استجابة لدعوة من الأخ الكريم والصديق العزيز الزميل خالد التجاني النور، شاركنا أمس في تدشين النشاط العلني للحركة الوطنية للتغيير المعروفة اختصاراً بكلمة «حوت». وقد جاء ذلك في لقاء بقاعة في حديقة الأسكلا بشارع النيل في الخرطوم، عقده عدد من المؤسسين للحركة مع مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة. وجاء هذا التدشين للنشاط العلني للحركة بعد أن مضت حوالي ستة أشهر على سفور الحراك الذي أفضى لإنشاء هذه الحركة، وذلك على النحو الذي جرى في لقاء انعقد في العاصمة القطرية الدوحة لعدد من المبادرين الذين اتفقوا على إطلاق دعوة لتأسيس «حوت» ووفقاً للإفادة الموجزة التي تلقيتها من أخي الصديق وزميلي الكريم والنبيل الأستاذ خالد التجاني لدى عودتي من القاهرة في أغسطس الماضي بعد زيارة أسرية وسياسية للعاصمة المصرية استغرقت ثمانية أشهر، فقد بدأت المبادرة لإنشاء «حوت» كفكرة مطروحة منذ سنوات منصرمة في أوساط النخبة المبادرة التي اتفقت على القيام بالإقدام على ذلك، وإطلاق الدعوة له بناءً على القناعة بوجود ضرورة ملحة، ودوافع ضاغطة، وأهمية بالغة للآمال الكبيرة التي أضحت في حاجة لمثل هذه الحركة. ولكن وكما معلوم بالنسبة لهذه النخبة المبادرة فقد ظلت المسألة المطلوبة مطروحة كموضوعات للمناقشة غير المنتظمة، والتي كانت تتم على شاكلة خواطر تأتي متواردة ومتواترة على مدى السنوات الأخيرة المنصرمة، لكنها متقطعة ومتناثرة. ولم يتم التوصل إلى الاتفاق على الشروع في جهود مكثفة تسعى لبلورة هذاالأمر حتى جرى لقاء لم يكن مرتباً له بصورة مسبقة، وإنما تم كمنتدى للمفاكرة على هامش ندوة عقدها في أغسطس الماضي مركز البحوث والدراسات في قناة (الجزيرة) التلفزيونية الفضائية بمقرها في العاصمة القطرية الدوحة. وقد التقى في ذلك المنتدى وفقاً لإفادة صديقي د. خالد التجاني الذي شارك فيها كل من بروفيسور الطيب زين العابدين، وبروفيسور التجاني عبدالقادر، وبروفيسور عبدالوهاب الأفندي والمستشار القانوني الأستاذ أحمد كمال الدين. وقد أسفر الاجتماع في ذلك المنتدى عن الاتفاق على طرح فكرة «حوت» للمداولة والمناقشة العامة المفتوحة عبر لقاءات معلنة ومواقع اسفيرية ولقاءات غير معلنة أو مغلقة مع مفكرين ممثلين لكافة القوى والتيارات الفكرية والسياسية الفاعلة في الحركة الوطنية السودانية والناشطة فيها. وقد استمرت هذه المناقشة الفكرية العميقة على مدى الأشهرالمنصرمة منذ أغسطس الماضي. لكن الحركة وجدت نفسها مضطرة للإعلان عن موقف يعبر عن المبادرين والمشاركين في الدعوة لتأسيسها، وذلك على النحو الذي حدث في البيان المثير للجدل الذي صدر عن مبادرين وناشطين في الدعوة لتأسيس الحركة أثناء المواجهة التي حدثت لدى التصدي الحكومي القمعي للاحتجاج الشعبي الذي اندلع بالعاصمة المثلثة ومدن سودانية أخرى في مناهضة للقرارات الاقتصادية الصادرة عن الحكومة ما أدى لتلك الهبة الشعبية الساخطة والغاضبة والملتهبة التي انفجرت في سبتمبر الماضي على النحو الذي أوحى بالكثير مما قد يترتب عليها وينجم وينتج عنها ويحدث بعدها في الفترة والمرحلة المقبلة. وكما علمت بناءً على الإفادة التي تلقيتها من صديقي وأخي خالد التجاني فقد أدى ذلك الإعلان التضامني مع الاحتجاج الشعبي من جانب بعض المبادرين والناشطين في الدعوة لتأسيس حركة «حوت» إلى صدور الإعلان التأسيسي الأول المقترح للحركة و الذي خرج للعلن دون اتفاق مسبق على ذلك من جانب جميع المبادرين والناشطين في الدعوة له في ذلك الحين. وعلى العموم فقد أضحى من المعلوم أن المبادرة الداعية لتأسيس الحركة الوطنية للتغيير قد وجدت استجابة مقدرة في الأوساط والدوائر التي جرى طرحها عليها، و خاصة في الفترة اللاحقة للإعلان التضامني الذي صدر أثناء الهبة المندلعة في سبتمبر الماضي والتي جعلت الإعلان عن الدعوة لتأسيس حركة «حوت» يخرج إلى العلن أو صارت هي السبب في ذلك دون قصد أو ترتيب مسبق لها من جانب المجمعين على وجود ضرورة لإنشاء مثل هذه الحركة. وقد أسفرت المناقشة التي ظلت دائرة مع المفكرين الممثلين للتيارات الوطنية المختلفة عن الاتفاق على إجراء تعديلات على الصياغة الأولى التي كانت مقترحة للإعلان التأسيسي، كما تم الاتفاق بين المجموعة المؤسسة للحركة ممثلة في النخبة التي بادرت بالدعوة لها، إضافة إلى الذين وافقوا على الانضمام لهم في المراحل اللاحقة على تشكيل لجنة تسيير للحركة تتولى إدارة الأنشطة المتعلقة بهذه المرحلة من التأسيس ل «حوت»