الهدية هي عنوان للتعبير عن المشاعر الجميلة، لأنها تعمل على تمتين العلاقة بين الناس وتزيل الضغائن من النفوس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «تهادوا تحابوا»، وجاء فى الاثر ان الهدية تذهب سخائم النفوس، فهى سفير لانتقال المشاعر للشخص الآخر، لأنها تنمى الكثير من المشاعر الطيبة وتقويها بين الافراد والاسرة والاصدقاء والمعارف، ويحث المختصون فى علم النفس والاجتماع على تبادل الهدايا خاصة بين الازواج والأبناء لما لها من مفعول قوى فى اذابة الخلافات وتوطيد اواصر المحبة، وللهدية قيمة معنوية عند الشخص المهدى له اكثر من القيمة المادية. «الملف الاجتماعى» استطلع بعض الأفراد لمعرفة آرائهم حول الهدايا، وما يمكن أن تحدثه فى النفوس من إزالة للضغائن والمشكلات، وخرج بالآتي: سامية الطيب «موظفة»: تزيد المحبة ابتدرت حديثها وقالت إن الهدية مهمة لتقوية اواصر العلاقة الطيبة بين الناس، فهناك مناسبات اجتماعية مختلفة تقدم فيها الهدايا مثل عيد الام الذى يحاول فيه الابناء تقديم هدايا لامهاتهم تعبر لهن عن مدى محبتهم لهن، وتقدم كذلك فى اعياد الميلاد والزواج. والهدية تضفى الكثير من المحبة بين الناس وتسعد القلوب. وتضيف سامية قائلة: «إن هناك مناسبات اخرى تقدم فيها الهدايا فى مجال العمل خاصة عند ذهاب مسؤول او حضور آخر، ولكن البعض يستخدمها من اجل النفاق الاجتماعى خاصة فى مجال العمل، والهدية فى هذه الحالة تكون من ورائها مكاسب، وفى مجتمعنا السودانى هناك الهدايا البسيطة التى يقدمها الجار لجاره باعتبارها نوعاً من التكافل الاجتماعى». وختمت حديثها قائلة ان الهدايا لها وقع طيب فى النفوس، وربما تزيل بعض الصدأ فى بعض القلوب، فيعود لها بريقها وصفاؤها خاصة اذا كان هنالك خلاف. الطيب حسنين «معلم»: تصلح بين الأزواج قال ان الهدية هى عربون للمحبة والالفة بين الناس، فعلى الأسرة ان تعود ابناءها على تبادل الهدايا فيما بينهم، فالهدية مهمة بين الأزواج لأنها تجدد العلاقة فيما بينهم، وتجعل الحياة الزوجية خالية من الركود العاطفى بإسهامها فى تجديد المشاعر، ويمكن ان تصلح بين الأزواج اذا تخللت بعض الشوائب حياتهم، والهدية بقيمتها المعنوية لا الحسية، وحتى لو كانت بسيطة يكون لها أثر فى الشخص المهدى له. عبد الله إبراهيم عبد الله: «خريج قانون» دخلت فيها المصلحة ابتدر حديثه وقال إنها تجعل الناس يتحابون فيما بينهم، ولكن البعض يستغلها استغلالاً سيئاً كرشوة، خاصة عندما تكون هدية للموظف، ودخل فيها عامل المصلحة، ولكن هي شيء جميل حينما تأتى من ابن أو أخ عزيز أو صديق، ولها مدلول أعمق بكثير من ثمنها، حتى أن البعض يقول لك: الهدية لا تهدى ولاتباع، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على عظمتها، فهى تساعد فى توطيد العلاقة وتجعلها أكثر عمقاً. سوسن محمد «ربة منزل»: تزيل الضغائن قالت إن تبادل الهدايا مهم بين الناس، حتى ان كانت الهدية ذات قيمة مادية بسيطة، لأن مدلولها أكبر من ذلك، ويمكن ان تزيل ضغائن النفوس بين الناس وتجعلك تفتح صفحة جديدة فى تعاملك مع شخص حدث بينك وبينه اى خلاف، وهى مهمة بين الأزواج، فبعض الزوجات يشكين من عدم اهتمام ازواجهن بثقافة تبادل الهدايا فيما بينهم، فعلى الزوجة فى هذه الحالة ان تبادر بتقديم الهدية الى زوجها، ويجب على الأم ان تعود اسرتها على تبادل الهدايا فيما بينهم. ولمعرفة رأى علم الاجتماع حول الهدايا وما يمكن ان تحدثه فى ازالة الضغائن والمشكلات، هاتفنا الاستاذة سلافة بسطاوى «استاذة علم الاجتماع» التى اكدت فى حديثها ل «الانتباهة» اهمية الهدايا بين الناس، وابتدرت حديثها بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «تهادوا تحابوا»، وقالت ان الهدية عنوان للتعبير عن المشاعر الجميلة، وتزيد من التواصل بين افراد المجتمع فيما بينهم، وتؤدي لبناء مفاهيم معينة، وتعبر عن التسامح والوفاء والاخلاص، وتعمل على ازالة الكثير من الضغائن والاحقاد، وتقلل من الصراعات والخلافات، لأنها توفر التواصل الايجابى بين الاشخاص، وبالتالى تؤسس لوضع اسس متينة فى شكل الروابط الاجتماعية، وتضيف الاستاذة سلافة قائلة إن الهدايا هى سفير لانتقال المشاعر للشخص الآخر، وختمت الاستاذة سلافة حديثها بأنه عندما تربط الهدايا بمهام معينة تعتبر رشوة، استدلالاً بقول الرسول لصحابى حينما قال «هذا لكم وهذا لى» قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: «هلاَّ جلست فى بيت ابيك وامك حتى يهدى لك».. فيجب عدم ربط الهدية بتقضية مهام معينة فى مجال العمل او غيره. وفى السنة النبوية فى حديث ابو هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال «لو دعيت الى ذراع او كراع لأجبت ولو اهدى الى ذراع او كراع لقبلت»، والكراع من الدابة يعنى الكعب، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويرجع الصدقة.