حوار: سحر بشير سالم تصوير: متوكل البيجاوي محلية كرري واحدة من المحليات الوليدة التى قامت في إطار التوسع الذي تشهده ولاية الخرطوم، وتضم ثمانية أقسام للشرطة «الحتانة مدينة النيل الفتح 1- الفتح 2- الثورة جنوب المهدية الجزيرة إسلانج» تعادل مساحتها ربع مساحة ولاية الخرطوم وبها كثافة سكانية عالية، شهدت في الفترة الأخيرة هجرات لمجموعات سكانية من مناطق أخرى بالولاية، في هذه المساحة التقينا بالعميد طارق الرشيد مدير شرطة محلية كرري ليحدثنا عن المحلية وأهم المشكلات الأمنية التى تواجهها والوقوف معهم على الأعمال المنعية والوقائية. ** فلنتحدث عن التوسع بالمحلية وانعكاسات ذلك على العملية الأمنية؟ * شهدت محلية كرري توسعة جغرافية وإسكانات ضخمة للشرطة وترحيل لمجموعات عرقية وإثنية من شتى محليات الولاية باعتبار وجود مساحات شاسعة بالمحلية، فهي تعادل ربع محلية الولاية، وتمّ تسكين هؤلاء في مناطق طرفية مما زاد من أعباء المنظومة الامنية من خلال كثافة سكانية وامتدادات جغرافية شاسعه أدت لآثار سلبية بأعتبار دخول عناصر مختلفة في ثقافاتها وعاداتها وموجودة بكميات كبيرة امتدت من الفتح (1-5) .ونتعاطى العمل خلال ثمانية اقسام وهنالك مقترح لثلاثة اقسام حتى نواكب الامتداد الجغرافي ونتمكن من السيطرة على بعض التفلتات الامنية. وحتى تكون الشرطة قريبة من المواطن وحتى قيام تلك الأقسام فكرنا في عمل قطاعات بحث جنائي وتكون بها قوات ضاربة للتصدى لأي إنعدام للأمن او وجود مجموعات خارجة عن المنظومة المجتمعية باعتبار ان تلك المناطق مناطق طرفية يسهل التواجد فيها لمعتادي الإجرام واستغلالها الاستغلال السيء، فقمنا بتأجير منزلين في الحارة 76 بواسطة المحلية سوف يُفتتح خلال الايام القادمة ويكون مقرا لتلك القوات التى ستعمل بالتضامن مع اللجان الشعبية والمجتمعية والمواطن حتى نحد من كثير من النشاطات الإجرامية، وللمواطن القدح المعلى في نجاح البلاغات. ** ما هي حقيقة الوضع الأمني بالمحلية؟ تشهد المحلية استقرارا مشهودا منذ فترات طويلة ومن الملاحظ انخفاض ظاهر في معدلات الجريمة وانعدام للمجموعات المتفلتة حيث تمّ رصدهم والقبض على أعداد كبيرة منهم، وفي الأسبوع المنصرم تم القبض على شبكة متخصصة في سرقة الموبايلات وأنابيب الغاز. ** ما نُفذ من الخطة الأمنية 2013م وما تبقى منها وما هي خطتكم للعام 2014م؟ هنالك مجموعة من الخطط منها الخطة الامنية العامة التى تتماشى مع الإستراتيجية القومية لشرطة ولاية الخرطوم، وخططنا ترسم لنا محاور متعددة من اهمها الانتشار الشرطي عبر المساحة الجغرافية حتى تكون الشرطة قريبة من المواطن، ومحلية كررى ممتدة المساحات، واستحدثنا الوسائل لمجابهة الجريمة، فعملنا على زيادة الدوريات وزيادة عدد السوارى وأدخلنا حديثا دوريات المواتر نسبة لسرعة تحركها في الأزقة. وبالنسبة لخطة 2014م استصحبنا معنا سلبيات خطة العام الماضى والتى كانت بمثابة المؤشر للمضى قدما في قيام الاقسام المقترحة وتوفير معينات لتوفير الامن للمواطن في اللحظ المناسبة. ** ما هي أكثر النشاطات الإجرامية انتشارا بالمحلية؟ أكثرها السرقات المنزلية بصورة عامة وتعاطى الخمور ومشاكل المشاجرات وبعض حالات التعدى وسط شباب الحى. ** دعنا نقف على الخمور البلدية التى تشكل هاجسا لبعض مناطق محلية كررى؟ عادة يتم إنتاج تلك الخمور بالمناطق الطرفية العشوائية وهذه المناطق تقوم من غير تخطيط ومن غير متابعة ومن غير رقابة. وتعتبر صناعة الخمور مهنة لبعض النازحين يعيشون عليها لانهم يعانون الفقر المدقع. ** هل هنالك عقوبات رادعة لمصنعي ومروجي ومتعاطي الخمور البلدية؟ عادة العقوبة تكون غرامات وفي حالة التكرار تكون العقوبة السجن مع الغرامة بالاضافة للعقوبات الحدية لمتعاطى الخمور، وهنالك حملات يومية ناشطة على مناطق الخمور من قبل شرطة امن المجتمع بالتعاون مع شرطة المحليات كقوات مشتركة لأن «تجفيف الخمور» شعار شرطة ولاية الخرطوم، فكلما جُففت الخمور كلما قلت الجريمة لأن كثيرا من الجرائم كالقتل والتعدى ترتكب تحت تأثير الخمر. ** ما هي خطة المحلية في تضييق الخناق على معتادي الإجرام؟ هنالك عمل كبير لمكافحة الجريمة يقوم على عدة محاور أهمها العمل المنعي وهو أساس عمل الشرطة أسوة بمقولة «الوقاية خير من العلاج»، وهنالك إجراءات وقائية احترازية تقوم بها الشرطة لمنع الجريمة، فهنالك قسم كامل مختص بالدوريات والخرطة الجنائية تلعب دورا في توزيع قوات الشرطة حسب التوزيع الجغرافي بحيث لا يتعدى زمن وصول الدورية لموقع الحدث أكثر من 10 دقائق، الآن هنالك تشييد مباني للمباحث في قسم الثورة جنوب وعمل المباحث عمل استراتيجي وفعّال لانه يصل الى قلب المشكلة. هذا اضافة الى الأطواف الليلية والنهارية لأننا عندما ضيقنا الخناق على المجرمين ليلا تحولت السرقات الى سرقات نهارية، وسوف يتم التنسيق مع اللجان المجتمعية بضرورة وجود شباب في نقاط بسط الأمن الشامل للمراقبة النهارية. ** الأقسام لا تغطى حاجة المحلية على سبيل المثال منطقة الجرافة منطقة كبيرة ولا يوجد بها قسم شرطة؟ أوافقك الرأي وهذه من الإشكاليات التى نبحث لها عن حلول، هنالك ثلاثة أقسام صُدقت للعام 2014م «الجرافة ح72 ح 43». ونتوقع ان يتم التصديق لأقسام اخرى بالمحلية تغطى كل المساحات الجغرافية لأن المواطن يعانى في سبيل الوصول الى قسم الشرطة. وقد وجه السيد وزير الداخلية في اجتماعه مع هيئة القيادة بضرورة انتشار الأقسام بالمحليات. ** نقاط بسط الأمن الشامل أين هي الآن؟ هي موجودة ومن المفترض أن تزاول علمها بطريقة طبيعية ولكنها تعتمد أكثر على الجهد الشعبي والمواطنين واللجان المجتمعية، ولكننا نعاني من أن بعضا منها أصبح مهجورا ونعاني من ضعف وعزوف في العمل بها. لكن الآن تمّ تجهيز قوة قائمة بذاتها عاكفة على عمل دراسات ومعالجات وتصورات على ان تٌفعّل وهنا يبرز دور اللجان المجتمعية في حث الشباب على أداء الخدمة الوطنية بنقاط بسط الأمن الشامل بعد تزويدهم بجرعات معينة من التدريب لأن البعض يعاني من مشكلة الفقر القانوني. وهنالك بالفعل مناطق فاعلة ونشيطة ونحن بهدف تكريمهم.