أكد قائد المعارضة المسلحة في دولة جنوب السودان في ولاية أعالي النيل جاثوث جاتكوث ل «رويترز» عبر الهاتف إن قواته هاجمت ملكال صباح امس «الثلاثاء» واستعادت السيطرة على المدينة سريعا، فيما قال المتحدث باسم جيش الحكومة فيليب أغوير ان المعارضة انتهكت وقف إطلاق النار وهاجمت ملكال صباح امس، لكنه نفى سقوط المدينة في ايدي المتمردين، ووفقا للمصادر فأن المعارضة هاجمت مدينة ملكال من ثلاثة اتجاهات الشمالية والجنوبية والوسطى، في محاولة لإرباك وطرد جيش سلفا كير والقوات اليوغندية، بينما قال المتحدث باسم الأممالمتحدة في جنوب السودان جو كونتريراس إن مجمعا للأمم المتحدة يضم كثيرا من النازحين وقع في مرمى النيران الطرفين، من جانبه قال المتحدث باسم رئاسة دولة جنوب السودان انتوني ويك انتوني في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية «BBC» ان الهجوم على مدينة ملكال بدأ عند الساعة السابعة وخمسين دقيقة صباحا وأن المعارضة تمتلك بنادق هجومية وعتادا عسكريا كبيرا، قالت مصادر إن الطائرات الحربية اليوغندية قامت بعمليات فجر امس عند الساعة الثانية صباحا في السوباط لكن قوات مشار المعارضة اتخذت وضعية هجومية اثر ذلك مكنها من الانقضاض على مدينة ملكال اثر الهجوم الصباحي، وقال مراسل صحفي في عاصمة جنوب السودان انه شاهد مقاتلات الجيش اليوغندي فجر الثلاثاء تقلع من مطار جوبا وتوجهت نحو ملكال، واضافت المصادر أن المعارضة استولت على عدد كبير من الذخائر الثقيلة وعشرات الدبابات وفقا لمصادر أممية، بدوره حث ممثل الأممالمتحدة في جوبا توبي لانزر، جميع الأطراف على حماية المدنيين. هجوم واراب ذكر مواطنون في مقاطعة تونج الشمالية والشرقية بولاية واراب ان المعارضة هاجمت ايضا المنطقة بحسب وزير الصحة في الولاية بول دهيل وان القتال لايزال مستمراً، ويعد الهجوم هو الرابع منذ اندلاع الحرب في دولة جنوب السودان. قوى خارجية اتهم جيش سلفا كير قوى خارجية بتقديم الدعم إلى المعارضة المسلحة المتحالفة مع نائب الرئيس المعزول ريك مشار، مدعيا انها عثرت على مظلات عسكرية وأسلحة في ولاية جونقلي، وقال رئيس العمليات العسكرية في ولاية جونقلى الجنرال ملوال ايوم انهم عثروا على أسلحة كثيرة بعد الاشتباكات مع قوات المعارضة. وضع إنساني متدهور وضعت الأممالمتحدة دولة جنوب السودان في المستوى الثالث من حيث الوضع الإنساني، وهو ما يمثل أعلى مستوى في حالات الطوارئ، تم الإعلان عن مستوى الطوارئ من قبل نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس بعد إحاطتها لمجلس الأمن الدولي حول زيارتها الأخيرة لجنوب السودان. نقل المحادثات اقترح وزير الإعلام بدولة جنوب السودان مايكل ماكوي نقل المحادثات الجارية في اثيوبيا الى جوبا حتى تتمكن جميع الاطراف من المشاركة مؤكدا في تصريح لراديو «عين» في جوبا ان القضايا بشأن الاعمال العسكرية يمكن مناقشتها خارج جوبا. المنشقون كشف أعضاء برلمان جنوب السودان أن 70 % على الاقل من القوات انشقت إلى جانب المعارضة في أعقاب احداث ديسمبر الماضي، وقال عضو البرلمان توليو ادونغي اياهو رئيس كتلة الحركة في المجلس ان 70 % من الجيش أصبح ولاؤه للدكتور رياك مشار، داعيا لمشاركة المزيد من القوات الأجنبية لملء الفراغ كما ناشد توليو ادونغي القوات الأجنبية بعدم الانسحاب من جنوب السودان، وحث سلفا كير على ضرورة الحصول على أسلحة دفاع جوي وبري ونهري لمواجهة التهديد الذي يلوح في الأفق بسبب المعارضة المسلحة، بدوره أكد وزير الداخلية في جنوب السودان اليو ايانج اليو ان اكبر مخاوفهم اصبحت في ولاية اعالى النيل، مشيرا الى ان الشرطة ايضا انشقت وانضمت لقوات مشار. تذمر يوغندي طالب زعيم المعارضة اليوغندية الدكتور كيزا بيسيجي الرئيس يوري موسفيني بضرورة سحب قوات بلادهم من دولة جنوب السودان، كاشفا عن تناقض في التصريحات بشأن مهمة القوات بالجنوب بين حديث الرئيس مع وزير الدفاع ورئيس الاركان، وقال دكتور كيزا بيسيجي في بيان على صحيفة ديلي مونيتور اليوغندية بان دولة جنوب السودان استأجرت جنود جيشنا كمرتزقة لخدمة نظام سلفا كير، وأضاف نائب البرلمان المعارض أنه أمر محزن أن ابناءنا يموتون كمرتزقة مستأجرين لصالح دولة جنوب السودان، مشيرا الى ان يوغندا ستجد نفسها امام محكمة الجنايات الدولية بسبب هذا الغزو، وفي سياق متصل أكد النائب البرلماني وأفولا أوغوتو في حسابه على «تويتر» ان القوات اليوغندية الآن يتم استخدامها كمرتزقة للحفاظ على نظام سلفا كير الذي لا يحظى بشعبية. تحليل المراقبين قال المبعوث الأمريكي السابق للسودان وجنوب السودان، برستون ليمان بواشنطن أمس، إن اتفاق وقف العدائيات بين حكومة جنوب السودان والمعارضة المسلحة بقيادة ريك مشار النائب السابق للرئيس اتفاق هش، لا يصمد إذا لم تتبعه إجراءات سياسية بسرعة. من جانبه قال الصحفي والمحلل السياسي إبراهام البينو من صحيفة المصير في جوبا، إن هشاشة الاتفاق أصبحت أمراً واقعًا بالنسبة لحجم الخروقات الكثيرة التي حدثت، مضيفا أن الوصول للسلام هو الضمان الحقيقي لإنهاء العمليات العسكرية في الجنوب عبر توقيع اتفاق سلام ملزم. بينما غابريال جوزيف شدار، المحرر بإذاعة مرايا بجوبا، رأي أن هشاشة الاتفاق تكمن في غياب الإرادة السياسية للطرفين، وأضاف بالقول إن الاتفاق لن يكون مجديا مع عدم تطبيق آليات المراقبة والرصد، ومع عدم وجود نية صادقة على وقف العدائيات، لافتا إلى أن المتمردين لا يمكنهم المكوث في وضع أشبه بالحصار، حيث لا يستطيعون الحصول على المؤن الغذائية والضروريات الأخرى. ويتوقع مراقبون، أن يقود الهجوم الأخير على مدينة ملكال، إلى عرقلة الجولة الثانية من التفاوض بين الحكومة والمتمردين بأديس أبابا، في حال عدم تدخل الوساطة وإلزام الطرفين بإيقاف جميع الأعمال العدائية.