مشكلة المواصلات ليست جديدة.. بل ظلت تؤرق مضاجع المواطنين والمسؤولين على حد سواء.. وحاولت السلطات في الولاية إيجاد سبل لحلها إلا أنها لم تبارح محلها .فقد تحدثت صحف الخرطوم يوم أمس عن خطة لاستيراد بصات من الصين وكانت قد كشفت وزارة المالية وشؤون المستهلك ولاية الخرطوم عن استيراد «1000» بص بالإضافة إلى تقديم منحة من دولة الصين تقدر ب«1000» بص لحل أزمة المواصلات.وبالنظر إلى قضية المواصلات التي يبدو أنها أعيت الجهات المعنية واستعصى عليها حلها نجدها أكثر تعقيداً خاصة خلال السنوات الأخيرة التي شهدت تغييرات عديدة تتمثل في تغيير مواقف المواصلات والتي كان يرفضها المواطنون وبالرغم من ذلك تمت عملية الإبدال والإحلال ،إضافة إلى إدخال عدد مقدر من البصات والتي عُرفت ببصات الوالي ،في خطوة لحل أزمة الاختناق المروري . وإذا رجعنا للوراء قليلاً نجد وعود الجهات المعنية بحل الأزمة التي لم تنجح بعد بحسب متابعين فقد كان د.عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم قد كشف خلال العام المنصرم، عن اتجاه لاستخدام النيل في النقل النهري، لاستخدامه في المواصلات والسياحة بربط خطوط المواصلات بمراسٍ على النيلين الأزرق والأبيض والرئيس، بجانب توريد «6» قطارات خلال العام.وأوضح أن هذا من شأنه تقليل أزمة المواصلات الماثلة والتخفيف على المواطنين، وقال إن عدد سكان الولاية تجاوز «8» ملايين نسمة وإن«70% » منهم يستخدمون المواصلات العامة في تنقلهم، وشكا من قلة وسائل النقل العاملة . وبالرغم من اليأس الذي ضرب مواطني الولاية في حل الأزمة الخانقة إلا أننا نجدهم قد استبشروا خيراً بقدوم بصات الولاية وكان أملهم أن تُحل القضية حلاً جذرياً ،لكن سرعان ما انقشعت سحب أحلامهم وانقلبت عليهم ككابوس ،فقد زادت تلك البصات الأزمة وذلك من خلال الاختناق المروري الذي تسببت فيه سيما وأنها كبيرة الحجم أعاقت الحركة وهذا ما أقر به عدد من سائقي الحافلات والملاكي في وقت سابق ،أضف لذلك أن بسببها تم تحويل المواقف من مكانها المعروف حتى يتم تخفيف الضغط من بعض المواقف مثل «الاستاد وجاكسون» وكان لهذا التغيير تبعات أضرت المواطنين الذين أصبحوا لا يجدون وسائل نقل لتقلهم الى وسط الخرطوم خاصة شارع السيد عبد الرحمن وما جاوره من شوارع العاصمة ،ما زاد العبء المادي عليهم ، وللأسف فان هذه المنطقة هي تجمع خدمات فمثلاً توجد بها مستشفى الحوادث والاسنان وغيرها . وكانت قد أُثيرت قضية تعطيل عدد كبير من بصات ولاية الخرطوم على نطاق واسع وأصبحت حديث الساعة في أوساط عدد من الجهات ذات الصلة بخدمات المواطنين وتوفير سبل وسائل النقل داخل العاصمة وقد بلغ عدد البصات المتعطلة «600» بص بسبب سوء الإدارة وعدم الحفاظ عليها. شيخ الدين محمد عبد الله بغرفة النقل قال في حديثه ل« الإنتباهة» إننا نعاني من أزمة في التخطيط وفي البنيات الاساسية مع ازدياد الحركة العامة ،وتجربة ادخال البصات غير جديدة لكن ينبغي ان تكون ذات مواصفات جيدة وان تكون قطع غيارها متوفرة حتى لا تتكرر ازمة البصات السابقة ،وذهب الى انه وفي السنوات الماضية لم يكن هنالك اكتظاظ مروري وبالرغم من ذلك كانت حركة السير تسير بسلاسة ، والآن نحتاج فقط الى تنظيم وادارة صحيحة بعقلية جيدة .كما وصف في ختام حديثه كافة الحلول التي وضعت لاجل حل أزمة المواصلات بالعشوائية . حسناً ،مع كل تلك المعطيات تحاول الجهات المعنية ان تخرج من مأذق المواصلات التي وجدت نفسها فيه لسوء التخطيط الذي ظل مصاحباً للادارات المعنية ،لكن يبقى السؤال: هل بادخال بصات اخرى ستنتهي معاناة المواصلات ام سيطول امدها اذا لم يصحب تلك البصات ادارة وتخطيط سليمين .هذا ما ستكشف عنه مقبل الايام .