اتهم المتحدث باسم مجموعة مشار المفاوضة بأديس أبابا يوهانس موسي القوات الحكومية في جنوب السودان بخرق اتفاق وقف العدائيات غداة التوقيع عليها بالهجوم على قواتهم بعدد من المواقع في ثلاث ولايات. ففيما ذكر أن لقواته حق الرد والدفاع متى ما أرادت، نفى المتحدث باسم الجيش الشعبي فيليب أقوير قيادة القوات الحكومية لأعمال هجومية عقب التوقيع على الاتفاق، في الوقت الذي قال فيه رئيس الأركان بقوات الحركة الشعبية المعارضة الفريق بيتر قديت إن قواته صدت هجوماً تم بالتزامن في ثلاث ولايات هي الوحدة وأعالي النيل وجونقلي حول مدينة بور، وهجمات على مناطق سارجاس وبانتيو وقوت بالوحدة بجانب هجوم على منطقة دوليب فيل بأعالي النيل، بيد أن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في جنوب السودان أتني قال إن الجيش الشعبي لم يطلق ولا طلقة واحدة بعد التوقيع. من جانبه قال الفريق بيتر قديت رئيس هيئة الأركان بقوات الحركة الشعبية المعارضة إن قوات الجيش الشعبي هاجمت عدة مناطق بثلاث ولايات في توقيت واحد أمس الجمعة، وأبلغ «الإنتباهة» عبر هاتف متصل بالأقمار الصناعية أن قوات الجيش الشعبي هاجمت مناطق سارجاس ومنطقة قوت في ولاية الوحدة إضافة إلى محاولتها اقتحام مناطق حول بانتيو تسيطر عليها قواتهم. وأضاف أن هناك هجوماً آخر وقع على قوات مشار بأعالي النيل في منطقة دوليب فيل، فيما لفت إلى عدد من الهجمات قال إن الجيش الشعبي نفذها أمس حول مدينة بور ضد قواته، من جهته ذكر المتحدث الرسمي باسم الجيش الشعبي فيليب أقوير أن القوات الحكومية لم تشن أية هجمات عقب التوقيع على اتفاق وقف العدائيات، وفيما أقر بأنها قادت هجوماً فجر الخميس قبل التوقيع على الاتفاق، نفى أقوير اتهامات قديت، وقال إنه لا يملك أية معلومة بشأن معارك حصلت أمس. وأوضح أن المعارك في جونقلي التي يشير إليها تعود إلى يوم الخميس الماضي. وقال إنه حتى الآن ومنذ يوم الخميس، تفيد المعلومات التي في حوزتنا أن الوضع هادىء ولم نُبلغ بوقوع أية معركة. وفي غضون ذلك، ذكر يوهانس موسي المتحدث باسم مشار ل «الإنتباهة» أن لقواته حق الرد والدفاع عن مواقعها متى أرادت، وأضاف أن هجوم القوات الحكومية من شأنه أن يؤدي إلى انهيار اتفاق وقف العدائيات وإعادة الأمر إلى سابقه. وكشف عن تقديم وفده لشكوى رسمية لوساطة إيقاد شملت خروقات الجيش الحكومي بعدد من المواقع التي تسيطر عليها قواتهم. قمة تلتئم قمة دول «الإيقاد» في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا خلال الأسبوع الجاري عقب تأجليها من الأسبوع الماضي بسبب تعنت دولة يوغندا بتدخلها في دولة جنوب السودان، وقال مكتب رئيس دولة جنوب السودان إن اجتماع «الإيقاد» الذي كان مقرراً عقده في جوبا سيعقد على هامش قمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا التي ستبدأ في الثامن والعشرين يناير الجاري. تأجيل قال رئيس مبعوثي دول «الإيقاد» السفير سيوم مسفن إن محادثات السلام بين دولة جنوب السودان والمتمردين سوف يتم تأجليها حتى السابع من شهر فبراير القادم، لإفساح المجال لآليات الرصد والمتابعة لوقف إطلاق النار. ضمان يوغندي كشف الرئيس اليوغندي يوري موسفيني أن قواته سوف تبقى في دولة جنوب السودان لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع بالدولة الوليدة، وقال موسفيني في تصريحات له أمس بقصر الرئاسة في عنتبي خلال لقائه أعضاء الكونغرس الأمريكي برئاسة السيناتور جيمس إنهوف إن نشر القوات اليوغندية جاء بالاتفاق مع مجموعة «الإيقاد»، وطلب من حكومة جنوب السودان إنقاذ المدنيين الذين يتعرضون للقتل في الصراع، وقال إن قوات بلاده سوف تواصل خدمة دولة جنوب السودان حتى يتحقق السلام الشامل، كما بحث موسفيني مع وفد الكونغرس اقتراح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعقد قمة بين الولاياتالمتحدة وإفريقيا لبحث جهود مكافحة الإرهاب. البرلمان يعترف ومن جهته قال رئيس برلمان جنوب السودان مناسي ماقوك رونديال إن قوات الأمن بدولته قامت بتعذيب الأجانب خلال الأحداث التي جرت عقب المحاولة الانقلابية في الشهر الماضي، ونفى مناسي خلال لقائه نظيره اليوغندي في كمبالا أمس أن ما يجري في بلاده حرب قبلية كما تتناوله وسائل الإعلام، كما كشف رئيس برلمان جنوب السودان أن الرئيس سلفا كير ميادريت لم يرسل إلينا أي خطاب بأنه سوف يقوم بإدخال قوات يوغندية، بينما ذكرت مصادر أن سلفا كير ربما طلب ذلك من موسفيني عبر اتصال هاتفي. ترحيب دولي رحبت موسكو باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع عليه طرفا النزاع في جنوب السودان في الثالث والعشرين من الشهر الجاري في أديس أبابا. وأعربت الخارجية الروسية في بيان لها أمس عن أملها في أن يتم التقيد بشكل تام بتفاصيل الاتفاق الموقع بين حكومة جنوب السودان وأنصار رياك مشار النائب السابق لرئيس البلاد، والذي يتضمن تجميد تحركات جميع الوحدات المسلحة للطرفين في أماكن مرابطتها وضمان نقل المساعدات الإنسانية للسكان في المناطق المتضررة من النزاع. كما أعربت الخارجية الروسية عن أملها أيضاً في أن يمثل الاتفاق المذكور خطوة مهمة على طريق بدء الحوار السياسي بين طرفي النزاع وصولاً إلى تحقيق الاستقرار والوفاق في جنوب السودان. وقالت وكالة «فرانس برس» إن الاتفاق يدخل حيز التنفيذ خلال «24» ساعة. فرص جديدة رحب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، بقرار وقف إطلاق النار الذي تم اتخاذه من قبل حكومة جنوب السودان والقوات المناهضة لها أمس الأول. وأعرب الأمين العام عن أمله في أن يوفر اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه فرصاً جيدة لجنوب السودان والمواطنين في أنحاء البلاد الذين يعانون منذ فترة. كما أشار إلى أنه ومن خلال مبادرة «تحدي القضاء على الجوع» يمكن أن يكرِّس طرفا الصراع وقتيهما وطاقتيهما ومواردهما بشكل أكبر لصالح المواطنين. محاكمة رحب مجلس الأمن الدولي بتوقيع الاتفاق على وقف إطلاق النار بين حكومة جنوب السودان والمسلحين، وأشار بيان صادر عن المجلس إلى أهمية ضمان استمرارية بقاء هذا الاتفاق الذي تم برعاية إفريقية، وإلى الاعتماد عليه للتقدم نحو مصالحة شاملة بين المعسكرين الخصمين، مديناً الاعتداءات المتكررة على المدنيين منذ بدء المواجهات يوم «15» ديسمبر الماضي، وطالب بإحالة الذين ارتكبوا مثل هذه الأعمال إلى القضاء. وجدد المجلس دعمه لبعثة الأممالمتحدة المنتشرة في البلاد والتي تتعرض لانتقادات من حكومة جوبا، وأضاف البيان أن أعضاء المجلس أدانوا الهجمات والاتهامات الصادرة ضد البعثة، ودعوا جميع الأطراف المعنية إلى وضع حدٍ لهذا الأمر والتعاون مع البعثة في تحقيق مهمتها. وبدورها، رحبت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون باتفاق وقف إطلاق النار، وقالت في بروكسل إنه لا بد الآن من تحويل الاتفاق إلى حقيقة، وعلى الأطراف جميعاً أن تبدأ على الفور تطبيقه بصورة صحيحة، مضيفة أن هذا يعني أن تتوقف الآن عمليات القتل. وفي غضون ذلك، قال كبير مفاوضي الحكومة إنه رغم التوقيع على وقف الأعمال العدائية، فإنه ليست لديهم أية أوهام بأن التطبيق سوف يكون سهلاً. من جهتهم قال ممثلو المسلحين إن الإفراج عن هؤلاء ال «11» شخصاً سيحتل الأولوية لديهم أثناء وقف إطلاق النار، وقال تعبان دينق: «نطالب بالإفراج عنهم للسماح لهم بالمشاركة في المرحلة المقبلة من الحوار السياسي».