جاءت توجيهات رئيس الجمهورية لوالي الخرطوم واضحة المعالم وهي ان رفقا بالمواطن من خلال العمل على انهاء ازمة المواصلات الخانقة التي تشهدها الولاية . لقد باتت ازمة المواصلات احدى ابرز العلامات في مشهد العاصمة وكثيرا ما يرى المار بشوارع المدينة واطرافها المواطنين وهم يسيرون بحافة الطرقات مشيا على الاقدام بعد ان كال الطفح بالمواقف بسبب المنتظرين من الناس بانتظار ماعون يقلهم الى حيث يسكنون. توجيهات رئيس الجمهورية جاءت بضرورة ايجاد حلول متكاملة تنهي الازمة. من جانبه، كشف الوالي عقب لقائه رئيس الجمهورية امس انه اطلع الرئيس على الحزم التي اعلنتها الولاية للتخفيف من حدة المواصلات وتقوم على حلول آنية ومستقبلية تتمثل الآنية في ثمانية محاور شرعت الولاية في بعضها مطالبا المالية بتخفيض الرسوم والضرائب المفروضة على قطاع المواصلات. (الصحافة) التي دأبت على البحث والتقصي في امر المواصلات تواصل عبر المساحة التالية الكشف عن الاسباب الحقيقية لازمة المواصلات الخروج بسبب الأعطال يشعر المواطنون بوطأة ازمة المواصلات عند خلو مواقف الخرطوم من المركبات بيد ان سائقي تلك المركبات والاشخاص المسؤولين عن صيانتها يشعرون بآلام اسعار الاسبيرات عند كل ضغطة على دواسة البنزين ، وباتت احد المشاهد المألوفة في ولاية الخرطوم وقوف مركبات المواصلات العامة من بصات وحافلات و(هايسات) على طرقات الشوارع الفرعية داخل الاحياء بعد ان تعذر على اصحابها صيانتها ، وليس هناك مكان يمكن ان ينبئ بكثرة المركبات المتعطلة سوى المناطق الصناعية حيث ورش صيانة الحافلات المنتشرة بانحاء الولاية ، وفي داخل المنطقة الصناعية الخرطوم كانت مركبات المواصلات بمختلف انواعها وماركاتها تجد مكانها بين ازقة وجملونات الورش. الميكانيكي ابراهيم محمد ابراهيم يقول ان المعضلة الاساسية في كثرة المركبات التي تحتاج الى صيانة هى الاسبيرات ، ويشير ابراهيم الى شيوع استخدام قطع الغيار التجارية ،مضيفا " اسم تجاري يعني في الحقيقة الاسبير درجة ثالثة ، " مشيرا الى ان معظم الاسبيرات التجارية تستورد من الصين والهند ومصر، مؤكدا ان قطع الغيارتلك من الدرجة الثالثة تباع على اساس انها اسبيرات درجة اولى ، وتحسر ابراهيم على ايام سيادة الاسبير الياباني والتايواني على تجارة قطع الغيار، مؤكدا غلاء اسعار الاسبيرات الاصلية مشيرا الى ان التجار والموردين باتوا يفضلون استيراد الاسبير التجاري لجهة عائدات ارباحه الكبيرة للتجار وابان ابراهيم ان ماكينة الحافلة كانت لا تحتاج الى (عمرة) الا بعد حلول سبع او ثماني سنوات بينما (عمرة ) الاسبير التجاري تتطلب عمرة الماكينة كل عام ، ولفت الى هدر زمن اصحاب الحافلات اثناء الصيانة مشيرا الى ان ( عمرة )الماكينة تتطلب غياب الحافلة لمدة تتجاوز الاسبوع . وعميقا داخل ازقة المنطقة الصناعية صادفناه بجوار حافلته من نوع الروزا التي تقف بجوار احدى الورش وقال يوسف محمد ان اسبيرات الحافلات غالية، مشيرا الى انعدام الاسبيرات الاصلية مشيرا الى توفر الاسبيرات التجارية التي تعمل لوقت قصير، مشيرا الى تكبدهم خسائر طيلة اوقات الصيانة وابان يوسف ان صيانة طلمبة جاز مركبته تستغرق اليوم بطوله ولفت الى تعاظم منصرفات المركبة واوضح ارتفاع زيت الماكينة من 120 الى 220 جنيها في اقل من ستة اشهر ، وشكا السائق حسين آدم ابراهيم من الاسبيرات التجارية التي لا تعمر زمنا طويلا، مشيرا الى ان مشكلة الاسبيرات التجارية تظهر في الاعطال الكبيرة ولفت حسين الى ارتفاع اسعار الاسبيرات بالاضافة زيادة قيمة تكاليف المصنعية مشيرا الى ارتفاع تغيير ( الطارة ) من 10 جنيهات الى 30 جنيها ، واكد حسين ارتفاع تكلفة التشغيل واوضح ان سعر زيت الفرملة ارتفع من جنيهين الى سبعة جنيهات مشيرا الى قيمة غيار الزيت كانت تتطلب عمل نصف يوم ( الجمعة) بينما اليوم باتت تتطلب عمل يومين، وابان ان سعر الجربوكس ارتفع من الف الى خمس آلاف جنيه وعمرة الماكينة من الفين الى تسعة آلاف جنيه، وجوز اللساتك من 300 الى 1700 جنيه . استبعاد المواصفات : لا يمكن معالجة المشكل بعيدا عن الرؤى الأكاديمية والأبعاد الفنية فالمواصفات الفنية في استيراد البصات العاملة داخل المدن امر مهم. استاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة الخرطوم الدكتور محمد أحمد سراج قال في حديثه (للصحافة) انه و من الناحية الفنية البحتة فإن أية سيارة مهما كان نوعها او حجمها صغيرة او شاحنة كبيرة أهم شئ مطابقتها للمواصفات القياسية السودانية ، وهناك مواصفة تم وضعها لكل السيارات والبصات والحافلات قبل استيرادها يجب التأكد من مطابقتها للمواصفات ، والاجراء السليم الذي يجب ان يتم عند سعي أي شخص لاستيراد سيارة هو الحصول علي موافقة الهيئة العامة للمواصفات السودانية ومن اللجنة الفنية للسيارات تحديدا ، ويضيف دكتور سراج الذي كان عضوا في هذه اللجنة وطيلة فترة تواجده لم يأتِ أي طلب لاعتماد مواصفة لبصات تعمل داخل الخرطوم . ويري سراج ان ازمة المواصلات ترجع الي عدم المطابقة في المواصفة السودانية والذي أدي الي استيراد بصات لا تتناسب مع الطرق ولا الاجواء، وفي اعتقادي ان هذا ما تم في الفترة الاخيرة باستيراد بصات مخالفة من ناحية طول البص وخلوصة الارضي ( أي ارتفاع البص من الطريق ) ، هذا بالاضافة الي الابعاد بين المحاور ( اطارات العجل الامامي والخلفي ) لان هناك علاقة بين ابعاد الاطارات وارتفاع البص من الارض وكل هذه الشروط غير متوفرة في بصات الولاية التي تم استيرادها اخيرا . ويؤكد سراج انه كان الاجدر ان تعرض هذه البصات قبل استيرادها علي اللجنة الفنية لدراستها من ناحية الابعاد والمحرك والاضاءة ودراسة كل المنظومة الفنية لها ، قبل تنزيلها الي الطريق العام ، ومخالفتها للمواصفات ادت الي خروج الكثير منها عن العمل وتعطلها وتعرضها للاعطال المتكررة، وان كانت قد ساهمت بأدئ الامر في حل مشكلة المواصلات ، لان العدد الذي يحمله البص من الركاب يوازي ثلاثة اضعاف عدد ركاب الحافلة او اكثر ، ولكنها خلقت ازدحاما في الطرق وفي النهاية عدم مطابقتها للمواصفات ادي الي خروجها عن دائرة التشغيل . ويختم دكتور سراج حديثة ( للصحافة) بالقول : ان حل أزمة المواصلات يكمن في استيراد اسطول من البصات المطابقة للمواصفات السودانية للبصات التي تعمل داخل المدن ، بالاضافة الي سعي الحكومة الي عقد شراكات مع القطاع الخاص وعدم حصر المواصلات في القطاع العام لان دخول القطاع الخاص يؤدي الي المنافسة وتجويد الاداء وهذا ما يمكن السعي اليه في الوقت الراهن ، كما يجب تحديد محطات معينة ومعتمدة لتوقف البص حتي يقلل ذلك من زمن الرحلة وتقليل الصرف علي البصات بالاضافة الي تجنب إهدار زمن المتنقلين والذي يعني إهدارا لموارد الدولة ، وعلي المدي البعيد يكمن الحل في ادخال الترام . هيئة النقل وشرطة المرور وراء الأزمة استياء وغضب بالغان لمستهما (الصحافة) وسط سائقى مركبات النقل العام بسبب ما يتعرضون له من ظلم وتضييق من الجهات ذات الصلة، مؤكدين ان ازمة المواصلات ليس سببها شح مواعين النقل، متهمين هيئة النقل والمواصلات والمرور وغرفة نقابة الحافلات بالتواطؤ وعرقلة العمل ووفقا لاصحاب الحافلات فإن من اسباب المشكلة ان الجهات الرسمية مثل المرور وهيئة النقل تتعامل بتعسف عندما يبادر سائقو المركبات بفك الاختناقات بعيدا عن خطوط عملهم، ولتوضيح هذه النقطة قال السائق محمد سعيد من خط جبرة انه اذا كانت المركبة مرخصه للعمل فى خط محدد وليس به ازدحام واتجه السائق الي خط اخر يتكدس فيه الركاب فإنه يتعرض لغرامة ماليه من قبل المرور، اضافه الى ان النقابه تستنزف مواردهم بأخذ خمسة جنيهات يوميا من كل مركبة ولاتوجد خدمات مقابل ذلك، وقال سائقو المركبات ان حل المشكلة يكمن فى ايجاد الخطوط الدائرية . (الصحافة ) وايمانا منها بضرورة الاستماع الي مختلف وجهات النظر بين الجهات المعنية اجرت اتصالا هاتفيا بمدير هيئة النقل والمواصلات، امين النعمة للوقوف علي الازمة وكيفية الخروج منها، فطلب من محرر الصحيفة الحضور الى مكتبه بمبنى ولاية الخرطوم فعمدت الصحيفة للانتقال الي مكتبه بالولاية، لكنه لم يكن بالمكتب واجرت الصحيفة عدة اتصالات لكنه لم يرد، واخيرا رد بالقول انه ليس لديه وقت حتي يتحدث للصحافة . وهنا نتساءل اين يقضي امثال هؤلاء وقتهم اذا كان الاخفاق هو مخرج عملهم؟ وهو حديث نوجهه لوالي الخرطوم ويسألونك عن النقابة نقابة الحافلات المتهمة بأنها جزء من الازمة اذ بات كل همها تحصيل مبلغ الخمسة جنيهات من كل حافلة عابرة بشوراع واحياء العاصمة، ووفقا لافادات اصحاب الحافلات فإنها احد اضلاع مثلث الازمة من خلال تجاهلها للمشكل وتوجيه كل همها نحو التحصيل. الصحافة سعت للاتصال بالسيد رئيس نقابة الحافلات عمر سليمان فتحجج في المرة الاولي بأنه في اجتماع مع شركة مواصلات الخرطوم، وفي المرة الثانية طلب الي الصحيفة الرجوع اليه بعد نصف الساعة واخير تجاهل الرد تماما. التفاف وتحايل!! من الاسباب التي عمقت الازمة تحايل اصحاب الحافلات اذ باتوا يقسمون الخط، فمثلا القادمون من شرق النيل في الحاج يوسف وسوبا وام ضوا بان يعمدون الي انهاء الخط في حلة كوكو بقيمة (1) جنيه، ثم يعودون مرة اخري ما ادي الي تفاقم المشكل.