أُنشئت مؤسسة البصر الخيرية العالمية بالمملكة العربية السعودية في العام 1989 وتغطي أنشطتها أكثر من (48) دولة في آسيا وإفريقيا، وفي جنوب دارفور افتتح مستشفى مكة للعيون في العام 2004م في وقت كانت الولاية في أمس الحاجة لخدمات العيون خاصة بالمحليات والمناطق النائية خاصة بعد مخيمات العيون المجانية التي أُقيمت من قبل والتي كشفت عن معاناة حقيقية يواجهها مرضى العيون بالولاية ودارفور بصفة عامة، ولعل مستشفى مكةبنيالا هو الوحيد الذي يعمل في دارفور بولاياتها الخمس ويستقبل مرضى حتى من إفريقيا الوسوطى، وعلى الرغم من وجود مؤسسات طبية أخرى متخصصة في مجال العيون بالولاية إلا أن تردد مرضى العيون بها يستدعى مزيد من التوسع في خدمات العيون وإنزالها للريف الأكثر معاناة في هذا المجال، ويقول المدير العام لمستشفى مكةبنيالا اللواء ركن (م) عمر عبد الله عمر ل (الإنتباهة) إن مؤسسة البصر الخيرية أسهمت في توطين علاج مرض العيون داخل السودان من خلال إنشاء المستشفيات المزودة بأحداث الأجهزة الطبية والكوادر المؤهلة المنتشرة في عدد من الولايات وإجراء عمليات كان يندر إجراؤها بالداخل مثل عملية الشبكية وزراعة القرنية بجانب الإسهام في التدريب بإنشاء كلية مكة التقنية التي تمنح دبلوم مساعد طب العيون ودبلوم تقني العيون، وأضاف اللواء عمر أن المؤسسة أقامت عدة مخيمات مجانية للعيون بدارفور منذ العام 1998م ومستمرة حتى الآن، لافتاً إلى أن مستشفى مكةبنيالا في العام 2004م بكامل معداته وطاقمه الطبي لتحقيق رسالة وأهداف المؤسسة العامة وظل يمضي في تطور وإدخال العمليات التي لم تكن موجودة فيه مع التوسعة والتجديد النوعي للمعدات الطبية لمقابلة أعداد المترددين من المرضى الذين يتزايد عددهم يوماً بعد يوم، وأكد عمر أن المؤسسة غير ربحية تقدم العلاج والدواء للمحتاجين بأسعارٍ في متناول يد الجميع أقل من أسعار السوق بحوالى (50%) ابتداءً من رسوم الدخول، العمليات، المعمل، الأدوية والنظارات الطبية مع مراعاة الظروف الخاصة بالشرائح الضعيفة بتخفيض الرسوم بواسطة الباحث الاجتماعي بالمستشفى وبصورة يومية مبيناً أن الجوانب الإنسانية الاجتماعية التي يقدمها المستشفى تتمثّل في المخيمات المجانية، الإفطارات الرمضانية السنوية للخلاوي وداخليات المدارس والمعاهد بجانب تقديم الإعانات المالية للمحتاجين، وقال عمر إن لديهم تنسيق محكم مع كل الجهات ذات الصلة بالولاية على رأسها وزارة الصحة، وقال إن مخيمات العيون المجانية التي نفذتها المؤسسة مؤخرًا بجنوب دارفور في محليات (برام، كاس، كبم، عد الفرسان وشعيرية) والتي استهدفت بالكشف على (5) ألف شخص في كل مخيم بجانب إجراء(500) عملية وتوزيع (1500) نظارة طبية، إضافة لتوزيع الأدوية علاوة على التردد اليومي للمرضى على المستشفى أثبت أن أكثر أمراض العيون انتشاراً الماء الأبيض والأسود وخاصة لكبار السن، وقال إن عدد المترددين للمستشفى خلال العام «2013م» بلغ (27) ألف مريض، وتم من خلاله إجراء (900) عملية كبيرة و(720) عملية صغيرة وتابع (بجانب هذا العدد هناك مؤسسات أخرى تعمل بنيالا مما يؤكد أن الولاية يتفشى فيها مرض العيون خاصة بعد حدوث النزوح وقيام المعسكرات مما يتطلب مزيداً من الخدمة الطبية في مجال العيون)، وأشاد اللواء عمر بجهود ووقفة المدير العام لمؤسسة البصر الخيرية بالسودان العاص أحمد كامل العاص التي مكنتهم من مساعدة كل محتاجي الخدمة الطبية للعيون، وكشف اللواء عمر عن خطتهم للعام «2014م» والتي تشمل المسح المدرسي بالكشف الطبي المجاني على الطلاب بالولاية بالمرحلتين الأساس والثانوي وتقديم العلاج للمحتاجين، وقال إن المرحلة الأولى ستبدأ قبل العطلة الصيفية بالمحليات الأكثر أمناً وتبدأ بمحليات (نيالا، نيالا شمال، بليل وكاس) إلى جانب قيام مخيمات علاجية مجانية تشمل كل معسكرات النازحين بالولاية (كلمة، دريج، عطاش، السريف، سلكي والسلام) كما أنهم في الخطة يسعون لإعادة بناء المستشفى حتى يستوعب المرضى، واختتم اللواء عمر حديثه ل (الإنتباهة) بتوجيه رسالة لمجتمع الولاية بأن نعمة البصر ضرورة ولا بد من المحافظة وأن يرعى كل شخص عينيه بالمراجعة الدورية للطبيب والتأكد من سلامة عينيه سيما وأن كثيراً من الناس يأتون في أوقات متأخرة بعد أن يستفحل المرض فيهم مؤكداً أن المستشفى سيظل على عهده في خدمة المواطنين وإيصال الخدمات لهم في مواقعهم من خلال المخيمات المجانية، ولعل عدد من المواطنين ومرافقي المرضى الذين استطلعتهم الصحيفة داخل مقر المستشفى بنيالا قد أكدوا التسهيلات التي يقدمها لهم المدير العام للمستشفى للحصول على العلاج والإعفاء الكامل للذين يحكون له عن ظروفهم الأسرية بجانب المعاملة الإنسانية التي يجدونها من الطاقم الطبي العامل بالمستشفى، وقد وقفت (الإنتباهة) على عدة نماذج من تلك المعاملة الإنسانية التي تتطلب من المؤسسات كافة انتهاجها تحقيقاً لقيمة التكافل الاجتماعي خاصة أن السواد الأعظم من السكان ما زال يسودهم الفقر المدقع.