في وقت يحتفل فيه الشعب الليبي خاصة والمتضررون من سياسة القذافي الخارجية بوجه عام برحيل القذافي الدامي على أيدي الثوار الليبيين يرى المحللون السياسيون والمراقبون للوضع الأمني العالمي والإقليمي بإفريقيا خاصة في نظام العقيد المنهار خطرًا مازال يتهدد العالم وإفريفيا بعد أن تسببت الثورة التي قادها الثوار على القذافي في فجوة إدرية وأمنية الأمر الذي تسبب في تسرب كميات كبيرة من الأسلحة التي امتلك القذافي الكثير منها وبخاصة الآليات العسكرية المتطورة التي كانت تبيعها إليه كلٌّ من الصين وروسيا وغيرها من الدول المتاجرة بالأسلحة عالميًا، ويقول تقرير نشرته وكالة إي إف بي التابعة للأمم المتحدة إن مخزونات الأسلحة التابعة للعقيد القذافي ستشكل تهديدًا خطيرًا لفترة طويلة بعد وفاته بعد أن ثبت تسربها لمتمردي دارفور وخلايا القاعدة في شمال إفريقيا وخلايا إرهابية أخرى ذات انتشار عالمي، ويقول إيان مارتن مبعوث الأممالمتحدة لدى ليبيا: نشعر بالقلق البالغ بسبب أن الأسلحة بدءًا من الصواريخ التي تطلق من الكتف إلى المدافع الرشاشة والذخيرة قد عبرت حدود ليبيا إلى البلدان المجاورة، ويقول دبلوماسيون وخبراء إن عددًا كبيرًا من القنابل الصاروخية ومدافع الرشاش قد سُرقت من مستودعات ومخازن القذافي وتسرَّبت عبر الحدود الليبية المليئة بالثغرات إلى دول الجوار فيما أكد تقرير صادر عن الاستخبارات الغربية وجود شاحنة من الأسلحة عبرت إقليم دارفور المنكوب بالحرب متجهة نحو المناطق المضطربة في النيل الأزرق وجنوب كردفان، ويقول الحاج علي عثمان سفير السودان لدى الأممالمتحدة لوكالة فرانس بريس لا يمكننا استبعاد احتمال أن بعض الأسلحة قد عبرت الحدود من ليبيا إلى دارفور.. في وقت عبَّرت فيه الدول الإفريقية الأخرى عن مخاوف مماثلة بعد أن صرح وزير الخارجية الموريتاني حمادي ولد حمادي لوكالة فرانس برس قائلاً من المؤكد أن بعض هذه الأسلحة قد ذهبت إلى تشاد ومالي والنيجر الأمر الذي دفع رئيس النيجر مامادو اسيفو إلى عقد محادثات مع زعماء المجلس الوطني الانتقالي الليبي حول الأسلحة الشهر الماضي مؤكدًا أن الأسلحة منتشرة في منطقة الساحل والصحراء ويمكن أن تقع في أيدي الإرهابيين خاصة وأن نجل القذافي الساعدي والرئيس السابق لجهاز الأمن الليبي إضافة إلى جنرالات كبار في الجيش الليبي قد لجأوا إلى النيجر، وصرح مصدر دبلوماسي رفيع فضّل حجب هويته لوكالة فرانس برس بأن عددًا من القادة العسكريين والدبلوماسيين في كل من الجزائر ومورتانيا والمغرب وتونس والدول الأوربية مثل فرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتقال وإسبانيا قد عقدت اجتماعًا مؤخرًا بخصوص أسلحة القذافي المتسرِّبة وإمكانية حصول تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى على أسلحة ليبيا إذ يمكن استخدام الأسلحة الرشاشة والصواريخ على أراضيها وتشكل صواريخ أرض جو التي تطلق من الكتف ويمكنها إسقاط الطائرات مصدر قلق رئيس لبعثة الأممالمتحدة في ليبيا، وأضاف أننا نبذل قصارى جهدنا لتسهيل تأمين مخزونات الأسلحة الكيمائية والمواد النووية ومنظومات الدفاع الجوي المحمولة وغيرها من الذخيرة، ويقول مبعوث الأممالمتحدة لدى ليبيا على الرغم من أن الأسلحة الكيميائية والمواد االنووية لا تبدو آمنة فهناك مخاوف من أن الكثير من الأسلحة الأخرى قد تسربت خارج ليبيا ونحن نعمل على احتواء تلك التي ما زالت موجودة داخل ليبيا في وقت أعربت فيه بريطانيا عن مخاوفها تجاه الأسلحة التي تدخل إلى السودان، ويقول المتحدث باسم البيت الأبيض جاري كاترني، منذ بداية الأزمة عملنا مع شركائنا وحلفائنا لدعم جهود ليبيا لتأمين جميع الأسلحة التقليدية والتخلص من الصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من الكتف كما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد بعثت فريقًا متخصصًا يعمل مع القيادة الليبية على تأمين الأسلحة، وبحسب التقديرات الرسمية فإن قوات القذافي تملك 20 ألف صاروخ، ويقول دبلوماسي إفريقي حضر مفاوضات نزع السلاح بالأممالمتحدة اشترط إخفاء هُويته أن تداعيات هذه المخزونات ستستمر لسنوات طويلة في إفريقيا خاصة وأن هناك جماعات خارج وداخل ليبيا مستفيدة من سقوط القذافي.