بهذه الصفحة تقرير خطير يتحدث عن عمليات احتيال منظمة تقودها شبكة على درجة عالية من الإجرام والاستدراج لمواطنين بسطاء، حلموا بإحداث «وثبة» حقيقة في حياتهم المليئة بالأمل، ولم يخطر ببالهم يوماً أن الإعلان تبثه قنوات فضائية عالية المشاهدة ويتصدر صفحات الصحف المحترمة، ويكون إعلاناً أسود يدس السم في الدسم، هذه الإعلانات المضللة تصيدت الفقراء وأحالت حياتهم جحمياً وزادتهم فقراً وهماً بعد أن حلبت عصارة كدهم، وليتها استهدفت أغنياء يقارعون الكساد بالنشاط والكسب الحلال. هذه القضية تعتبر من أخطر جرائم الاحتيال ليس لما تنهبه من اموال بالباطل، وإنما لفعلها المدمر في تركيبة الشخصية السودانية المتسامحة، والتي يجب أن تتغير لتستوعب سلامة الإجراءات، وآن لهذه الشخصية المتسامحة أن تعي أن كل من لا تعرفه فإنه لا يريد لك خيراً. أيضاً لنا أن ننظر في تلك القضية التي ننشرها أيضاً على هذه الصفحة، والتي تم فيها حجز ممتلكات رجل الأعمال بطريقة مدهشة تطلب إعادة النظر من وزارة العدل، ولنا ان نتساءل حول قرارات النيابات وكيفية التنفيذ، فهل يجوز في مثل هذه الحالات أن تسلم مفاتيح البيت للمستثمر الصيني الذي باع واستلم حقه؟ وهل من حق النيابة أن تحجز كل أصول المنزل في استحقاق محامٍ إن كان له حق؟ وهل من حق الشرطة أن تعتقل شاباً لديه بلاغ في القسم الشرقي بقسم شرطة السكة حديد لمدة «24» ساعة؟ واسئلة كثيرة لا يجاب عنها الا النظر في ملف هذا البلاغ بعين مولانا عمر محمد أحمد المشهود له بالعدالة والنزاهة. بلاغ آخر لمستثمر عربي دخل السودان بمبلغ «300» مليون دولار اراد ان يستثمرها في مستودعات الغاز الذي نطلقه في لهواء متبخراً ومتبخترا لضيق مواعيننا، وها هو الآن يذل ويهان وتنهب أمواله، فيحيل الاستثمار الى محميات زراعية بمواصفات عالمية ليعوض شيئاً مما فقده، فيتحول لغريب تصرعه الرياح التي أوصدت امامه كل الابواب بما فيها باب وزير الاستثمار. نقول ذلك وتعترينا قصة تقصم الحلوق ألماً وحسرة، فهذا المستثمر تحدث يوماً ما عن السودان عندما حاصرته المصائب وتكالبت عليه المحن، وقرر أن يأتي بأمواله للسودان براً به وبأهله وليس لزيادة استثماره. أفق قبل الأخير يجب على الدولة حماية المستثمر الوطني والأجنبي من خلال برامج عمل واقعية وانتقاء الصالح منهم ودعمه، ففي ذلك تعزيز للقدرات الوطنية والاقتصاد القومي، كما يتوجب ردع المخالفين والمفسدين. أفق أخير سؤال.. هل المستثمر الصيني مقيم بأوراق سليمة؟