منظمة الدعوة الإسلامية منظمة خيرية طوعية عالمية مستقلة تفتح أبوابها للمشاركة وتبادل الخبرات، وتهدف لنشر الدعوة وإسعاد المحرومين من العون والخير.. تأسست المنظمة منذ عام 1980م من عدد من الدول العربية والإسلامية، ولها مجلس أُمناء يرأسه المشير سوار الذهب رئيس السودان السابق الذي كان أول رئيس يتنازل طوعاً عن الحكم، وكانت سابقة تُحمد له الى الآن، ومنذ أن تنازل عن الحكم أصبح رئيس مجلس الأمناء للمنظمة وأبلى فيها بلاءً حسناً، وتوزعت بعثاتها في عهده على طول إفريقيا وعرضها، وأفاض المشير سوار الذهب وأسهب في الترحم على المشير النميري الرئيس السابق للبلاد، وعدد مآثره وفضله ودعمه للمنظمة ودوره وحماسه لبقاء المنظمة في السودان مقراً دائماً لها، وذلك في اجتماع مجلس الأمناء الذي انعقد نهاية الأسبوع المنصرم بقاعة فندق كورنثيا بالخرطوم بحضور عدد كبير من الضيوف وعضوية المنظمة، ولم ينس ما قدمه المشير البشير للمنظمة من دعم وعون وتواصل لا ينقطع، والرئيس البشير خاطب الحضور الذي ملأ القاعة موضحاً أن عبادة الله وعمارة الأرض وخلافتها هي سبب وجود الإنسان، وقد استوعب الإنسان غايته من الوجود، والدعوة للإسلام هي نداء عام غير مخصص لفئة دون أخرى منذ أن أرسل الله الرسل للعالمين، وقال إن الإسلام الآن محارب والمسلمون مضطهدون وأعداء الدين يحاولون إضعاف المسلمين من خلال ضربهم بعضهم بالبعض الآخر، ومن خلال افتعال النزاعات والصراعات الداخلية في البلدان الإسلامية، وأنموذج ذلك ما يحدث في الصومال من صراع وحرب بقصد تشويه الإسلام وإظهار المسلمين بأنهم إرهابيون، وهذا يُلقي عبئاً كبيراً على منظمة الدعوة التي تلعب دوراً كبيراً في مسح الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين، وذلك عن طريق نشرها للدعوة في مجاهل إفريقيا بصورة إيجابية تحبب في الدين وفي العمل الإنساني، وهذا يجعل هناك تحدياً كبيراً يحتاج لتضافر الجهود وتحديث النظم والهياكل وتطويرها ولتعاون الدول الأعضاء بالمال والجهد والعون، وما ظلت تقوم به المنظمة من عمل خيري وإسلامي وحرصها على الحفاظ على الموروث العقدي والثقافي والفكري يجعل المنظمة تعمل بجد واجتهاد مواصلة عملها الطوعي والإنساني، وكل ذلك لا يتأتى إلا بموارد واسعة وغير محدودة لاستخدامها في خدمة الإنسانية عامة والمسلمين خاصة، وعلى المنظمة أن تسعى للحد من الفقر والجهل والمرض في مجاهل إفريقيا، وأن تسهم في نهضة الدول الإفريقية المحاطة بالأمراض والتخلف والفقر والحروب التي لم تُبق على شيء، ومهمة المنظمة ليست سهلة خاصة في ظل العولمة والفضاء المفتوح، وعليها أن تكون أكثر مواكبة وتطوراًَ حتى لا تجد نفسها خارج المنافسة، وفي اجتماع مجلس الأمناء الذي يضم عدداً كبيراً من العلماء والخيرين تم اختيار المشير سوار الذهب رئيساً لمجلس الأمناء لدورة أخرى لما أضافه للمنظمة من جهد ملموس، وكان اختيار البروفيسور عبد الرحيم علي أميناً عاماً للمنظمة خلفاً للمهندس محمد علي الأمين قد وجد ترحيباً وارتياحاً من الجميع. ونتمنى أن تعمل المنظمة جاهدة لترتقي بالعمل الدعوي والطوعي الذي حملته على عاتقها سنين عدداً، وكان بها عدد من الذين نذروا أنفسهم للعمل في سبيل الله وبذل الجهد والعطاء لأجل بغرض رفعة كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله.