يقول المثل العامي ولدك إن كبر صاحبو . وهنالك إختلاف كبير جداً بين الآباء في طريقة تعاملهم مع أبنائهم هنالك الأب الصارم المخيف الذي إذا دخل المنزل يرتجف كل من في الدار وهنالك الأب الذي يفرح بمقدمه جميع أفراد الأسره ويتسابقون للقائه والبقيه ما بين هذا وذاك بعض الأبناء يرفعون الفوارق بينهم وبين آبائهم لدرجة المبالغة وعندما تسمعهم يتحاورون مع آبائهم تظن أنهم يخاطبون أصدقاءهم أو زملاءهم . وسأحكي لكم في هذا المقال نماذج من هذه الونسات . الحكاية الأولي .. قام الأب بعد أن أكمل وضوءه وأخذ عصايته التي يتوكأ عليها وقال لإبنه : ...... يلا يا ولد جيب لي المقعد حق الجامع وأرح إتقدم لي خلينا نحصل الصلاة . ..... دقيقة بس يا أبوي انّكمِل الوضو وجي معاك.. ...... ود المره إنت من الصباح ما اتوضيت منتظر لامن الصلا يقيموها .. ...... خلاص يا أبوي انتهيت يلا هات لي إيدك دي أرح بي جاي .... وبينما الأب يتحسس طريقه برفق وقد تعثر في حفرة كاد أن يطيح فيها لولا أن أنقذه إبنه في اللحظة الأخيرة ... قال الإبن لأبيه وهو يكتم ضحكة ظهرت في كلامه . ....... والله إنت يا أبوي خلاص كملت تب والدنيا دي مكنتك مكنة؟!! .... قال الأب ... .... الدنيا مكنتي صاح يا ود الّذين لكين والله هسي تلاقيها بتفتل ليك ساكت وإنت ما جايب خبر الحكاية التانية .. قالت الأم لزوجها يا الزين ما تسافر لي نيالا تشوف الولد دا ليهو خمسة سنوات ما رجع الشمالية .. و كمان سمعنا تحت تحت قالو عرس ليه بت من بنات الغرب وقعد معاها ... .... خلاص يا مرة مالك سويتي لي فلقة دماغ باكر بركب القطر بمشي للولد دا بكرو ليكي من أضانو وبحيبو لي عندك ... بعد فتره يسافر الوالد لنيالا ويلقي ولدو مبسوط عشرين قيراط وزوجة ولدو طيبه مبالغة .. رحبت بي عمها و إتوصت بيهو جد . وتأكلو ليك كل يوم جداد وشية وعصيدة بي تقلية وتسقيهو لبن وعسل والراجل صحتو اتصلحت وولده شاف ليهو عزبة نجيضة وسمحة وعرس ليهو تب والمره الجديدة ظبطت ليك الشيبه وبقت أمورا تمام أكل مجيّه ولبس مجيه وبقى عريس جد جد .... وطبعاً نسوان دارفور مشهورات بالأكل المجيه وتدليل الزوج والتفاني في خدمته ولذالك بعد شهرين كدا ... قام الولد قال لأبوه .... .... يا أبوي عامل كيف ما خلاص نرجعك البلد .. الجماعة هناك في إنتظارك .... قام الأبو قال لي ولدو .... ........ يا ولد أنا إنت راسك مافي العز دا كلو أخليهو لمنو إنت مجنون أنا تاني من هنا ما ماشي بالعكس أنا هسّي ندمت علي أي دقيقة قضيتها مع أمك .. الحكاية رقم تلاتة .. الإبن وقد رجع حديثاً من أوروبا بعد أن قضى عدة سنوات أكمل فيها الدراسة وأصبح جراح ماهر اشتغل وتزوج ليه خواجية وجابا معاهو السودان ومشي بيها لأهلو في الجزيرة . أبوه زعل منو زعل شديد وقال ليه مرتك الكافرة دي أبعدا مننا قبال تنجس لينا البيوت . رجع الولد مع زوجتو حزين .. وما عارف يعمل شنو ... بعد فترة الأب مرض مرض شديد قام ولدو جابو الخرطوم وعمل ليه الفحوصات والعلاجات ورقّدو معاهو في البيت . الخواجية إهتمت بي عمها إهتمام شديد وهاك يا سمك ودجاج وعصاير وفواكه .. عملت ليه عناية مركزة . الأبو ضرب ليك الراحات وصحتو اتصلحت ورطّب شديد .. الولد قعد جنب أبوه وبقى يداعب في أبوه .... ..... يا أبوي الكافرة دي عاملة معاك كيف أنشاء الله ما تكون قصّرت معاك.... ..... يا ولدي دي ما الكافرة ... الكافرة أمك دي ... الحكاية رقم أربعة : في أحدي قري كردفان الولد زعلان شديد لأنو أبوه أصر يزوجو من بت أخوه . والولد ما عايزا وبحب ليهو واحدة تانية من بنات الحلة عايز يزوجا ... قام الولد جمع ناس من كبار أهل القرية وطلب منهم عشان يقنعو أبوه يعفيهو من زواج بت أخوه الزي الككوية دي ..... قام الأبو قال .. ... يا ناس ولدي دا أهدوه دا ولد ما عندو مخ .. أنا عزلت ليه أحسن بت في البلد وكمان بت أخوي ويقول لي ما عايزا دا ولد شنو الماعندو أدب دا .... ولكن الولد قاطع أبوه محتجا .... ....... يا أبوي والله انت لا بتعرف تعزل ولا حاجة ..... كفاية عزلك الفي أمنا دي ... الحكاية رقم خمسة أرسل الإبن المغترب مبلغاً من المال لأبيه في القرية وكتب ليه يا أبوي تشيل القروش دي وتمشي لي حلة عيال سلمان تعرس لي بت الشيخ سلمان وأنا موكلك علي كل حاجة . ركب الوالد على حماره الرهيب بعد أن وضع عليه السرج والبردعة ولبس العمامة والملفحة وبقي شيخ عرب ليهو هيبة . دخل حلة عيال سلمان ضحى وبسأل من البيت لامن وصل . لقى ليك ناس البيت كلهم طلعو الزراعة ما عدا العروسة إتأخرت شان تجهز ليهم الغدا. إستقبلتو ليك احسن إستقبال قالت ليهو اتفضل ناس أبوي مشو الزراعه لكن بجو بعد شويه . نزلت السرج وربطت الحمار وجابت ليهو العلوقه ورجعت للضيف جابت ليه العصيروالشاي والقهوه والفطور . المهم عمك اتكيف منها شديد . بعد شويي أبوها واخوانا جو من الزرع لقو ليك الراجل هيبه وسلام شديد حق الله بق الله . وبعد ما انتهت مراسيم الضيافه . قال ليهم يا جماعة الخير انا جيتكم خاطب . انا عايز بتكم فلانه دي لي روحي دي وبي سنة الله ورسوله وجاهز تب مما جميعو. الجماعه قالوا ليه حبابك يا شيخ علي الزيك ما بتكسف يا زول أديناك البت مبروكه عليك . إتلمو أهل الحله في نفس الليله عقدو ليهو وضبحو الضبايح وعمك أصبح عريس. بكره كتب لي ولدو والله البت عجبتني وعرستها لي روحي والقروش اتصرفت جت .. ومافي مشكله إنت زول صبي شوف ليك بت تانيه أصلو البنات كتار وقروشك كتار