الترحيب الذي وجده الفريق محمد بشير سليمان «الجنرال» من زملائه السابقين بالمؤتمر الوطني بحركة الإصلاح الآن بقيادة غازي صلاح الدين، يبدو أنه فتح الباب على مصراعيه أمام كل قيادات الوطني بعد أن أرسلت الحركة فيتو الترحيب لكل من يرغب في الانضمام لركب الحركة التي قد أعلنت مؤخراً عن انضمام قيادات أخرى من المؤتمر الوطني ستعلن في حينها. وقد أثار الحديث الذي أدلى به عضو الحركة حسن رزق حول تعليقه على انضمام الفريق محمد بشير سليمان لحركة الإصلاح الآن، والذي نفاه لاحقاً قد أثار هذه الحديث العديد من ردود الفعل الرافضة والمستهجنة هذا التشبيه خاصة من قبل المؤتمر الوطني الذي اعتبر خروج الفريق محمد سليمان ليس إلا اختلاف وتباين في الرؤى وذلك بحسب د. ربيع عبد العاطي إلا أن مصادر بالمؤتمر الوطني فضلت حجب اسمها أكدت أن انسلاخ الفريق محمد سليمان لا يخرج من كونه وسيلة للتعبير عن عدم رضاه بما يحدث عقب إعفائه من منصب نائب والي شمال كردفان ورجحت المصادر أن ثمة خلافات بينه وبين قيادات في الولاية. الفريق محمد بشير سليمان أوضح في إفادته ل «الإنتباهة« عن الأسباب الرئيسة لانسلاخه من المؤتمر الوطني التي تمثلت في عدم احترام الرأي الآخر والمؤسسية المعدومة داخل الحزب، ويضيف أن واحداً من أسباب خروجه من المؤتمر الوطني أنهم لا يستمعون لأي رأي آخر، فقد طرحت عدداً من القضايا منها قضية الولاة ورفعتها إلى مستوى الولاية والمركز وقدمتها شفاهة وكتابة، لكن لم يعط أية أهمية. ويمضي الفريق في الحديث أن المؤتمر الوطني مصر على الحكم وأن من يخرج منهم يعتبرونه غير راضٍ عن وضعه، وأنه بسبب التهميش وهي ما يخرج بها يتبعه تحرك إعلامي ومعنوي ويشخصن الموقف لكن ما يحدث بالمؤتمر الوطني وعلى مستوى المكتب القيادي روح الخروج من الحزب موجودة بسبب هذه الممارسات وذلك بسبب عدم المؤسسية التي يدار بها الحزب. وكانت لجنة الإعلام والتعبئة السياسية بحركة الإصلاح الآن قد أصدرت بياناً أوضحت فيه أن الخبر الذي نشر بالصحف أخرج عن سياقه تماماً وأنه لم يرد بهذا المعنى في حديثه. وبحسب البيان فإن رزق ذكر أن المؤتمر الوطني سيقلل من أهمية خروج الفريق محمد بشير سليمان منه باعتبار أنه عضويته تقدر بالملايين كما ذكروا، وأن خروج أفراد لن يؤثر عليه. ويضيف البيان لكن خروج القيادات من أية جهة ستؤثر تأثيرا كبيرا عليه، فخروج عمر بن الخطاب من الكفر إلى الإيمان كان فتحاً للمسلمين، ودخول سعد بن معاذ في الإسلام أدخل معظم الأنصار إليه، وخروج خالد بن الوليد من الكفر إلى الإسلام جعله سيفاً من سيوف الله وقائداً للفتوحات، وبالتالي فإن خروج شخص بقامة الفريق محمد بشير سليمان وهو الذي ترقى في الرتب العسكرية حتى أصبح رئيس هيئة الأركان، وترقى في الوظائف الدستورية حتى أصبح نائباً للوالي، فلا شك أن خروج القيادات من المؤتمر الوطني هو بداية الانهيار لهذا الحزب، وعلى المؤتمر الوطني ألا يستصغر ذلك، لأن الجبال من الحصي.. مراقبون أشاروا إلى أهمية خطوة الانسلاخ التي ابتدرها الفريق بشير، وأنها لن تكون الأولى وبحسب ما يحدث على الساحة السياسية أن حركة الإصلاح الآن وجدت ثقة جماهيرية وتأييداً من مختلف الجهات الأمر الذي سيجعل من الحركة أنها ربما ستشكل تهديداً للحزب الحاكم إن صحت التوقعات وانضمت قيادات من الحزب، إلا ان آراء أخرى ترى عكس ذلك وتؤكد أن قواعد المؤتمر الوطني لن تتأثر خاصة أن عضويته بالملايين. إذن يبقى الحديث عن التنافس الحاد بين الحركة والوطني مثار جدل بين مقلل ورافض للفكرة في استقطاب القيادات خاصة مع وجود الترحيب المعلن من الحركة لأي شخص يريد أن ينضم إليها.