لم تكن ظاهرة التهريب في السودان بالجديدة ولكن كثرت في الفترة الأخيرة بشكل أثار السلطات والجهات المختصة والرأي العام لذا كان لا بد من وقفة حول المشكلة الأساسية التي تكمن بحسب المراقبين في اتساع رقعة الحدود مما يشكل تحدياً لعمليات السيطرة والرقابة على الحدود وللتهريب عدة أنواع منها عبر المواني والطائرات وغيرها لكن التهريب عبر الحدود يعد من أكثر الأنواع شيوعاً نسبة لتوسع رقعة البلاد ومساحته الشاسعة كما تحده عدة دول ذات قبائل حدودية مشتركة ولا توجد أي فواصل حدودية بينهما، فضلاً عن بوابة البحر الأحمر والتي يقدر طولها حوالى (700) كيلو متر وهذا النوع يعتبر من أخطر الأنواع ضرراً بأمن البلاد والمواطن إذ لم تك الرقابة والسيطرة الحدودية. هناك سبب آخر يتعلق بموروثات التهريب بين بعض القبائل الحدودية. ما هو التهريب؟ يعرف المختصون في القانون عملية التهريب بأنه نقل البضائع بقصد الاحتيال على دفع الإيرادات أو تفادي تقييد على استيرادات أي واردات أو تصدير أي صادرات ممنوعة أو مقيدة من أي بضائع ويشمل ذلك مشروع للقيام بأي فعل، مما تقدم ذكره تكون عبارة (مهرب) أو (بضائع مهربة) معنى مماثل لنص المادة (2) من قانون الجمارك لسنة 1986م ونجد أن للتهريب أسباب ودوافع كثيرة ومتعددة وذات أنواع مختلفة لكل دولة حسب ظروفها وطبيعتها القانونية والاقتصادية بالإضافة لتفادي المهرب من دفع رسوم جمركية وتهريب بإدخال أو إخراج البضائع الممنوعة والمحظورة. تشديد الرقابة الحدودية كشفت جهات مختصة عن ضبط متفلتين يقومون بتهريب البضائع والأسلحة والوقود إلى دولة الجنوب والدول المجاورة، في وقت طالبوا فيه الدولة بتشديد الرقابة على المناطق الحدودية للقضاء على ظاهرة التهريب التي يمارسها بعض التجار والذين يعملون لصالح جهات خارجية، وأماطت اللثام عن ضبط عدد من شحنات الوقود المهربة في طريقها إلى دولة الجنوب وتدوين بلاغات في مواجهتهم، فيما أشار مصدر مطلع فضل حجب اسمه ل (الإنتباهة) إلى تكثيف الجهود لضبط المتفلتين وتشديد الرقابة على كل مكاتب الترحيل بالأسواق بالخرطوم والولايات خاصة الحدودية. وأضاف أن الحملات التي تم تنظيمها منتشرة على الطرق السريعة، مشدداً على ضرورة تدخل الدولة وتكثيف الدور الرقابي على المناطق الحدودية التي يتم من خلالها تهريب الوقود والبضائع الأخرى ما يؤدي إلى تدمير الاقتصاد بالبلاد، وقال إن تجاوز الضوابط الموضوعة بهذا الشأن يعرض إلى المساءلة القانونية والعقوبات الرادعة على المخالفين. نماذج ضبط المهربين سبق أن أعلنت شرطة مكافحة التهريب عن إحباط عملية تهريب كميات من الذهب تبلغ «20» كيلو جرام في طريقها لخارج البلاد بينما سبق أن تمكنت السلطات بولاية النيل الأبيض من ضبط أكثر من (60) عربة محملة بالبضائع والسلع والمواد البترولية كانت مهربة إلى دولة الجنوب. وأعلن رئيس النيابة العامة بولاية النيل الأبيض جاهزية النيابة لتقديم الأدلة والشواهد التي تؤكد تورط جهات وأفراد في عمليات التهريب، مشيراً إلى أن (14) بلاغاً تم فتحها في هذا الشأن بالإضافة إلى إحباط أكبر عملية تهريب بولاية نهر النيل فيما تمكنت إدارة مكافحة التهريب وفي أكبر ضبطيات الفرع في الفترات الأخيرة تمكنت قوات الفرع (عملية الشتاء الساخن) وبعد المتابعة والرصد من ضبط بضائع مهربة تقدر قيمتها بأكثر من أربعة مليارات جنيه وهي عبارة عن «59» طرد صبغة حجرية و«150» كرتونة كريمات تجميل وعدد من الأدوية المضادة للإلتهابات وكميات من المعدات الطبية و«40» ثلاجة وعدد من أجهزة الديجتال والأدوات والأجهزة الكهربائية وكميات من أيادي البلي ستيشن والريموتات وكميات من المواد الغذائية المعلبة وكميات من التوابل وموازين مخالفة للمواصفات وبطاريات موبايلات كانت محملة على خمس عربات كبيرة في طريقها للأسواق المحلية، وقال المدير العقيد شرطة طه حسين من المعلوم إن آفة التهريب تُعد من أخطر وسائل تدمير الاقتصادات الوطنية، مؤكداً أن قواته ستكون لهم بالمرصاد، كما جزم بمقدرة قواته للوصول للمجرمين أينما كانوا وأوضح أن قواته منتشرة في جميع فضاءات الولاية للحد من هذه الظاهرة.