{ «صانعة العرقي» في الستينيات في العيلفون حين تفاجأ بغارة الشرطة تجلس هادئة والشرطة تحمل منتجاتها لعرضها على المحكمة. { المرأة تعلم بالتجربة أن العساكر سوف يُحيون سهراتهم بالمنتجات هذه ثم يجعلون مكان العرقي.. ماء!! { وهذا ما يحدث بالفعل.. { ويوم المحكمة المرأة تنكر أن ما في الجوالين عرقي.. { والمحكمة تطلب من ظريف هناك كان من خبراء الأمر هذا ثم تاب.. تطلب منه أن يتعرف على ما يوجد في الجوالين. { والرجل يرشف رشفة من كل جالون ثم يقول وفي صوته بحة مشهورة : والله.. آ.. عمدة.. عرقيك يوضئ على المذاهب الأربعة!! : يعني أنه ماء قراح «2» { وباقان.. الذي يكشف خطة الجنوب كلها لتدمير الشمال يكشفها مطمئناً إلى أن الدولة تأتمن نوعاً من المديرين هنا هم طبعة حديثة لعساكر محكمة العمدة هذه في الستينيات!! { وباقان يعرض خطة = وامبيكي الذي يزور السودان بعد أيام يحمل الخطة هذه حتماً = وخطة باقان تعرض أن : يشتري السودان بترول الجنوب بسعر منخفض.. ثم؟ { ثم باقان يعرض «إعفاء أموال النفط التي نهبها الشمال من الجنوب قبل استقلال الجنوب».. ونحن ننقل كلمات باقان.. ثم؟ { ثم باقان يطلب لقاء الكرم الكريم هذا أن يتنازل الشمال عن أبيي!! { يكفي؟! { لا.. فالسيد باقان = الذي يعرف أن عساكر العمدة هم الذين يديرون الوزارات اليوم يعلن أن : الجنوب الآن يصدر بتروله عبر أنابيب الشمال دون رسوم!! { والشهر الأسبق والأسبق نظل هنا نصرخ أن الشمال الذي يسمح لنفط الجنوب بالعبور بحجة أنها ديون مدفوعة هو شمال يسيل لعابه.. وأن الجنوب لن يدفع.. { وأن بقاء الملايين هذه = حتى وإن دفعت = في خزانة الجنوب هو دعم للجنوب في حربه ضد الشمال { وباقان ليس وحده من يعرف ما يعرف فالسيد سلفا كير الذي يعرف ما يدير الوزارات اليوم = يعود إلى عرض جديد عن الجنسية ويعرض : حرية الإقامة { وبقاء طلاب الجنوب في الشمال { و... و.. سلفا يطلب.. ويطلب { ودون أن يتكرم بحرف واحد عما يحصده الشمال من الحسنات { وعساكر صاحبة العرقي يطل منهم طيران الخرطوم.. { ومطار الخرطوم الذي يستقبل ما يزيد على ربع مليون حاج «يفاجأ» بأن هناك ما يسمى الحج. { والطيران وبدلاً من التعاقد مع أضخم عدد من طيران العالم يكتفي بالتعاقد مع شركة ترحيل واحدة!! { وما عندها هو طائرة واحدة!! { والحجاج يضطرون للتظاهر { وشيء ما.. شيء ما.. شيء ما .. هو ما يجعل السادة هؤلاء يحصرون ترحيل آلاف الحجاج على شركة واحدة بطائرة واحدة. { وبعض الصحف تحمل نهار الخميس نبأ مدمراً.. والنبأ ينسب لوزير الزراعة التبشير بفجوة في الحبوب. { والوزير يضطر لإصدار تصريح مكتوب «ما دام التصريح الشفوي يمكن تزييفه». { وفي التصريح الجديد يعلن الوزير أنه «عندنا احتياطي إستراتيجي يبلغ ستمائة ألف طن.. إضافة إلى ثمانمائة ألف طن» في صوامع القطاع الخاص» إضافة إلى أن إضافة إلى...» { وبعض الصحف بعد أن احترقت في يدها كلمة «انهيار» أيام أزمة الدولار.. تنتج الآن كلمة «فجوة» { وعساكر الستينيات يحيون سهراتهم يكرعون «دماء الدولة» { وباقان يفعل ويعلن لأنه يعلم أنه لا أحد يحاسب أحداً في الخرطوم { والصحافة تفعل ما تفعل لأنها تعلم أنه لا أحد يحاسب أحداً في الخرطوم. { وقبلها التهريب يفعل ما يفعل لأن المهربين لا يرون أحداً تجرجره الشرطة أو يقف أمام محكمة. { ومهربو الماشية المعتقلون مازالوا يجلسون هادئين لأنهم يعلمون أن الجوالين سوف يستبدل العرقي فيها بالماء! { وباقان لا يتحدث من فراغ فالحركة الشعبية تطلق ومنذ أسبوع عملاً عسكرياً ضخماً في جنوب كردفان { وطيران الأممالمتحدة يشترك في المعركة إلى جانب الحركة الشعبية { والمجاهدون لما كانوا يقاتلون نهار الإثنين الماضي في تندارتو كانوا يفاجأون بطيران /دون هُوية/ يدعم جيش الحركة ويخلي الجرحى وينقل الذخائر { والطيران هذا طيران الأممالمتحدة يحشد جنود الحركة للمعركة في أم حيطان ومناطق أخرى في ريف كادقلي أمس الأول { والمجاهدون يأسرون إحدى هذه الطائرات { والقوات المسلحة تجد أن علامات الأممالمتحدة «تلصق عادة على جانب الطائرة» نزعت وبقيت أماكنها واضحة!! { والطيارون يعجزون عن تفسير للدماء الكثيفة داخل الطائرة { ولا أحد يحاسب أحداً { وخارطة العمليات في مراكز القيادة تجد أن ما تهاجمه قوات الحركة الشعبية الآن هو مفاتيح الطرق استعداداً لعمليات الجفاف { والقوات المسلحة هناك تكتشف أن أحد جنودها هناك يعمل جاسوساً لجيش الحركة. { والرجل الاثنين الماضي يحصل على «إذن» ليومين ويخرج { والقوات المسلحة تعرف ما سوف يجري { وبالفعل الرجل كان هو من يقود هجوم جيش الحركة على مواقع القوات المسلحة. { وجيش الحركة يفاجأ بأن القوات المسلحة كانت = وبعد خروج الرجل بدقائق = تقوم بتحويل كل ما كان في المعسكر إلى وضع جديد { وهجوم جيش الحركة لا يبقى من أهله إلا القليل { ويتهمون جاسوسهم ويذبحونه { والقوات المسلحة على الأقل لا يقودها أحفاد عسكر العمدة { وبقية السودان ما يقوده هو «افعل ما شئت فإن كسبت كسبت كل شيء وأن خسرت لن يحسابك أحد» { هل رأيت أحداً يحاكم في الخرطوم؟