هنادي عبد اللطيف: الإعلان الذي لم يكن مفاجئاً للكثير من المراقبين لما يجري من مفاوضات بين الحكومة وأديس أبابا الرامي بتعليقها الى أجل غير مسمى، جعل الحكومة تبدي سخطها واستياءها لمواقف الوساطة الإفريقية برئاسة ثامبو أمبيكي وتحميلها فشل المفاوضات. مما جعل الحكومة في موقف لا يحسد عليه بعد أن فشلت في التوصل لاتفاق مع قطاع الشمال، ولم يكن التعليق أو الفشل جديداً بالنسبة لأبناء المنطقتين وحتى قيادات بالحكومة التي توقعت انهيار المفاوضات بين وفد الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال بعد إعلان الوساطة الإفريقية تعليق المفاوضات بين الحركة الشعبية قطاع الشمال والحكومة بعد وصول الطرفين إلى طريق مسدود ودون التوصل لاتفاق بسبب الجدل الذي أثير حول الأطروحات التي قدمها وفد قطاع الشمال الذي خرج عن المحاور التي يفترض أن تناقش في التفاوض. مما جعل الحكومة كأنها تسير في دوامة تناقضات لا تبدو لها نهاية، ففي الوقت الذي تؤكد فيه وزارة العدل أن عرمان وعقار يواجهان عقوبة الإعدام أو السجن المؤبد في القضية المرفوعة ضدهما بموجب القانون الجنائي وقانون الإرهاب والأسلحة، لكن من ناحية أخرى فهي تجلس للتفاوض معهم وهذا يفسر اعترافهم بها. المفاوضات التي انعقدت بحسب القرار 2046 الذي وضع التفاوض حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وبحسب الخبير الإستراتيجي عباس إبراهيم فإن الحركة أتت بعناصر ليست من المنطقتين إضافة إلى أن وفد القطاع تحدث في المفاوضات عن قضايا قومية لا تخص المنطقتين التي من أجلها انعقد التفاوض لكن الحركة تحدثت عن مشكلات وقضايا عامة بشأن الحكم والحريات العامة لذلك كان الاختلاف في وجهات النظر بين الطرفين ولم يتفقا على أية نقاط، وشعرت الوساطة والحديث لإبراهيم الذي يضيف أن الوساطة اتخاذ الوساطة قرار تعليق المفاوضات يعتبر انحيازاً واضحاً. وما يؤكد حديث عباس أن الحكومة أبدت انزعاجها واضحاً من الموقف الذي اتخذته الوساطة الإفريقية وحمل رئيس وفد التفاوض البروفيسور إبراهيم غندورالحركة الشعبية مسؤولية فشل المفاوضات ووصولها لطريق مسدود، وأعلن غندور عن رفض الحكومة بشكل قاطع ونهائي تدويل الحوار الوطني وأشار لجهات خارجية مثل أمبيكي وقال لن نقبل أي دور أجنبي في الحوار الوطني. لكن القيادية بجبال النوبة عفاف تاور ترى خلال إفادتها ل «الإنتباهة» أن الوساطة سعت بكل جهودها لإنجاح التفاوض والوصول الى اتفاق لكن فشل المفاوضات كان متوقعاً وهذا يعكس وجود شخصيات بوفد التفاوض الخاص بقطاع الشمال وهذه الشخصيات لها نوايا حاملي السلاح، والحديث لعفاف التي تضيف أنهم يسعون إلى تحقيق أجندة وأهدف أخرى لا تصب في مصلحة منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان خاصة بعد رفع القضية إلى مجلس السلم والأمن الإفريقي. مراقبون أشاروا إلى أن فشل المفاوضات بسبب تقديم الحركة الشعبية قطاع الشمال ورقته التفاوضية التي طغت عليها القضايا القومية، وبحسب د. عبد العزيز عمر المحلل السياسي والذي يرى خلال إفادته للصحيفة ان القطاع تجاهل عمداً قضايا المنطقتين، مما يجعله لا يحمل تصوراً بعينه لقضايا المنطقتين، ولكنه آثر إخفاء أوراقه الرئيسة ومن ثم فإن للحركة الشعبية تصوراً لكيفية الحل قد يكون صادماً لمشاعر الطرف الحكومي أو مفاجئاً له، ويضيف محدثي أن الحركة الشعبية قطاع الشمال تنظر إلى قضايا النيل الأزرق وجنوب كردفان على أنها قضايا تهميش وتخلف تنموي.. وتمسكها باتفاق «نافع عقار» يعود إلى رغبتها في إقرار مشاركة سياسية كاملة في الحكومة الاتحادية لا تقل عن نصيب الحركة الأم قبل انفصال الجنوب، وتغفل الحركة أن المنطقتين لا يتعدى تعداد سكانهما الثلاثة ملايين نسمة.. على كل يرجع فشل أو انهيار المفاوضات كما يحلو للبعض تسميتها في عدم جدية الطرفين بشكل واضح على الرغم من التصريحات التي سبقت المفاوضات خاصة من جانب الحكومة التي لن تغير موقفها بشأن الوساطة التي عجزت عن الوصول إلى اتفاق بين الطرفين مما جعلها ترفع الأمر إلى مجلس السلم والأمن الإفريقي.