٭ طفرة غير مسبوقة تشهدها قوات الشرطة السودانية هذه الأيام تؤكد فيها كل يوم أنها لا تتوقف.. لأجل تحقيق الغايات والأهداف التي تصب في نهاية المطاف لتحقيق شعار الشرطة في خدمة الشعب. ٭ هكذا تفطن الشرطة دائماً في قياداتها المتعاقبة أن الشرطي هو الأصل لتحقيق الغاية والهدف من تنفيذ الشعار الذي رفعته الشرطة منذ إنشائها كقوات تشكلت لمؤازرة المواطن والوقوف إلى جانبه في السراء والضراء. ٭ لكن حتى تعطي الشرطة معنى لهذا التكليف الذي حملته على أعناقها زمناً فاق المائة عام، كان لزاماً أن تنظر قياداتها في كل استراتيجياتها وتخطيطها... كيف يمكن أن يحقق الشرطي مهامه دون كلل أو ملل وهو يفتقر للكثير الذي يعينه على حسن أداء مهمته... فكان التفكير في قيادة الشرطة جاداً بأن تحقق له كل ما يعينه على حسن الأداء.. والشرطي مطالب بذلك قانوناً. ٭ فلحت رئاسة الشرطة في أن تذهب مباشرة بالشرطة إلى العملية والمؤسسية... والآن الشرطة محل إشادة وتقدير من أعلى قمة في الدولة ممثلة في سعادة رئيس الجمهورية حين يقول قولاً موثقاً أنه راضٍ كل الرضاء عن أداء الشرطة... إنه لدليل عافية في الشأن الأمني.. ودليل رضائه تكرار هذه الإشادة والمشاركة في كل مناسباتها في إطار الإنجاز.. وآخرها أمس الإثنين حيث كان برنامج السيد الرئيس كله للشرطة يتجول معها أرضاً وجواً للافتتاح والاحتفال بكل ما هو جديد ومتطور. ٭ أن تهتم رئاسة الشرطة بالتدريب كضربة بداية هذا يعني إيمانها الكبير بأن الأمور في الشرطة لا تستقيم إلا بجرعات التدريب العالية، لكن كان لا بد لتنفيذ ذلك أن تجد لذلك المواعين التي تصهر فيها هذا الكم الكبير من صف الضباط والجنود أولاً ثم الضباط علماً وعلوماً وتدريباً مقنناً ينفع البلاد والعباد. ٭ سرني جداً هذا الإنجاز لأنه حقيقة إنجاز ضخم جداً وكبير يستحق الإشادة ويستحق الاحترام والتقدير... وربما سر هذا السرور عندي أن الشرطة الآن بهذا الإنجاز استطاعت أن تبني لنفسها مجداً كبيراً وتاريخاً تليداً إضافة لتاريخها السابق... لكن هذه المرة يكون بقوة امكانات التدريب ويحق لها ولأي شرطي ينتسب إليها أن يفخر بها داخلياً وخارجياً... فقد أصبحت الأوضاع تسر خاصة أن الشرطة يمكن أن تصبح بعد هذا الإنجاز ماعوناً تدريبياً لكل إفريقيا والوطن العربي. ٭ لكن ما يلفت النظر أن هذا الإنجاز هذه المرة جاء في إطار مفاهيم الوفاء لأهل العطاء.. حيث وجهت رئاسة الشرطة اللجان المختصة في ذات المجال بأن تطلق على هذه المباني أسماء رجالات شرطة وجيش وفاءً وتقديراً لجهودهم التي قدموها خلال فترة حياتهم في الشرطة، وبعضهم مازالوا يعطون الكثير حتى اليوم في المجال السياسي أمثال المهندس إبراهيم محمود حامد الذي كان وزيراً للداخلية حتى وقت قريب على الأقل.. وكانت فترته في وزارة الداخلية فترة هادئة شهدت كثيراً من مؤشرات الاستقرار الأمني.. وهناك مركز تدريب الشهيد إبراهيم شمس الدين وهو معروف من خلال وطنيته وجهوده لأجل البلاد حتى نال الشهادة.. كذلك الفريق عوض خوجلي محمد فالرجل تقبله الله كان رجل تدريب أول.. وصال وجال في ميادين التدريب، فكان مستحقاً أن يسمى المركز الكبير باسمه تقديراً لجهوده.. أما الفريق الدكتور الهادي الشاهر رحمه الله فله مجهوداته الكبيرة في كلية الشرطة بجامعة الرباط الوطني فللرجل بصماته الواضحة في ذات الجامعة التي تعتبر الذراع الأكاديمي لوزارة الداخلية. ٭ لذا نرى أن هذه الإنجازات جاءت هذه المرة في تركيز كبير كنوع من الوفاء والشكر لهؤلاء الرجال الذين قدموا الكثير خاصة في مجال التدريب بالشرطة ودفاعاً عن الوطن والعمل الوطني... إذا كانت الجامعات تمنح أمثالهم شهادات علمية كالدكتوراة والماجستير.. فمن باب الوفاء أن تسجل أسماؤهم على هذه الإنجازات الكبيرة المشرفة. ٭ التحية لقيادة الشرطة بدايةً بالسيد المدير العام الفريق أول هاشم عثمان الحسين والفريق الدكتور العادل عاجب نائب المدير العام المفتش العام، وجميع هيئة الإدارة والقيادة واللجان الخاصة بإنجاز هذا العمل الكبير الجبار.. وكذلك الشركات الهندسية المنفذة فحقاً أنه إنجاز يستحق الاحترام خاصة عندما يجيء تحت مفهوم الإنجاز في إطار الوفاء... إنها مفاهيم المباني والمعاني معاً.