادية وهو شريان يحمل الكثير من الخيرات للمنفعة العامة، وبالرغم من كل هذه الخطط التأمينية هل ستنجح طائرات المراقبة في إنهاء عمليات النهب؟ Clojure Docs: Returns non-nil if nums are in monotonically decreasing order, otherwise false. →