شهدت دار زعيم أمة الهلال الطيب عبد الله بالمنشية مساء أمس الأول الثلاثاء حفل التأبين الذي أقامته أسرته الكريمة بالتنسيق مع حكيم الهلال طه علي البشير بمناسبة الذكرى السابعة لرحيله الحزين والمؤلم الذي أدمى قلوب الملايين من الأهلة الذين فقدوا واحداً من أعظم الرجال في تاريخ الهلال بذلاً وعطاء ومشاركة ايجابية وفاعلة في بناء تاريخه ومجده بأفكاره الخلاقة وآراءه السديدة ومواقفه الصلبة ويكفي انه قد سجل اسمه بأحرف من نور في تاريخ النادي كأول رئيس يصل الهلال في عهده لنهائي افريقيا في العام 1987م والذي كان من الممكن أن يفوز به الأزرق لينال شرف الجلوس على العرش الافريقي لأول مرة في تاريخه لولا تآمر الحكم المغربي لاراش الذي نقض هدفاً صحيحاً لوليد طاشين كان سيرجح كفة الهلال وينهي عقدة البطولات الخارجية، كما يحسب للراحل العظيم انه قد باع أراضيه السكنية بالمنشية ومزارعه ببتري ليصرفها على النادي الذي لم يبخل عليه بالمال والصحة والراحة حيث ظلت داره في يوم الجمعة وبقية أيام الاسبوع مفتوحة على مصراعيها لعشرات الأهلة الذين يقف بنفسه على خدمتهم وتوفير الأجواء الديمقراطية لمناقشة قضايا النادي بصراحة ووضوح كبرلمان مصغر في دار الزعيم التي ظلت ساحة مفتوحة لكل الآراء والأفكار دون حجر لأي شخص أو مجموعة من التعبير عن وجهة نظرها بحرية تامة.. وفي مجال المواقف الصلبة دفاعاً عن هلال الحرية والديمقراطية والأهلية يكفي انه قد دخل في مواجهة عنيفة مع نظام مايو برفضه القاطع لقرار وزير الشباب والرياضة بحل مجلسه الذي جاء بإرادة جماهير الهلال بانتخابات حرة مباشرة حيث هاجم النظام في بيان شديد اللهجة واتهمه بالتسلط والديكتاتورية ضد نادي الحرية والديمقراطية الذي لعب رجاله دوراً مهماً وبارزاً في النضال ضد الاستعمار لانتزاع استقلال السودان وحريته وقد كان لي شرف نشر هذا البيان بجريدة الصحافة والذي أثار ردود فعل عنيفة في أوساط النظام وكاد يتسبب في فصلي من الصحيفة.. وقد ازدان الحفل بحضور كبير لمجلس الهلال ورموزه وقياداته واعلامه وروابطه وعدد كبير من الرياضيين الذين استقبلتهم أسرة الراحل في مدخل الدار وغمرتهم بترحابها وحفاوتها وكرمها الفياض بقيادة احمد يوسف.. تجاوب الحضور بشدة مع الكلمتين الرائعتين اللتين ألقاهما الحاج عطا المنان رئيس النادي وحكيم الهلال طه علي البشير وتحدثا فيهما عن مآثر الفقيد وتضحياته وانجازاته وعبرا عن المكانة الكبرى التي يحتلها الراحل العظيم في نفوس الأهلة بمختلف تنظيماتهم واتجاهاتهم وفاء وتقديراً وعرفاناً لدوره الكبير في دفع مسيرة النادي التي جعلتهم ينصبونه زعيماً لأمة الهلال الذي نذر حياته لخدمته وضحى من أجله بكل شيء كما دعا رئيس النادي وحكيم الهلال لنبذ الصراعات والسمو فوق الخلافات وتوحيد الجهود في جبهة عريضة للعمل من اجل اعادة أمجاد هذا النادي العظيم الذي يحتاج لجهد وأفكار وأموال كل أبنائه لأن قوة الهلال في وحدته وضعفه وتمزقه في خلافات أبنائه وصراعاتهم.. قدم خلال الحفل فيلماً يحكي مسيرة حياة الراحل العظيم منذ ميلاده بمدينة الدويم ومراحله الدراسية والعملية بوزارة الداخلية التي أهلته كفاءته للوصول لأرفع المناصب فيها كما استعرض الفيلم بداية عمله بالهلال في مطلع الستينات وتدرجه في مختلف المواقع حتى أصبح رئيساً للنادي الذي شهد في عهده الكثير من الانتصارات والانجازات وفي مقدمتها فوز الهلال على المريخ ست مرات متتالية في مسلسل المتواليات الشهير في التسعينات.. ورغم ان الفيلم قدم لقطات حية وصوراً فوتوغرافية لمختلف مراحل حياة الزعيم وافادات لعدد كبير من الأهلة فقد غمر النفوس بموجة من الحزن والأسى لرحيل هذا الهلالي العظيم الذي جسد كل معاني الوفاء والغيرة والاخلاص والعطاء المنقطع النظير لهذا النادي.. يعتبر حفل التأبين الذي أقيم أمس الأول في الذكرى السابعة لرحيل الزعيم من أكثر حفلات التأبين تنظيماً من ناحية الاستقبال والاجلاس والخدمات والبرنامج المتنوع والمضغوط والكلمات القوية والمعبرة والمطبوعات الكثيرة التي وزعت على الحاضرين كمختصر تفسير الجلالين والحصن الحصين والدعاء للمتوفي وبوسترات تحمل مجموعة من أقوال الزعيم الخالد والتي تصلح لأي زمان في هذا النادي العظيم.. كقوله »لقد أتت بنا أمة الهلال موكلة الينا ادارة شئون هذا الصرح العتيق نيابة عنها.. نصون كيانه القدسي بصلابة ونحمي الديار ونذود عن حياضه بجسارة.. حماة لكرامته وشخصيته القوية المؤثرة المعتبرة وأصوله جذوراً وأفرعا.. دون تفريط في حق من حقوقه الموروثة والمكتسبة.. والا نقبل أي نوع أو أي قدر من المساومة أو الموازنة في ذلك الحق والذي ينبغي ألا نخشى في قوله أي قوة والا نحني هامته أو نركعه لغير الحق المبين. وان نصمد أمام ذلك بعزائم من فولاذ أصم مهما غلا الثمن وعزت التضحيات حتى لو تعرضت ذواتنا للأخطار«.. مجلس لوردات بقيادة كمال عبد اللطيف لإنقاذ الموردة وإعادتها للممتاز غداً نكتب عن الاتجاه الكبير في أوساط المورداب لاختيار السيد كمال عبداللطيف الوزير السابق ورئيس اللجنة العليا لتأهيل استاد الموردة رئيساً لمجلس ادارة النادي المعين بجانب مجموعة من رجال الأعمال والتكنوقراط في مساعي جادة لإعادة الموردة للممتاز في الموسم القادم ومن المتوقع ان يكون اجتماع رموز الموردة وكبارها الذي انعقد مساء أمس بمنزل رئيس الموردة الأسبق عبد المحمود ابو صالح قد ناقش تشكيل المجلس الجديد لرفع توصياته للسيد وزير الشباب والرياضة لاصدار قراره بتعيين مجلس الانقاذ..