الهدية على مر الأزمان ظلت تؤسس لقاعدة صلبة تبنى عليها العلاقات الحميمة لذلك فهي تقوي أواصر المحبة والمودة بين الناس ويقولون في العرف السائد أن الهدية (لاتهدى ولاتباع) حيث قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا) إذاً هي مجلبة المحبة، فالهدية مهما كانت بسيطة فإن لها وقعها الخاص في النفوس والأثر الطيب في التعامل وتقول الحكمة (لا تستحي من عطاء القليل فإن الحرمان أقل منه) فمفهوم الهدية بما تحمله من معاني ودلالات يشع منه بريق المحمدة والثناء وجزيل الوفاء والعرفان.. لنرى في السطور القادمة الهدية مالها وما عليها من تأثيرات في المجتمع. ٭ ترابط ومحبة أيمن بدري ناجي: يقول إن رسولنا الكريم (ص) يحثنا على الهدية لما فيها من ترابط ومحبة ويقول (تهادوا وتحابوا) ففي الهدية تقدير وتعظيم من شأن الشخص المهدي له سواء أن كانت مادية أو عينيه فهذا هو خلق الإسلام دين المحبة والسلام. ٭ مفتاح الخير: الأستاذ/ عبد الوهاب عبد النبي يرى أن للهدية الأثر الطيب في النفوس والجميل في التعامل لأنها تقرب بين الناس وتؤلف بين قلوبهم وهي موجودة منذ القدم، فالزعماء كانوا يتبادلون الهدايا وقد حثنا عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فالهدية مهما قلت عنها فإنها لا تقدر بثمن لأنها مفتاح الخير كله، فالكلمة الطيبة يمكن أن تكون هدية وهي دليل تقدير ومحبة للشخص المهدى له. ٭ فتح آفاق جديدة الأستاذة منى محمد الطيب - قرية الصلوعاب شندي الهدية بمفهومها الشامل تحمل القيم النفيسة وهي مطلقة بين الناس وبعضهم يحصرها في مفهوم رد الجميل ويقول رد الجميل صعب، ولكن هذا لا يدخل في مفهوم الهدية الواسع التي تقدم أو تهدي لشخص بعينه، فالأصل في الهدية أنها تقوي أواصر المحبة والمودة بين الناس ومن ثم يمكن أن تكون (نافذة) أنظر من خلالها للحياة بمنظار الأمل والتفاؤل والمحبة والرحمة ومن ثم فتح آفاق جديدة للتعامل الراقي مع من حولي من المجتمع حتى أكسب ودهم وبذلك استطيع أن أتعايش معهم، فالهدية تنزع فتيل الغل والحقد والحسد من القلوب وتجعل الناس في تعايش سلمي. فالهدية مهما كانت بسيطة فإن وقعها في النفس أكبر وأعمق ودائماً ما تجد القبول عن الطرف الآخر وهذا ما نسعى اليه. ٭ محل تقدير: أما غسان أحمد طالب جامعة الخرطوم كلية الآداب فيقول إن الهدية تعني أنك محل التقدير في نظر هذا الشخص ومن باب الوفاء أن تبادله هذا الوفاء عبر الهدايا المتبادلة ولا أظن أن الهدية سوف تنقص منك شيء بل سوف تزيدك في الخير... لأنها مدعاة للمحبة والوفاق. ٭ إحساس جميل: اما غفران علاء الدين/ موظفة فتقول إن الهدية هي تعبير عن أحساس يحمله لك أي شخص وهي لا تقاس بكميتها أو نوعيتها إنما هي حس ينبض في الدواخل، والهدية دائماً ما تصنع لك مكانة بعيدة وكبيرة في قلوب الآخرين الذين أهديتهم، فقد كان الأمراء والملوك يتبادلون الهدايا حتى يكسبوا محبة بعضهم البعض. ٭ ذكريات جميلة الحاجة بتول الطاهر: ربة منزل بدأت حديثها: (يا بتي الطراك ما حقرك) هذا مثل سوداني يشير الى الهدية ونحن بنسميها (العطية) فهي حاجة كويسة شديد عشان بتخلي الناس متحابين وعايشين في سلام وأمان وكل هدية تكون عزيزة عليّ شديد وتكون عزيزة على نفسي احتفظ بها على مر الزمان وأعيد ذكرياتي الجميلة معها. ٭ من المحررة: من أعظم الهدايا من الخالق على البشرية هي نعمة النبي محمد (ص) ومعجزته القرآن الكريم وهذا يكفي..